المخدوعة

5.5k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

باتت وللدمــــع في أجفانهـــــا سفــحُ *** تُسائلُ الليل أنَّى يُشـــــرق الصٌّبـــحُ

باتت وفي جوفها المحموم نارُ أسى*** يكـاد يُحـــــرقها من حـــــرِّها لفـــــحُ

كساها ثوب الدٌّجـــى من لونه قِطعًا *** جُنـــحٌ يمـــــرٌّ بطيئـــــًا بعدهُ جُنـــــحُ

تظـــــنٌّ ساعاتـــــه من طولها وقفت *** ليست تُلام فقــد أودى بها البُـــــرح

تغيبُ عن وعيهـــــا ممَّا تُحـــــسٌّ به *** حينًا و حينًا على أحزانهـــــا تصحـــو

ترنو بعينٍ, عـــــن الـــــزٌّوَّارِ شـــــاردةٍ, *** أطيافُ نكبتها فـي عينهـــــا لَمـــــحُ

لم يبق منهـــــا لما تلقى سوى رمــقٍ, *** لا يستجيشُ وأنفـــاسٍ, لها نفـــــحُ

في وجههــــا تكتُب الآهاتُ قصَّتَـــــها *** الحزن يُملي ودَمعاتُ الأسى تمحو

مسكينـــــةٌ جَرّحتها كفٌّ مــن حملت *** له الجراحَ لقد أمسـى هو الجُرحُ

وفارس الحُلمِ المنشـــــود أزهقـــــها *** لما تلقَّتــــه من غلوائــــــه رُمـــــحُ

ويح الضعيفـــــــةِ باعتـــــه بلا ثمـــنٍ, *** تاج الطهارة حتــى فاتهــــــــا الربـحُ

بالأمس يمدحهــــــا مدحًا تهيــــم به *** واليوم يذبحـها ماذا جنـــى المدحُ

يا درةً أوسختهـــــا كفٌّ لامســـــــها *** حتى تناهـى بهـا بعد البَهَا القُـــــبحُ

كنتِ المصــــونة دهرًا ما دعاكِ إلى *** مستنقعٍ, للضـــــواري حـــــوله نبــحُ

لقـــــد جلبتِ على أهليكِ قارعــــــةً *** يضيق في وصفها التفصيلُ والشـرحُ

هل تعلمين بأنَّ الناصحـــــين بكــــوا *** لِما دهاكِ وأن قـد اصابهـــــم قَـــــرحُ

بودِّهـــم لو فـــــدوكِ بالثميـــــن ولم *** يُصبكِ من هـؤلاء الزٌّمـــــرةِ الذَّبـــــحُ

لقد غـــــدوتِ ولَمَّا تشعُـــــري خبــرًا *** للناس جمـعٌ على جـرّاهُ أو طَـــــرحُ

لكـــن أقـــــولُ لمن لم تدر قصَّتهـــــا *** حذراكِ حـذراكِ لا يشقى بكِ النٌّصحُ

إن الهـــــوى عالـــــمٌ لو راق ظاهــرُهُ *** ففي ثنــاياهُ بُـــــؤسُ الدَّهــر والترحُ

وخافي من ليلـــــهِ إن كُنتِ عاقلــــةً *** ليلُ الذئـــــاب رهيـبٌ مالهُ صُبــــــحُ


أضف تعليق