أين مواكب الفرسان ؟!

4.2k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%
بسم الله الرحمن الرحيم

ومـاذا بـعـد يا وطنا *** طواه الموت والنسيان؟!

وكـابـد لـيـله المأفون *** والأسوار والقضبان؟!

ومـاذا بـعـد يـا وطنا *** تلفلف فجره الأكفان؟!

ويـمـضـي نازفاً دَمَه، *** تحطّم قلبه الأحزان؟!

ومـا شـعرت به الدنيا *** وما ضجت له الأكوان!

وراح يـسـائـل الأزهار *** والأشجار والوديان:

لـمـن أحـكي روايتنا؟! *** ومن يحتاج للتبيان؟!

ومن حولي ترى يصغي *** سوى الوديان والكثبان؟!

ومن حولي ترى يصغي *** سوى القتلى بلا أكفان؟!

***

رمـيـت الـصوت بالمقلاع *** للأغراب والخلان

وهـل بيدي سوى المقلاع *** والأحجار والتحنان؟!

ولـكـن مـا سمعت *** سوى نعيق البوم والغربان

نـزعت الخوف من قلبي *** ورحت أطارد الطغيان

وهـل بـيدي سوى روحي *** وما تحياه بالإيمان؟!

سـأحـمـلـها على كفّي *** أفجر خلفها البركان

وأمـضـي رافعا رأسي *** وأرقب موكب الفرسان

عـسـى غـضبي وإيماني *** يحطم هذه القضبان

عـسـى غضبي وإيماني *** يحرك غضبة الوسنان

ولـكـن قد تمادى الليل *** وانتشرت قوى الطغيان

ومـا كـان الصدى إلا *** صياح الخوف والإذعان

***

ورحـت أراقـب الآفاق *** رحت أراقب الشطآن

أريـد صدى يجاوب *** صوتي المخنوق والبركان

ولـكن أين هذا الصوت؟ *** أين مواكب الفرسان؟!

أحـدق فـي ظـلام الليل *** خلف النهر والكثبان

ولكن أين هذا الصوت؟! *** أين بشائر الطوفان؟!

أنـا أذوي وهـذا الـدمّ *** مـلء الـنهر والوديان

وهـذا الـمـدفع الهمجي *** دوّى في يد القرصان

يـمـزقـنـي ولست سوى *** دم يجري بلا أكفان

عـلى الطرقات كان دَمِي *** يسيل وحوله البركان

***

أنـا أذوي وهـذا الـدمـع *** ملء العين والأجفان

وهـذا الـدمّ أنـزفـه *** وأروي نـهرنا العطشان

وأنـثـره عـلـى الآفاق *** محموما وفي الشطآن

أفـجـره مـع البركان *** رغم الصمت والخذلان

ولـسـت أموت يا وطني *** برغم عناكب النسيان

ومـا نـسـجت حبائلها *** على الأبواب والجدران

فـرغـم الصمت ما زالت *** تلوح مواكب الفتيان

وتـنبت من جذور القهر *** فوق السطح كالريحان

وتـمـلأ هـذه الـدنـيـا *** بنور الحق والإيمان

أراهـا قـد دنـت حـقا *** وهذا موكب الفرسان!

تـلـوت الـيـوم قرآناً *** وهذا منطق القرآن!


أضف تعليق