لك الحمد والنعماء

6.7k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

هو أمية بن أبي الصلت بن أبي ربيعة بن عبد عوف من ثقيف كان يقرأ الكتب المتقدمة من الله - عز وجل - ورغب عن عبادة الأوثان وكان يخبر بأن نبياً يبعث قد أظل زمانه ويُؤمل أن يكون ذلك النبي فلما بعث النبي كفراً حسداً له. ولما أنشد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شعره قال ((آمن لسانه وكفر قلبه)) وكان يحكي في شعره قصص الأنبياء ويأتي بألفاظ كثيرة لا تعرفها العرب يأتي بها من الكتب المتقدمة

لـك الـحمد والنعماء والملك ربنا *** فـلا شيء أعلى منك مجدا وأمجدُ

مـليك عـلى عرش السماء مهيمن *** لـعزته تـعنو الـوجوه وتـسجدُ

عـليه حجاب النور والنور حوله *** وأنـهـار نـور حـوله تـتوقدُ

فـلا بـصر يـسمو إلـيه بطرفه *** ودون حـجاب الـنور خلق مؤيدُ

مـلائكة أقـدامهم تـحت عرشه *** يـكفيه لـولا الله كـلّوا وأبـلدوا

قـيام عـلى الأقـدام عانين تحته *** فـرائصهم من شدة الخوف ترعد

وسـبط صفوف ينظرون قضاءه *** يـصيخون بـالإسماع للوحي رُكّدُ

أمـين لـوحي القدس جبريل فيهم *** ومـيكال ذو الروح القوي المسَدّدُ

وحـراس أبواب السماوات دونهم *** قـيام عـليهم بـالمقاليد رُصّـدُ

فـنعم الـعباد الـمصطفون لأمره *** ومـن دونـهم جـند كثيف مجند

مـلائـكة لا يـفـترون عـبادة *** كـروبية مـنهم ركـوع وسُـجّدُ

فـساجدهم لا يـرفع الدهر رأسه *** يـعـظم ربــا فـوقه ويـمجد

وراكـعهم يـعنو له الدهر خاشعا *** يــردد آلاء الإلــه ويـحـمد

ومـنهم مُـلِفُّ في الجناحين رأسَه *** يـكـاد لـذكرى ربـه يـتفصد

مـن الـخوف لا ذو سأمة بعبادة *** ولا هـو مـن طـول التعبد يجهد

ودون كثيف الماء في غامض *** الهوا مـلائـكة تـنحط فـيه وتـصعد

وبـين طباق الأرض تحت بطونها *** مـلائـكة بـالأمر فـيها تـردد

فـسبحان من لا يعرف الخلق قدره *** ومـن هو فوق العرش فرد موحد

ومـن لـم تـنازعه الخلائق ملكه *** وإن لـم تـفرِّده الـعباد فـمفرد

مـليك السماوات الشداد وأرضها *** ولـيس بـشيء عـن قضاه تأود

هـو الله باري الخلق والخلق كلهم *** إمـاءٌ لـه طـوعا جميعا وأَعبُدُ

وأنـى يكون الخلق كالخالق الذي *** يــدوم ويـبقى والـخليقة تـنفد

ولـيس لـمخلوق من الدهر جدة *** ومـن ذا عـلى مر الحوادث يخلد

وتفنى ولا يبقى سوى الواحد الذي *** يـميت ويـحيي دائـبا ليس يهمد


أضف تعليق