بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال:
سمعت حديثًا يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " لا عدوى ولا هامة ولا صفر " فما المراد بالصفر أهو الشهر أم شيء آخر وإن كان الشهر، فهل المراد أنه لا يجوز التسمية به أم ما المراد؟ أرجو التوضيح.
الجواب:
العلماء مختلفون في تفسير هذه الكلمة التي سألت عنها، وأقرب الأقوال فيما أرى أن المراد به: الشهر الهجري المعروف، والمقصود به: نفي ما كانت الجاهلية تعتقده في الجاهلية من تشاؤم بهذا الشهر، ويؤيد هذا الترجيح، أن هذه الكلمة جاءت في سياق أربعة أمور يجمعها هذا المعنى الجاهلي، وهو التشاؤم، والتطير بأشياء موهومة لا حقيقة لها.
فجاء الشرع ليبين بطلان هذا التشاؤم الجاهلي، وأن الزمان والمكان لا علاقة لهما بذاتهما بالتشاؤم، فكل شيء بقدر، لا يؤخره زمان، ولا يقدمه مكان.
ومن استقرت عقيدة القضاء والقدر في نفسه استراح كثيراً، وزاد توكله على الله، وتعلقه به، فهو - سبحانه - الكافي لعبده، لا يقع شيء إلا بإذنه، ولا يندفع إلا بإذنه، كما قال - سبحانه وتعالى -: "وَإِن يَمسَسكَ اللَّهُ بِضُرٍّ, فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يَمسَسكَ بِخَيرٍ, فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ, قَدِيرٌ" (الأنعام: 17)، ويقول –تعالى-: "وَإِن يَمسَسكَ اللَّهُ بِضُرٍّ, فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدكَ بِخَيرٍ, فَلا رَادَّ لِفَضلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ وَهُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ" (يونس: 107).
وتأمل حديث ابن عباس العظيم، الذي غرس فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه العقيدة العظيمة، بكلمات يسيرة واضحة، فقال: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف"، والحمد لله رب العالمين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد