مع التحية إلى براءة الطفلة «إِيمان حجو»، وعزاءً صادقاً لأهلها ولكل طفل فلسطيني
آآآآه يا إيمــان
أَيٌّ ذئبٍ, خائنٍِ, أيٌّ قَطيع..... أيٌّ غَدرٍ, في روابيها يشيع؟
أيٌّ جرحٍ, في حماها نازفٍ,..... أيٌّ مأساةٍ,، لها وجهٌ مُرِيع؟
أيٌّ عصرٍ,، لم يزل قانونُه..... يمنحُ العاريَ ثوباً من صَقيع؟
يمنحُ الجائعَ رَكلاً في القفا..... صائحاً في وجهه: كيف تجوع؟!
يمنَع العطشانَ من منبعه..... وإذا حاوَلَ، أسقاه النَّجيع
أيَّها السائل عمَّا أشتكي..... من لظى الحزن الذي بين الضٌّلوع
لا تسل عن جَذوةٍ, أشعلها..... ظالمٌ يقتل أزهارَ الرَّبيع
لا تسلني، واسأل الغَربَ الذي..... يأمر اللَّيلَ بإطفاء الشموع
ينقض العَدلَ بحقِّ النَّقض في..... مجلسٍ, يعجز عمَّا يستطيع
أسأل الغَربَ الذي واجهنا..... منه قلبٌ بالأباطيل وَلُوع
قل له: مهلاً فقد بان لنا..... فَشَلٌ في نُصرة الحق ذَريع
أنتَ للباغي يَدٌ ممدودةٌ..... ليت شعري، أين أَخلاق «يَسُوع»؟!
أيٌّها السائل عُذراً، فأنا..... أُبصر الأطفال من غير دروع
واجهوا الحرب كما واجهَها..... إبنُ عفراءَ، وسعدُ بن الرَّبيع
وأرى دبَّابةً غاشمةً..... حولها ألفُ جريحٍ, وصريع
وأرى سربَ قرودٍ, خلفها..... ووراء السِّرب خنزيرٌ وضيع
لا تسلني عن حقوقٍ, لم تزل..... بين تجَّار الأباطيلِ تضيع
لا تسلني عن يد راجفةٍ,..... لم تزل تَشري أساها وتبيع
لا تسل عن واحةِ الصَّمت التي..... ضاقت التٌّربةُ فيها بالجذوع
يا لَها من ليلةٍ, حالكةٍ,..... نسَيِت أنجمُها معنى الطٌّلوع
رسم القصفُ لها خارطة..... بعد أن مرَّ من اللَّيل هَزيع
كانت الأُسرةُ في منزلها..... ترقب الفجرَ، وفي الأحشاءِ جُوع
طفلةٌ مُنذُ شهورٍ, وُلدت..... بين جدرانٍ, مشت فيها الصٌّدوع
أمَّها تنتظر الزوجَ على..... شاطىءِ الذكرى بأحلام الرٌّجوع
تُرضع الطِّفلةَ من ثَدي الأسى..... في مساءٍ, فاقدٍ, معنى الهجوع
أغلقت باباً على مزلاجه..... بَصمةٌ دلَّت على الجُرمِ الفظيع
مَن تنادي، وإذا نادت، فمن..... يكشف الغفلةَ عن هذي الجموع؟!
يا لها من ليلةٍ, ماجت بها..... وبما فيها من القَصفِ الربوع
غارةٌ جوِّيةٌ أشعلها..... ظالمٌ مُستَوغِرُ الصَّدر هَلُوع
صارت الدَّارُ بها دارَ أَسَىً..... واشتكى من جَدبهِ الرَّوض المَريع
فشراب ُ الطفلِ ماءٌ آسِنٌ..... وطعامُ الأمِّ فيها مِن ضَريع
أين منها مجلس الخوف الذي..... لم يردِّد بَعدُ أفعالَ الشروع؟!
غارةٌ جوِّيةٌ وانكشفت..... عن ضحايا شربوا السٌّمَّ النَّقيع
غارةٌ، وانكشفت عن وردةٍ,..... كان من أشلائها المِسكُ يَضُوع
آهِ يا إِيمانُ من أُمَّتنا..... لم تزل تَجتَنِبُ الدَّربَ الوَسيع
صلَّت الفَرضَ صلاةً جَمَعَت..... كلَّ ما في نفسها، إلاَّ الخُشوع
أصبحت تسأل عن موقعها..... بعد أن حطم رجليها الوقوع
حُسِمَ الأَمرُ وما زالت على..... وهمها بين نزولٍ, وطُلوع
كيف ترجو الخيرَ ممَّن يَقتفي..... أَثَرَ المظلوم، بالظلم الشَّنيع
ويُرينا كلَّ يومٍ, صورةً..... حيَّة فيها إلى البغي نُزُوع
يمنحُ الأُمَّ التي أثكلَها..... قَسوَةً تَسلُبُ عينيها الدٌّموع
إنه الغَدرُ اليهوديٌّ الذي..... لم يزل يضربنا الضَّربَ الوَجيع
آهِ يا إِيمانُ، يا راحلةً..... قبل أن تُكملَ سُقياها الضٌّروع
أنتِ كالشمس التي غيَّبها..... ليلُها قَبلَ بداياتِ السٌّطوع
أنتِ كالنَّجمةِ لمَّا أَفَلَت..... قبل أن يستكملَ الضوءُ اللٌّموع
أطلقوا نحوَكِ صاروخاً فيا..... خَجلَةَ القَصفِ من الطفل الوَديع
لا تظني أمتي خاضعةً..... هيَ يا إِيمانُ، في صُلبِ الخضوع
دَمُكِ الغالي بيانٌ صارخ..... فارفعي الصوتَ، وقولي للجميع:
يا ضَياعَ العَدلِ في الأَرض التي..... تَرتضي أَن يُقتَلَ الطِّفلُ الرَّضيع
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد