دموع العيد


 بسم الله الرحمن الرحيم

دموع العيد

غدا العيد يا طفلتي

تلبسين ثوبك الجديد

فكفي الأدمع وابتسمي

طاب ثرى أبيك الفقيد

ولوّحي لأمسٍ, مؤلم

وانظري بإيمان

صوب عهد جديد

فما مضى أصبح أمس

وغداً يوحي

بيوم سعيد

 

غداً العيد يا طفلتي

فامسحي دمع الخدود

تطوفين في أزقة حارتنا

كنحلة ضلت طريق الورود

وتنظرين إلى الأطفال

وهم في غمرة السعادة

وأنت تلحين

من بالحنان يجود

وتبقين ضحى النهار

على صهوة الأسى

ترقبين الطريق

لعل الأب الغائب يعود

 

غداً العيد يا طفلتي

فاصبري حتى يلوح الصباح

تصحيّن في فجره

على تكبيراته تملأ البطاح

تجمعين رثة ثوبِكِ

لعله يجود بالصلاح

لتشهدين صلاه العيد

بعد ندآء

حيّ على الفلاح

 

4

 

غداً العيد يا طفلتي

فاصبري وجمّعي على رأسك

منديلك ودع البكا

في ظلمت اليّتم والوحشة

فاشعلي من أحزانك قبسا

وترنمي بلحن الأمل

الذي يبتسم في

وجه من عبسا

وقفي مرفوعة الهامة

وخاطبي القسوة

فعسا أن تجيبك عسا

 

غداً العيد يا طفلتي

تشرق شمس الأصيل

فالفجر يفرق الظلام

وإن كان الليل طويل

لتعلو السمة شفتيك

كنسمة هزت أعالي النخيل

ويزهو ثوبك الوهاج

يشع لتكوى عيون البخيل

وتبدين بين الاطفال

كشيبة تعلو رأس شيخ جليل

وتعودين غداة يومك

كمسافر أضناه طول الرحيل

 

غداً العيد يا طفلتي

فلا تحزني

فهذا قدرٌ وقضاء

فلا ترقبي الأبد

في الأفق البعيد

فسنة الله

كل شيء إلى انتهاء

فالشكوى لغير الله مذلةٌ

فتمسكي بأسباب البقاء

فكل شيء عدا وجه الله

وإن بقى

فهو إلى فناء

 

غداً العيد يا طفلتي

يغدو كغيره

يمكث ثم يسير

كطير حل بغغير وطنه

يرتاح ثم يطير

وتبقين أنت وحيدةً

تصارعين الأسى

في عالم يفتقد قنديلاً منير

لك الله يا طفلتي

في عالم العاقل فيه يحير

 

غداً العيد يا طفلتي

لست وحيدةً

فلك شركاء في الشعور

فدموعك كقطرات الندى

تصعد عنان السماء من البحور

ودمعك له ريحة المسك

يفوح ……… فيفوق البخور

لو علموا ثمن دموعك

لباعوه في زجاجاتٍ, كالعطور

فحالك يفوق الوصف

وان دوّنت ذلك

بدواة في سطور

 

غداً العيد يا طفلتي

فتفائلي رغم المصائب

وتبختري بطيفك الحوريّ

وتجاوزي الردى

وكؤود المصاعب

وتصرخين بأعلى صوتك

أين النخوة؟

فالنخوة تباع في أسواقنا

بيع الجلائب

فازهدي في السعادة

فالمصائب تأتينا من جانب

وتذكري

إن الشر وان بقى أمداً

فالخير أزلياً غالب

 

اليوم العيد يا طفلتي

فاسيقظي فأمتنا

قد لبست البراقع

تأملين فيهم النخوة

في عيدك

وهم في الأسرة هواجع

وتمدين إليهم يدك للعطاء

وأكثرهم للصدقة مانع

فلا تنوحين عليهم

وتسكبي عليهم المدامع

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply