دمشق عروس قافيتي

3.3k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%
بسم الله الرحمن الرحيم

قـريـبٌ ودٌّهُ خَـطَـبَا * * * هـواهُ بـهـا سَرَى لهَبَا

ونـارُ جَـواهُ في صَخَبٍ, * * * تَـثُـورُ وطِـبٌّـها وَجَبَا

عُـيـونُ الشَّامِ تُسعِفُني * * * وتُـطـفـئُ مَا بيَ التَهبا

دمـشـقُ هـواكِ أُغنيةٌ * * * وصَـفـو الوُدِّ رِيحُ صَبَا

أطـيـرُ إلـيكِ في لَهَفٍ, * * * أَحِـنٌّ إلـيـكِ مُـنتَسِبَا

وأُسـرِجُ صَهوَتي رَغَباً * * * وأَركَـبُ أمـتَطي شُهُبا

أصـوغُ الحُبَّ عِقدَ سَنَا * * * وأُحـضِـرُ مَهرَها ذَهَبا

أزيـدُ أزيـدُ لـو بِدَمي * * * وأَعـصِرُ مُهجَتي سُحُبا

وأَسكُبُ من وَجيبِ القَلـ * * * ـبِ مـايـحلو لهَا طَرَبا

أَطـيـرُ بـألـفِ قَافيةٍ, * * * أطُـوفُ بـحُـبِّها رَغَبا

وأُنـشِـدُ فـي مَسَامِعها * * * بـمـاءِ الـحسِّ ما عَذُبا

وأقـرَأُ سِـفـرَهَـا عِزَّاً * * * هُـنـا الـتَّاريخُ قَد كُتِبا

ربُـوعُ الـخُـلدِ فَاتَنتي * * * وهَـامُ الـمَـجدِ مُنتَصِبا

لأسـبـحَ في حَضَاراتٍ, * * * تُـري الآَمـادَ والـحُقَبا

أقَـبِّـلُ بَـدرَهـا حَسَبَا * * * وألـثُـمُ شَـمـسَها نَسَبا

وارسُـمُ لـوحَةً عَليـَـ * * * ـاءَ فَـنَّـاً سِـحرُهُ خَلَبا

فـجـلَّـقُ مُهجَةُ الأَحرا * * * رِ قَـلـعَـةُ أُمَّتي رَهَبا

وفـيـهـا تُشرِقُ الدٌّنيا * * * ومـنـها الدِّينُ مَا غَرَبا

دَعـيـني لا أَرَى العَتَبا * * * فـقَـلـبي هَاهُنا انسَكَبا

ونَـبضُ الرٌّوحِ مُعتَصَرٌ * * * لـرَحـمِ ثَـراكِ قَد نُسِبا

لألـقَـى وجـهَكِ البَسَّـ * * * ـامَ يَـحـيا فيهِ من قَرُبا

ويَـأنَـسُ فيهِ ذو شَغَفٍ, * * * ويَـنـشُـرُ ريحُهُ طِيَبا

ويُـعـشِبُ حِسٌّهُ رَوضَاً * * * ويُـثـمِـرُ نـخلُهُ رُطَبا

نَـسـيـبٌ خَـطَّ مُهجَتَهُ * * * وجَـاءَ إلـيـكِ مُـقتَرِبا

أهـيـمُ بـذكـرِ مُقلتها * * * ويهدي الرٌّوحَ دَربُ صِبَا

فَـعُـذراً مُـنتَهى أَمَلي * * * بـأَن ألـقَـاكِ ريمَ ظِبَا

وإنِّـي مَـا نَـسيتُ أنا * * * أنـا الـطِّفلُ الذي شَغَبا

أنـا الـوَلـدُ الشَّقيٌّ بها * * * أنـا الـحُرٌّ الذي اغتَرَبا

أنـا واللهِ قَـطـرُ دَمي * * * بـمـسكِ تُرَابها اختَضَبا

وأضحَى القَلبُ في شَكوى * * * وبـاتَ الـحَـالُ مُنتَهَبا

وأمـضـي أقطَعُ الأَعوا * * * مَ أقـضي العُمرَ مُحتَسِبا

ورَحـمـةُ رَبِّـنا سَبَقَت * * * لـواقِـحَ أثـمَرت عَجَبا

وإذ بـالـصَّبرِ لي فرجٌ * * * وجَـادَ الـغَيثُ لي صَبَبا

دمـشـقُ عَروس قَافيَتي * * * أجـيـبـي دَاعـياً سُلِبا

أتـيـتُ إلـيكِ في كَلَفٍ, * * * وجِـئـتُ أَتُـوقُ مُنتَحِبا

كـطِـفـلٍ, أُمٌّهُ اختُطِفَت * * * لـحَـقٍ, ضَاعَ واغتُصِبا

فـهـل تَـحلو لنَا الأيَّامُ * * * نُـلـقِـي الـهَمَّ والحُجُبا

وأن ألـقَـاكَ يـا وَطَني * * * ولا أَلـقَـى بـكَ النَّصَبا

لنَلقَى الشَّامَ حُضنَ رِضَا * * * وأمَّــاً ضَـمَّـهُ وأَبـا

فَـعُـذراً فـالنَّوَى كَلِمِي * * * أ يَـبقَى الجُرحُ مُلتَهِبا ؟!

وهَـل نَحيَا بلا وَطَنٍ, ؟؟ * * * وكَيفَ يعيشُ من نُكِبا ؟؟

فـهَل وصَلٌ إليهِ بَدا ؟؟ * * * وهَـل أمـرٌ لهُ حَزَبا ؟؟

وهَـل طِـبٌ يَـلوحُ لهُ * * * يُـدَاوي العَينَ والهُدُبا ؟؟


أضف تعليق