الـبـشـر لاح فـيا مآذن رددي * * * الله أكـبـر دربـنـا لـلـسـؤدد
رجـع الأذان نـشيدنا طول المدى * * * يـسـمـو بـنا نحو المقام الأوحد
يـا دعـوة الـتوحيد يا نبع السنا * * * كـنـت الـجـلاء لـليلنا المتلبد
يـا دعـوة الإسلام يا فيض العطا * * * فـيـك الـخـلاص لعالم مستعبد
قـد كـنت موعدنا الأكيد إلى العلا * * * يـوم انـطـلاق الركب دون تردد
يـا دعـوة الإسـلام قومي أيقظي * * * فـيـنـا الـشهامة والإباء وجددي
قـولـي لـمن رضي المهانة إننا * * * نـحـن الألـى عن نهجنا لم نبعد
ولـيـشـهـد الـتـاريخ أنا أمة * * * عـزت بـقـرآن كـريـم أمجد
أعـزز بـهذا الدين نهجاً واضحاً * * * يـهـدي الأنـام لـخـيره المتفرد
أعـزز بـهـذا الدين فوق ربوعنا * * * عـلـمـاً يـرف لـعزنا المتجدد
أعـزز بـهـذا الـدين منهاجاً لنا * * * يـسـعى بنا نحو النعيم السرمدي
ولـتـذكـر الأيـام هجرة \"أحمد \" * * * ولـتـسـمع الدنيا هتاف \" محمد \"
يـا هـجـرة المختار كنت لأمتي * * * فـجـراً جـديـداً ناصعاً كالفرقد
يـا هـجـرة المختار كنت لأمتي * * * سـداً يـصـد جـهـالـة للمفسد
فـي يـوم هجرته الجبابر جمعت * * * فـي دار نـدوتـهـا تعد لتعتدي
لـكـنـهـا بـاءت بـكل خزاية * * * فـعـنـايـة الـرحمن خير مؤيد
إبـلـيـس شـار عليهم بمشورة * * * بـاءت بـخـسران وخيبة مقصد
يـا أيـهـا الـنجدي حسبك فرية * * * ودع الـمـكـائـد للحبيب وأبعد
الـغـار ضـم المصطفى ورفيقه * * * فـي رقـة إذ جـوفـه من جلمد
وقـريـش تأبى الحق في جنباتها * * * تـسعى لوأد الدين في المهد الندي
قـالـت لـفـتـيان لها هل فيكمُ * * * أهـلٌ لـنـيل جوائز؟ فلترصد !
ردوا الأمـيـن أو اقـتـلوه لعلكم * * * تـحـظـون بالمال الوفير وسؤدد
هـذا هـو الـمـغوار يلقى أحمداً * * * يـوم الـرحـيـل بـهـمة وتجلد
هـذا \" سـراقـة \" نـفـسه تواقة * * * يرجو الجوائز من \" قريش \" في غد
عـد يـا سراقة إن تكن تبغي العلا * * * كـسـرى أسـاوره سـتلبس باليد
واهـنـأ بـرضـوان الإلـه فإنه * * * خـيـر مـن الدنيا وخير المورد
الـركـب يـمضي في أمان تاركاً * * * كـيـد الـعـدو بـحقده المتحشد
أكـرم بـصـديـق الرسول فإنه * * * كـالـطـود يـشمخ للعلا بتجرد
مـا هـمـه إلا الـحبيب ودعوة * * * هـي مـنـحة الله الجليل الأوحد
هـذي الجموع على مشارف يثرب * * * تـسـتـقـبل الهادي بأعظم مشهد
فـازدانـت الـدنـيـا بأبهج حلة * * * الـبـدر لاح فـيا مدينتنا اسعدي
يـا أمـة الأنـصار طيبي بالنبي * * * واسـتـشـرفي من خيره وتزودي
هـيـا انـهضي كيما تقيمي دولة * * * الله بـاركـهـا بـهـجـرة أحمد
هـذا هـو المختار يمضي ينتضي * * * سـيـف الـجـهـاد بهمة وتوقد
يـا يـوم \" بدر \" فيك حققنا المنى * * * والـكـفـر صـار بـذلة لم تشهد
الـنـصـر كان حليفنا في ساعة * * * وعـواقـب الـكـفار ليست تحمد
سـبعون أسرى منهم وكذا المضرّ * * * ج بـالـدمـاء وفي القليب لسرمد
يـا أيـهـا الـفـتح المبين تحية * * * بـوركـت مـن يوم كريم المحتد
يـا فـتـح مـكة والرؤوس ذليلة * * * ومـظـاهـر الأوثان صاغرة اليد
شـاء الـمـهـيمن أن تذل غواية * * * فالشرك أضحى في الحضيض لآبد
والـجـاهـلـية حطمت أصنامها * * * فـي ذلـة أصـداؤهـا لـم توأد
تـسـعـى قـريش للرسول لعلها * * * تـحـظـى بـعفو من أمين ماجد
قـال اذهـبـوا بـل أنتم الطلقاء * * * مـنـاً من رسول الله أعظم شاهد
عـفـواً أبـا الـزهـراء إنا أمة * * * ركـنـت إلـى الدنيا وعيش أرغد
وتـنـكـبـت سـبل الهداية كلها * * * بـل آثـرت ثوب الشقا أن ترتدي
راحـت تـطـبق شرعة وضعية * * * شـغلت عن الشرع الحنيف الأتلد
وتـهـلـلـت بشراً لما جلب العنا * * * مـا هـمـها نظرت بعين الأرمد
لـلـه أشـكـو حـال أمـتنا التي * * * بـاتـت هـبـاء تـائهاً لم يرشد
مـاذا أقـول وقـد بـدا يا سيدي * * * فـي أمـتـي ما كنت تحذر سيدي
مـاذا أقـول وقـد بـدت أوهانها * * * وتـكـالـبت زمر العدا في المعهد
يـا أمـتـي هـلا تـركت سفاهة * * * ورجـعـت للدين الحنيف لتسعدي
مـا ضـر أعداء الحياة بأن يروا * * * شـرعـاً قويماً صادراً عن مسجد
لـكـنـه الـحقد الدفين بصدرهم * * * يـا ويـحهم ما ضرهم أن ترشدي
يـا أمـة الـقرآن عودي قد كفى * * * بـؤسـاً بـساحتنا يروح ويغتدي
يـا شـرعـة الرحمن أنت ملاذنا * * * فـيـك الخلاص من الشقاء الأنكد
مـا ذا أقـول لأمـتـي في حسرة * * * مـلأت كـيـانـي بالشقاء الأوكد
أأقـول يـكـفي ما جرى من ذلة * * * فـدعـي الـمـذلة قاربي لتسددي
عـودي إلـى الدين الحنيف لعلنا * * * بـرجـوعنا ثوب الفضيلة نرتدي
فـالـديـن يـدعـو للحياة كريمة * * * فـتـقدمي صوب النعيم لتحصدي
هـذا كـتـاب الله يـنطق بالهدى * * * فـتـحـصني بسياجه كي تخلدي