بسم الله الرحمن الرحيم
العيد أقبل والبلابلُ تصدحُ *** والشمسُ تبسمُ للضياءِ وتمزحُ
وبراعمُ الأرض احتفت وتقافزت *** فتأرجحت بالعطر أرض تمرحُ
الكون عبر بالسعادة ويحه! *** ففمُ العقيدة بالسعادة افصحُ
أهل العقيدة زارهم ضيف، فلا *** تسأل عن الأشواق حين تبرحُ
أهل العقيدة زارهم شهر الهدى *** من أحس التضييف فهو المفلحُ
عاشوا بأيام الفضائل نشوة القلب *** يقبل.. والعطايا تنفحُ
متوشح بالخير.. يا لعطائه! *** ما أعجب الشهر الذي يتوشحُ!
الخير فيه أجوره موفورة *** تتضاعف الحسنات كيما يربحوا
رمضان مرآة تراءت فوقها *** أصنافنا، فمن الذي سيفرحُ؟
يا ليت شعري من مهنَّى فائز منا؟ *** ومن بخسارة يتمسَّح؟
اليوم يوم العيد يوم جوائز الله *** يُفرح من يشاء ويُترحُ
اليوم يوم العيد يوم جوائز *** فيؤاخذ الله الأنام ويصفحُ
اليوم يوم العيد يوم جوائز *** الله يدخل ناره ويُزحزحُ
اليوم يوم العيد يوم جوائز *** الله يحرم من يشاء ويُمنحُ
اليوم يوم العيد يوم جوائز *** الرحمن. فالمعطى أكيداً يربحُ
الكل حين أتى تحمد ربه *** فرحاً به، والبشر باد ينضحُ
حتى المسجي في عراء قارس *** حتى الذي بجراحه يترنحُ
حتى الثكالى واليتامى والألى *** فقدوا الديار وللمجاهل أنزحوا
حتى الذي في الحرب.. أفطر مسعدا *** ومضى يعفر وجهه..يتسلحُ
الكل حين أتى تحمد ربع فرحوا به *** ،والبؤس سوط مبرحُ
اليوم عيد الأم حين يضمها *** في كل يوم شبلها فيصبحُ
اليوم عيد للأب الغالي إذا *** اصطف البنون أمامه وتفسحوا
اليوم عيد الإخوة الأحباب في*** كف المحبة اقبلوا كي يمرحوا
اليوم عيد النصر حين نسوقها*** نفس لتغلظ للعدا وتجرحُ
اليوم عيد للموالد كلها *** فموالد الإيمان فينا تقدحُ
اليوم عيد الشكر كل حياتنا *** شكر لما أسداه رب يمنحُ
اليوم عيد الحب في منهاجنا *** فالحب فرض في العقيدة ينضحُ
للطفل.. للمسكين.. للأيتام في *** كل البقاع بها المآسي تطفحُ!
فعبادة أن يفرح الإنسان بالعيد الذي *** كالسعد وجه أملحُ
وعبادة ذا الحب في منهاجنا *** وعبادة سوق النفوس فتصلحُ
وعبادة بر الأميمة دائما *** فهي التي لأذاه كانت تمسحُ
وعبادة بر الأب الغالي فذاك *** هو الجهاد لمن هواه المربحُ
وعبادة شكر الإله وفضله *** فالحوث في جوف البحار يسبحُ
قد حل عيد الفطر لكن هل ترى *** قلبي سعيد كالأنام مروَّحُ
قبل الصيام بعمقه جمر وما *** زاد الصيام سوى أوارا يقدحُ
فصفعت من كف الهلال، وقال لي *** كفى الهموم، فذا وجوم يجرحُ
فبكيت في فزع، وقلت: وأمتي! *** أفلا تراها في المصائب ترزحُ؟!
أفلا ترى بيتا مشيداً قد هوى *** أفلا ترى طفلاً رضيعاً يُذَبحُ
أفلا تراها في المحافل سلعة *** لا عز يومىء، لا انتصار يلمحُ
القلب يعصر بالأسى وتدقه *** بين الأنافي حيرة تتصفحُ
مهلا أيا أختاه.. كل قد رأى *** ما قلت، والنفس السليمة تفصحُ
لكن عيدي واجب فرح به *** فتعبدوا الرب والودود لتفرحوا
وادعوا الإله، وأمنعوا في دعوة *** صونوا النفوس بها المضائق تُفسَحُ
فغدا تعود لنا انتصارات الألى *** جعلوا المآذن تنتخي وتصرحُ
وغدا يعود الفجر يلثم أرضنا *** ويقبل الأزهار ثم تفتَّحُ
والآن كل الأرض قائلة لكم *** بلسان حبي، وودادي مفصحُ!
فليقبل الرحمن منا سعينا *** وليتبع الأعياد نصراً يصدَحُ