إجازة تغتالها ( الطحالب)


بسم الله الرحمن الرحيم

             

الكل يفرح بالإجازة الصيفية إلا أنا مع أنني معلمة ، الأولى أن البشر يغمر فؤادي ، لكن ماذا أصنع هذا حظي وقدري .

إذا هطلت علينا سحائب الإجازة تجحظ عيناي ، ويزحف الصداع إلى رأسي المسكين ، والسبب يا ( حسافة ) هو زوجي !!

فمن أول يوم من الإجازة يبدأ " جواله " يولول في رأسي ، مواعيد واتفاقات واستفهامات بعدها تكون الكارثة ، سفر إلى الشمال وما وراء الشمال ، طبعاً خارج المملكة .

أرجوكم لا تفهموا خطأ ، أنا أثق بزوجي فهو على قدر كبير من الاتزان والالتزام ، فليس مشكلتي هي ظني أنه سوف يسافر للعبث لا .. لا .

بل وضعي أنا والأولاد بعد سفره ، عذراً نسيت أن أخبركم أن لدي ثلاثة أولاد وبنتان ، أكبرهم عبد العزيز الذي انتقل هذه السنة إلى المرحلة المتوسطة ، أعود وأقول إن المشكلة أننا بعد ذهابه يتركنا عند أهلي في منزلهم البائس المتمدد في عمق الريف ، مكتظ بأولاد أخي وأولاد أختي الراقد زوجها على السرير الأبيض من زمن – عجل الله في شفائه – فيتحول المنزل إلى مهرجان دائم ، شعاره الصداع طريق الأنس ، وأمي وأبي حدّث ولا حرج عن ارتفاع الضغط والسكر ، هذا المنزل في وسط مزرعة مفتوحة الأرجاء ، مفتوحة على الأخطار ، أخطار هنا وهناك ، أبشعها هذه( البِركة ) المتسخة الغاصة بـ( الشِّبا) " الطحالب " المخيفة ، ففي الليل تأتيني كوابيس مفزعة أن أحد أولادي قد اغتالته هذه البركة وأنه قد امتلأ جوفه من هذه الطحالب ، شئ فظيع .

من غير الأخطار القادمة من أولاد الجيران ، وأشياء أخرى أسأل الله الحماية والستر والمغفرة .
والأنكى من ذلك الكلمات المنطلقة نحوي كالرصاص الخافت من زوجة أخي وأحياناً أختي وأخي : أنه لم يسافر زوجي إلى الخارج إلا لأشياء مشبوهة ، وأنه كان الأولى منعه من السفر ، وأنه لو أنني استطعت أن أملأ عينيه مني لما ذهب يبحث عن المتعة هناك ...

أطأطئ رأسي بحثاً عن وجهي المتناثر في أرضية الغرفة ...
آه .. يا أبا عبد العزيز تحلق بعيداً لتسعد أنت وزملاؤك ، ونحن هنا في الصداع والحزن المهين .
ليتك تقرأ هذه الكلمات وما وراء هذه الكلمات ، ليتك يا عزيزي .

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply