شدَّ الرحال وأبقى الأهلَ في الـدارِ * * * هل مَن دَرى بالوَرى أم ليسَ من داري؟
كُنـّا، وفي كفِّنـا الآلاءُ نُطـعِمُها * * * جَـزلاً عطاءاتُنـا لا تُثـقلُ الشـاري
العدلُ في الأرضِ بالألفينِ يَنقصـُهُ * * * ميزانُهُ ما اكتـفى من جـنـي أثماري
(أمريكةٌ) قادتِ الغِربانَ وانتشرت * * * و(الناطِحاتُ) جَثَت في وَصمةِ العارِ
الكلُ يمشي وصبحُ الضوءِ منطفئٌ * * * فانظـر إلى حالتي واعلم بأخـبـاري
مَـن يدّعـي أنّه للحـقّ صانعـُهُ * * * لا يحـرقُ الناسَ بالـدولارِ و النـارِ
تلكَ الحضارةُ، أم هَذي حضارتُهـم * * * شَعَّـت معارفُـهـا ما بين أمصـارِ؟
شَدّوا حصـاراتهم والحقدُ ديدنُهـم * * * لم يَحسبوا حسـبةً للواحـدِ البـاري
بَيتُ الحضارةِ في الألفـينِ مُنفـلقٌ * * * مـزلاجُ أبـوابـهِ خيـطت بمسمارِ
مؤامراتٌ به حيكت و ما علـمـوا * * * أبناءُ دين الهُدى، لم يوفِ إنـذاري
تبـاً لعـلمٍ, لـهُ ذلُّ وغطـرسـةٌ * * * مـن أبخسِ الناسِ في أثوابِ تُجـّارِ
سُحقاً لآلاتهـم، للأطلـسيّ ومـا * * * فيهـم قراصـنةٌ جـاءوا بفـجّـارِ
سلبٌ وفـتكٌ وتشريدٌ بمـا مَلَكـوا * * * مـن آلة الحرب، حَلّوا مثلَ إعصـارِ
مَن يدّعي الطُهرَ فليعـلن براءَتـَهُ * * * مـِن منكرٍ, سائدٍ, في كلِّ مضـمـارِ
إمهالُ ربّي لهم أعطاهـمو فُرصاً * * * عـاثـوا فسـاداً بأخلاقٍ, و أفـكارِ
(يا آل ياسرَ صبرا ً) إنَّ موعِدَنـا * * * صُبـحٌ بهِ سقـطـةٌ كبرى لغـدّارِ