سويعة

1.9k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

أنام، أصحو ولا أنفكٌّ أدّكرُ *** سُويعةً قال لي إنعم بها القدرُ

فيها أتتني الثريّا جلَّ مقدِمُها *** لا الشّمسُ في حسنها كلا ولا القمَرُ

يحفّ موكبَها نفحُ الربيع فما *** أخالُ من زهرةٍ, إلا لها أثَرُ

شربتُ شهد الطٌّلى من حسن منطقها *** نعمَ الشّرابُ ونعمَ الكأسُ ذا الثّغَرُ

حُوَّ اللمى هل إلى إلمامةٍ, بكما *** للصبِّ يُقضى بها من شوقهِ وطَرُ

أكاد أحذف هذا البيت جاء به *** مجرى القصيدِ ولم تقذف به الصّورُ

كم ذا يخامرني قولٌ ويردعني *** مع عفةٍ, فيه من ذات اللمى الخفَرُ

فإنّ إجلالها في النفسِ يرفعها *** فوق الأمور التي يُغرى بها البشَرُ

كأنها من جنانِ الخلدِ قادِمَةٌ *** تنسيكَ ما كانَ قد شبّت به سقَرُ

نسيتُ نفسيَ في أرجاءِ عالَمِها *** يا قلبُ حدّث إذا سوئلتَ ما الخبرُ

تزوّدي من فراتِ الماءِ نافلةً *** غدا سيُنـئيكِ عنه الهمٌّ والسّفَرُ

كأنما العمرُ صحراءٌ فليسَ بها *** إلا التي أهداكها من واحةٍ, قَدرُ

تظلٌّ تذكرُ أنغاما وأغنيةً *** فكلٌّ حرفٍ, شدت يعنو له الوَتَرُ

بالنفس أفدي التي قالت: \"مسامحةٌ\" *** وكانَ ذنبيَ أن جافانيَ الحَذَرُ

هدمتُ كلّ سدود النفسِ فالتحقت *** بها فإن رحلت لا شكّ تنفطرُ

لاهُمَّ لا تحرِمَنّي من لذاذتها *** ولا من العين موّاراً بها الحوَرُ


أضف تعليق