ليل مكة

4.6k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

يا ليلَ (مكةَ) أنتَ الـنـورُ مَنبَعـهُ *** فطبتَ ليلاً وطابَ الخيرُ دفّـَاقا

غرّدتُ في (مكةٍ,) أرضِ الهدى وهَوى *** كلِّ النفوسِ، وذابَ القلبُ أشواقا

سَقياً ورَعياً لأيـامٍ, لـنـا سَلَفَـت *** بمكةٍ, ما أحيلى العيشَ مِغـداقـا

يا (شاعراً) وهبَ الهـادي مدائِحَهُ *** يفنى الزمانُ ويبقى الشعرُ رقراقا

الشـعرُ وحي وإلهـامٌ وعاطـفـةٌ *** والشعرُ ما حرَّكَ الوجدانَ إن ضَاقا

إنـّا عشـقـنا الهُدى ذقـنا مَحبَّتَهُ *** حتى دُعينا لدى الأحبابِ عُشَّاقا

لولا المحبـةُ ما راقـت عواطِفُنـا *** ولا سَعِدنا، وعادَ العيشُ إرهاقـا

ما أبهجَ العيشَ في ذكرِ الحبيبِ وقَد *** صَفَا الزمانُ، وكان القلبُ مشتاقا

وكَم شربنا كؤوسَ الحُبِّ صافيةً *** وأورَقَ الحبٌّ في الأضلاعِ إيراقا!

فَتَسكُنُ النفسُ في نُعمى وفي رَغَدٍ, *** ولا تُفَكِّرُ في الأعبـاءِ إطلاقـا

يا (أهـلَ مكةَ) حيّـا اللهُ مَعدِنَـكم *** لازلتـمُ مَوئِلاً للـنفسِ أعلاقـا

يا (أهـلَ مكةَ) إني قـر عَرَفتُكـمُ وقَد *** لَمَستُ بكم حُبّاً وإشفـاقـا

أنا المقيمُ على حِـفـظِ الـودادِ إذا *** تكدَّرَ العيشُ للأحبـابِ أو راقـا

يا ما أحيلى ليالي الأنسِ عامرةً *** في (مكةٍ,) حيثُ جَوٌّ الأنسِ قَد راقا

أخـي (محمدُ) قَد راقت شمائِلُـهُ *** وطابَ جَـوهَـرُهُ للخيرِ سَبّاقـا

تَهـتزٌّ للشعرِ والألحـانِ في جَذَلٍ, *** لا زلتَ للشعـرِ والآدابِ ذَوَّاقـا

أُخـوةٌ نَسَجَ الـرحمـنُ عُـروتَها *** وأشرقت في رياضِ الحُبِّ إشراقا

فنحنُ في (جَلسَةٍ,) بالأنسِ حَافلةٍ, *** والعيشُ صَافٍ, ونَجني الودَّ تِرياقا

فعش سَعيداً (ببيتِ اللهِ) مغتبِطاً *** تَصونُ عَهداً، وتَرعَى الودَّ أخلاقا

حيّـوا معي ذِكرَ أيامٍ, لـنا سَلَفَت *** كالشّهدِ طيباً وكالآمالِ إشـراقـا

ما كـانَ أطيَبَها مَرَّت على عَجَلٍ, **** فاعذر فؤاديَ مِن شكواهُ ما لاقا!

صلّى الإلهُ على الهـادي وعِترَتِهِ ما حَرَّكَت نَسَماتُ الرَوضِ أورَاقا


أضف تعليق