جئت يا عيد


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

جئتَ يا عيدُ ولكن جئتَ مسلوب المسرة

جئتَ كالليلِ المعربدِ حاملاً للناس حسرة

أو ما تلمح هذا الكونَ مسوداً وقد ودَّع فجره

أو ما تلمح طيرَ الحبِّ حيراناً وقد ضيَّع وكره

وشفاهاً ماتت البسمةُ فيها والأماني مستحرَّة

وعيوناً دمعُها يهمي وأخرى دون عبرة

أو ما تلمح طفلاً شقَّ سيفُ الغدرِ صدره

وترى الأقصى كئيباً، دنَّس الأوغادُ طُهره

أحرقوه مزَّقوا الأشلاءَ، ألقوا فيه جمرة

زهرةٌ تفقد أماً، وأبٌ يفقد دُرَّة

أزبد الباغي وأرغى في البلاد المستقِرة

ولسانُ القول يشكو، ولسانُ الحال مُكره

فلماذا جئت يا عيدُ، وهل في العيد نُصرة

 

لا تلمني أيها الشاكي ولُم من كان صخرة

لا يبالي وكأنَّ الناسَ في عينيه ذرَّة

عجباً منه أيحيا دون دين.. دون فكرة!

أين منَّا مَن إلى الرحمن قد أرخص عمره؟

أين منَّا مَن به عزمٌ وإخلاصٌ وقُدرة؟

إن تكن أنت فهيَّا، إنَّ للمقدام كرَّة

وليكن همّك مثل الصقر لا يقبل قفرة

أيها الشاكي رويداً، بعد هذا العسر يسرة

إنما الحرب سجالٌ، مرةً نصرٌ ومرة

سوف يأتي للورى نصرٌ، ونسمو للمجرّة

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply