حينما أدلفت من باب سجن بيلا المخصص، لم أستطع دفع شعور بليغ امتزج فيه الألم الممض بالحيرة والدهشة، وعندما رأيت شموخ أوليك النفر فهمت معنى كلمتين طالما سمعتهما "عزة المؤمن"، وحينما أفقت على مشاهد نواكشوط الرسمية وكثير من المشاهد الشعبية تذكرت قول بعض التابعين "قتل سعيد بن المسيب وما في الأرض أحد إلا وهو محتاج لعلمه"، وأنا أقول "سجن العلامة محمد الحسن بن الددو والعلامة التقي بن محمد عبد الله و...و..وخيرة الشناقطة سجنوا وما في انواكشوط أحد إلا وهو محتاج لعلمهم وإرشادهم"، وأخيرا أحسست بمسؤولية الفقهاء أمام ربهم وأمتهم...وأهدي هذه القصيدة إلى أولئك الرافضين لخيانة أمتهم ودينهم في سجن بيلا.
هكذا فلتـك الخطوب الشنيعة***منظر مفزع، ورؤيا فظيعة
هكذا فليحارب الدين والعلـ***ـم وتمحى من الوجود الشريعة
منظر مفزع رأيت ببيلا الـ***يوم أدهى من كل دهيا مريعة
منظر مفزع تميد له الأر***ض وتغدوا الجبال كالعهن، قيعة
هاهنا في حظيرة" اكوانتناموا ***بيلا" غلت حصون دين منيعة
هاهنا حاربوا الإله جهارا*** وأهانوا دين النبي جميعه
في بيوت عفت ودور تهاوت ***حيث لا تسحر العيون الطبيعة
يتراءى لك الوقار شموخا*** ويلاقيك مالك وربيعة
منظرتهت منه عزا، أسبلـ***ـت بدمع حلفت ألا أضيعه
***
هكذا هكذا الخطوب المريعة ***منظر مدهش، ودعوى شنيعة
أولياء الإله عادوا وقالوا ***هم دعاة لفتنة وقطيعة
وتولى كبر القضية إعلا***م الدعاوى مذيعه والمذيعة
بهتوا مالك الإمام و جاءوا *** بدعاوى عليه جد وضيعة
صفقوا باسمه لظلم طغاة *** وحمو باسمه قناة خليعة
أصدروا باسمه فتاوى فجاءت *** لهوى "القس" و"الحاخام" مطيعة
أهل "بيلا" اصبروا السلام عليكم *** أنتم في العلا البدور الرفيعة
انتم العلم والهدى والتحدي *** والتصدي لمن أجادوا الخديعة
والتصدي لمن بالدين المقفى *** هم بالبخس للعدى أن يبيعه
والتحدي لمن يسارع في" صهـ *** ـيون" من خيب الإله صنيعه
انتم الجانحون، لكن عن المنكر*** والسوء والخنى والخديعه
ولكم من ربوع شنقيط شكر *** وتهان مع التحايا البديعة
واعذروا دمعة جرت من خطوب*** قد دهت هكذا الخطوب الشنيعة
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد