بسم الله الرحمن الرحيم
باتت وللدمــــع في أجفانهـــــا سفــحُ *** تُسائلُ الليل أنَّى يُشـــــرق الصٌّبـــحُ
باتت وفي جوفها المحموم نارُ أسى*** يكـاد يُحـــــرقها من حـــــرِّها لفـــــحُ
كساها ثوب الدٌّجـــى من لونه قِطعًا *** جُنـــحٌ يمـــــرٌّ بطيئـــــًا بعدهُ جُنـــــحُ
تظـــــنٌّ ساعاتـــــه من طولها وقفت *** ليست تُلام فقــد أودى بها البُـــــرح
تغيبُ عن وعيهـــــا ممَّا تُحـــــسٌّ به *** حينًا و حينًا على أحزانهـــــا تصحـــو
ترنو بعينٍ, عـــــن الـــــزٌّوَّارِ شـــــاردةٍ, *** أطيافُ نكبتها فـي عينهـــــا لَمـــــحُ
لم يبق منهـــــا لما تلقى سوى رمــقٍ, *** لا يستجيشُ وأنفـــاسٍ, لها نفـــــحُ
في وجههــــا تكتُب الآهاتُ قصَّتَـــــها *** الحزن يُملي ودَمعاتُ الأسى تمحو
مسكينـــــةٌ جَرّحتها كفٌّ مــن حملت *** له الجراحَ لقد أمسـى هو الجُرحُ
وفارس الحُلمِ المنشـــــود أزهقـــــها *** لما تلقَّتــــه من غلوائــــــه رُمـــــحُ
ويح الضعيفـــــــةِ باعتـــــه بلا ثمـــنٍ, *** تاج الطهارة حتــى فاتهــــــــا الربـحُ
بالأمس يمدحهــــــا مدحًا تهيــــم به *** واليوم يذبحـها ماذا جنـــى المدحُ
يا درةً أوسختهـــــا كفٌّ لامســـــــها *** حتى تناهـى بهـا بعد البَهَا القُـــــبحُ
كنتِ المصــــونة دهرًا ما دعاكِ إلى *** مستنقعٍ, للضـــــواري حـــــوله نبــحُ
لقـــــد جلبتِ على أهليكِ قارعــــــةً *** يضيق في وصفها التفصيلُ والشـرحُ
هل تعلمين بأنَّ الناصحـــــين بكــــوا *** لِما دهاكِ وأن قـد اصابهـــــم قَـــــرحُ
بودِّهـــم لو فـــــدوكِ بالثميـــــن ولم *** يُصبكِ من هـؤلاء الزٌّمـــــرةِ الذَّبـــــحُ
لقد غـــــدوتِ ولَمَّا تشعُـــــري خبــرًا *** للناس جمـعٌ على جـرّاهُ أو طَـــــرحُ
لكـــن أقـــــولُ لمن لم تدر قصَّتهـــــا *** حذراكِ حـذراكِ لا يشقى بكِ النٌّصحُ
إن الهـــــوى عالـــــمٌ لو راق ظاهــرُهُ *** ففي ثنــاياهُ بُـــــؤسُ الدَّهــر والترحُ
وخافي من ليلـــــهِ إن كُنتِ عاقلــــةً *** ليلُ الذئـــــاب رهيـبٌ مالهُ صُبــــــحُ