بسم الله الرحمن الرحيم
ما أنضَرَ القلبَ إِذا عَيّدا *** أَهدَى إلى العمرِ الشَّذّا والنَّدى
وما أضَلَّ القلب إِن لَم تَفُح *** بَينَ الحنايا نَفَحَاتُ الهدى
يلوحُ طيفُ العيدِ في خاطري *** كأنه ذكرى هوىً بُدّدا
فلَا يرِفٌّ القلبُ عند اللقا *** ولا أغاني العيدِ منها شَدَا
ولا اللَّيالي ضاحكات المنى *** ولا الندامى يذكرونَ الصَّدى
ولا الأَزاهير وأنفاسُها *** تُعَطّرُ الدَّربينَ والموعدا
ولا النجومُ الزٌّهرُ ملتاعةٌ *** في الأفقَ يَهوى الفرقَدُ الفرقدا
ما العيدُ إلَّا أَن تَرى أُمةً *** خفاقةَ الأَعلامِ طولَ المدى
تَعيشُ في أَوطانِها حرَّةً *** وَلا ترى الأبيضَ والأسودا
تَمحو الجهالاتِ وأَربابهَا *** وتمسحُ الفقر وظلمَ العدا
والناسُ إِخوانٌ على أرضِها *** لا تعرف العبدَ ولا السيدا
العالَمُ الحُرٌّ لنا موطِنٌ *** يا موطنَ الأحرار نَحنُ الفِدا