الـضوءُ ليلٌ..و الصباحُ مسَاءُ *** لا ثـلـجَ، لا بَـرَدٌ، و لا أنواءُ
الـصمتُ لاحَ على الشفاهِ مُكسَّرًا *** و كـأنَّ فـي أعـمـاقِه..أنباءُ
أفـنـيـتُ نظمَ الشِّعرِ في أفنانِه *** و نـظـمتُ شِعريَ إذ بَدَت أنداءُ
حينَ ارتسمتُ عل خيوطِ عروبتي *** بـانت خيوطُ الفجرِ، و الأضواءُ
و نـمَـا الربيعُ بنفسجًا بنهارِهم *** و الـلـيلُ ضاءَ سراجُه المستاءُ
بالحِسِّ يحيى البدرُ في بحرِ الدنا *** فـضـياؤُه.. يجري إليهِ ضياءُ
و دنَـا الشروقُ الغَضٌّ مِن آمالِه *** و قَـدَ اشـرقَ الكُتَّابُ و الشعَراءُ
يـبـنـي الطموحُ لِشِعرِنا أمجادَهُ *** فـيـطيرُ في مجدِ الطموحِ ثنَاءُ
و تـنـامُ فـي أيَّـامِنا مدُنُ الوفَا *** و الـحُـبٌّ قنديلٌ.. حوَاهُ وفَاءُ
هـذي الـقصائدُ صيفُنا و شتاؤُنا *** و ربـيـعُـنا و خريفُنا المستاءُ
نـنـسـى بـها أوجاعَنا مدفونةً *** تُـطـوى بـها أحزانُنا الهوجاءُ
فـنفيضُ نحوَ الفجرِ أزمنةً و قَد *** أثـنَـت عـلـيـنا دفقَةٌ شقراءُ
تِـلـكَ الـقصائدُ زادُنا و متاعُنا *** أنَّـى حـمَـلناها.. أشَعَّ رجَاءُ
و تـفـجَّـرَ الينبوعُ في أقلامِنا *** مـثـلَ الغديرِ.. تدَفَّقت أضواءُ
الـلـيـلُ صـارَ مـنارةً فضِّيَّةً *** تـجـتـاحُها.. أحلامُنا البيضاءُ
هـل تـنـتهي مدُنُ الوفاءِ ذليلةً *** و تـموتُ غيظًا أرضُها الغرَّاءُ؟
يـا قـادمًا مِن شِعرِه، مِن روحِه *** مـاذا روَت أوتـارُكَ الزرقاءُ؟
أرسُـم بـخارطةِ النجومِ سبيلها *** تـشدو النجومُ و تعزفُ الجوزاءُ
يـبدو الحنينُ إلى القصائدِ جدولاً *** و الـحـرفُ مجدافٌ يحيطُهُ ماءُ
كبُرَ الشعورُ.. و قد تصاغرَ نبعُه *** لـمّـا نـهَـلنا.. فاستهلَّ صفَاءُ
إنّـا تـجـرّعـنـا الودادَ تلَهٌّبًا *** حـيـنَ انطفَت عبَراتُنا السوداءُ
لا يـأسَ فـي فُلِّ الحياةِ فلا تكُن *** مـثلَ الوجومِ ورودُكَ الصحراءُ