تعود شجيرة الأرز


 بسم الله الرحمن الرحيم

صبرا

 

تفيقُ على أنينِ الزاحفين

 

شمسٌ تئنٌّ

 

زوارقٌ..نومٌ مسائيٌّ الرؤى

 

يلتفٌّ أشرعةً

 

حولَ السنين

 

بيروتُ سيّدةُ الجبين

 

مطَرٌ يغنّي حزنَهُ

 

يجتاحُ ذاكرةَ البحارِ

 

رسائلَ القبرِ المعتَّقِ

 

بالندى الملحيِّ

 

يرتاحُ الشهيدُ على قصائدِنا المضيئةِ

 

وهيَ تغتالُ الحروفَ الذاوياتِ

 

بلا غصون

 

بيروتُ سوسنةٌ

 

لبريقِ أعينِنا

 

تضيءُ العتمةَ، الوجهَ الغريقَ

 

بحبرِه الدمويِّ

 

تنبجسُ البداياتُ، النهاياتُ، الصدى العذريٌّ

 

مِن آسٍ, حزين

 

2

 

مِن غابةِ المجدِ المشوَّهِ غادرت

 

كلماتُنا..تمتدٌّ أغصنُها إلى

 

قلبِ الحقيقةِ

 

ساورتها كِذبةٌ

 

وجَعُ العنادلِ دكَّهُ القمَرُ

 

شَبَّ الحريقُ بغابةِ الأسرارِ ذاتَ مساء

 

أوراقُها اندلعت بأفنانِ الفضاء

 

فذوى ارتياحُ الهاربينَ

 

منَ الحريقِ المستبدِّ

 

تردَّدَ الخطَرُ

 

3

 

بيروتُ عنوانٌ يضيع

 

في زورقٍ,

 

مِن رونقٍ,

 

حلُمٌ طيوفُه تشتري

 

أنفاسَنا، و تبيع

 

بيروتُ للأرَقِ المحدِّقِ بالعيونِ

 

سنابلٌ ذهبيَّةٌ

 

ألقَت على خلَدِ المصيرِ طموحَها

 

فتأرجحت.. تلكَ النجومُ

 

على نجومِ الشاعرِ الضمآنِ

 

في ماءِ الرجوع

 

و أنا على

 

عتماتِ هذا الحِبرِ

 

محترقٌ أوَدٌّ نشيدَها

 

يُصغي إليهِ رمادُ ذاكَ الصدرِ

 

هل للوجهِ أقنعةٌ يَصدٌّ بها

 

عنِ السبُلِ الجريئةِ في زمانِ البردِ

 

هل يصغي الصقيع؟

 

يا الراكضُ السينيٌّ فوقَ دمائِه

 

يا الهاربُ المجتثٌّ من أشيائِه

 

قبِّل تُرابَ ضميرِكَ العربيِّ

 

تصحو في الضميرِ مدائنُ الموتِ الحياةِ

 

و تستفيقُ رفاتُها

 

مِن مهدِها

 

نيسانُ أيقظَ ساكنيهِ من الدموع

 

نيسانُ أورقَ جِسرُه الممتدٌّ

 

عبرَ دقائقِ الألوانِ

 

مهرَ الدفقةِ الحسناءِ

 

في غمدِ الرسومِ الزنبقيَّةِ

 

مثلها أهدى الحياةَ إلى الربيع

 

4

 

بيروتُ.. فجرُ النصرِ

 

حينَ تقرِّرُ الأشعارُ دفنَ رحيلِها

 

أو حينَ تُقبلُ باقةُ الأهدابِ

 

كالأشواقِ تعبقُ بالصباحاتِ الأنيقةِ

 

خلفَ أهدابِ السرور

 

بيروتُ سيّدتي أراكِ قضيّتي

 

لمّا يضوعُ القلبُ

 

بالقلبِ المدجَّجِ بالتحدّي

 

و البدايةُ ها هنا

 

هل تستفيقُ على زمانِ زمانِها

 

قمَرًا حريريَّ العصور؟

 

5

 

جاءوا من الأضواءِ

 

قافلةً من الأمجادِ

 

تستبقُ الحنين

 

جاءوا من الذكرى ترفرفُ بالردى

 

و تميطُ عن أفكارِهم

 

صوتَ الظنون

 

ألقو بلبنانَ التحيّةَ، غادروا

 

غرسوا بنبضِ البيتِ ذكراهم

 

فسافرتِ السنون

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply