فسحة الإنسانية

2.9k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%
بسم الله الرحمن الرحيم

الـضوءُ ليلٌ..و الصباحُ مسَاءُ *** لا ثـلـجَ، لا بَـرَدٌ، و لا أنواءُ

الـصمتُ لاحَ على الشفاهِ مُكسَّرًا *** و كـأنَّ فـي أعـمـاقِه..أنباءُ

أفـنـيـتُ نظمَ الشِّعرِ في أفنانِه *** و نـظـمتُ شِعريَ إذ بَدَت أنداءُ

حينَ ارتسمتُ عل خيوطِ عروبتي *** بـانت خيوطُ الفجرِ، و الأضواءُ

و نـمَـا الربيعُ بنفسجًا بنهارِهم *** و الـلـيلُ ضاءَ سراجُه المستاءُ

بالحِسِّ يحيى البدرُ في بحرِ الدنا *** فـضـياؤُه.. يجري إليهِ ضياءُ

و دنَـا الشروقُ الغَضٌّ مِن آمالِه *** و قَـدَ اشـرقَ الكُتَّابُ و الشعَراءُ

يـبـنـي الطموحُ لِشِعرِنا أمجادَهُ *** فـيـطيرُ في مجدِ الطموحِ ثنَاءُ

و تـنـامُ فـي أيَّـامِنا مدُنُ الوفَا *** و الـحُـبٌّ قنديلٌ.. حوَاهُ وفَاءُ

هـذي الـقصائدُ صيفُنا و شتاؤُنا *** و ربـيـعُـنا و خريفُنا المستاءُ

نـنـسـى بـها أوجاعَنا مدفونةً *** تُـطـوى بـها أحزانُنا الهوجاءُ

فـنفيضُ نحوَ الفجرِ أزمنةً و قَد *** أثـنَـت عـلـيـنا دفقَةٌ شقراءُ

تِـلـكَ الـقصائدُ زادُنا و متاعُنا *** أنَّـى حـمَـلناها.. أشَعَّ رجَاءُ

و تـفـجَّـرَ الينبوعُ في أقلامِنا *** مـثـلَ الغديرِ.. تدَفَّقت أضواءُ

الـلـيـلُ صـارَ مـنارةً فضِّيَّةً *** تـجـتـاحُها.. أحلامُنا البيضاءُ

هـل تـنـتهي مدُنُ الوفاءِ ذليلةً *** و تـموتُ غيظًا أرضُها الغرَّاءُ؟

يـا قـادمًا مِن شِعرِه، مِن روحِه *** مـاذا روَت أوتـارُكَ الزرقاءُ؟

أرسُـم بـخارطةِ النجومِ سبيلها *** تـشدو النجومُ و تعزفُ الجوزاءُ

يـبدو الحنينُ إلى القصائدِ جدولاً *** و الـحـرفُ مجدافٌ يحيطُهُ ماءُ

كبُرَ الشعورُ.. و قد تصاغرَ نبعُه *** لـمّـا نـهَـلنا.. فاستهلَّ صفَاءُ

إنّـا تـجـرّعـنـا الودادَ تلَهٌّبًا *** حـيـنَ انطفَت عبَراتُنا السوداءُ

لا يـأسَ فـي فُلِّ الحياةِ فلا تكُن *** مـثلَ الوجومِ ورودُكَ الصحراءُ


أضف تعليق