تأملات في فكر مسخ!!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 
 
 أسرج حصانَك واركب فالمدى قَلِقٌ *** وقـد تأهــب أقــــوامٌ لينطــــــلقوا

 

حتَّـــــام تصمُتُ مسكوناً بكلَّ أسى *** والسٌّـهد يغفو على جفنيك والأرقُ

 

تـــظلٌّ في زحمةِ الأحداثِ مبتعدًا *** وأنــــت لا عاجز كــلاًّ ولا فَرِقُ

 

لا شـيءَ كالدَّين تحيـــينا نســائمه *** نفسي الفداءُ له ما دام بي رَمَـــقُ

 

أعزر عليـــــنا بأن يقتاتَ مُجتَرئ ***  على الهُدى وحُمَاةُ الحقَّ ما نطقوا؟!

 

هيــهات أن ندع الحق المبينَ لما ***  يُلقـــيهِ من شُبَـــهٍ, شكَّـــاكة تَزِقُ

 

أفكـــاره لُفقـــت مِن ها هنا وهنا *** ففيه تجتــــمع الأضداد والفِرقُ!!

 

ضخم"الأنا"وإذا فُلَّت مضاربه *** عجـــــزًا تَنصَّل مما كان يعتنقُ

 

ما عابَ خصمًا بوصفٍ, في محاورةٍ, *** إلا وكان علـيه الوصف ينطبقُ

 

لم يأتنا بـــجديدٍ, في مزاعــمـــه *** وأينَ مَن يزدهيه الجورَبُ الخَلِقُ؟!

 

كل الدعاوى التي ما انفكَّ يرفعُها *** تدوسُها قدماه حــــين يخــــــتنق

 

يبكي على كل موتورٍ, وبدعـــته *** باسم التسامُح، وهو الحاقد القِلقُ

 

وكيــــف يهدأُ من في نفسه دَغَلٌ *** وقلـــبُه في أتونِ الــحقدِ يحترقُ

 

يـظل يفترش الأعذارَ... منتقياً *** ما كان مع ما هوتهُ النفسُ يتَّفقُ

 

لكــــنَّ تلكَ الفَضَاءات التي اتسَّعَت *** لكل من أوغلوا في الدين أو مرقوا

 

تضيق عن عذر أصحاب النبيَّ... وهم *** جــند كـــتاب وآثار الـهدى العُتُق

 

حبٌّ الصحابة ينبوعُ السموَّ.. فيا *** نُعمى لمن قَرُبوا من نبعه فسُقُوا

 

ما كان فيهم شقيًّ بعدما اكتحلت *** منهم برؤية وجهِ المصطفى الحِدَقُ

 

لله ما بــذلوهُ تحــت رايـــــــتهِ *** حتـــى كأنهم للــموت قد خُلِقوا

 

لطالما قلتُ في نفسي: لعلَّ له عُذراً.... ***  أكل كيف الرأي مرتزق؟!

 

حــتى رأيتُ له من كل موبقةٍ, لوناً... *** فما عُدتٌّ في أقواله أَثِقُ

 

شيئان إن سَكَنا قلبَ امرئٍ, فقأ *** عيني بصيرته"الإعجابُ والحَنقُ"

 

تشقى النفوسُ بما تهوى، أليسَ لهُ *** تُخــفَى الحـقيـــقةُ أحيانًا وتختلقُ

 

وارحمتا للألى طاروا إليه دُجىً *** وهم ظماء... وفي أشراكِهِ عَلِقوا

 

عشَّـاق كل غريب لو رأوهُ نأى *** في البحر غاصُوا له،أو في السماء رَقُوا!

 

كلّما ماجتِ الأفكــارُ واضطربت *** تساقطوا مثــــلَما تـسّاقطُ الورَقُ

 

لا يثبتون على حالٍ, فـ"من وإلى" *** والله يــعلمُ أنًَّى ينــتهي الــــــنَّفقُ

 

ما حيلتي في سُكارى الفكرِ حين أرى *** خيولَهم في صحاري التيه تستبقُ؟!

 

تاهوا.. فما رفعوا داسو، وما نصروا ***  عادوا، وما رتقوا في همسهم فتقوا

 

ماذا يريدون منا حيــــــنما فتـحوا *** باب الشكوك فأشقوا غيرهم وشقوا؟!

 

إساءة باسمٍ, إحســــان.. فَوَا عجباً ***  لما يجـــــرٌّ على أصحابِهِ الخرقُ

 

النقد مِشــــــرَطُ جرَّاحٍ,..أيعـــمِلَه *** في الجسمِ إلا الطبيبُ البارعُ الحذِقُ

 

ما بالكم قد شغــلتم بابن تيميــــــة *** ثلباً.. فمصـــــطبِحٌ فيه ومغتبقُ؟!

 

دعوه عنكم...ففي الماضين تذكرة *** تكفي اللبيبَ..وهل أنتم كمَن سبقوا؟!

 

قفوا على ساحل البحر العُبابِ.. *** ومَن سيركبُ البحر والأمواجُ تصطفقُ

 

كم هَاجَــهُ قبلــــكم قوم دخـــائلُهم *** ســـودٌ فلما طمت أمواجه غرقوا

 

طوتهم صفحة النسيان مذ رحلوا *** ولم يزل في سمـــاء المجد يأتلقُ

 

أليس من عَجَبِ الدنيا أن اختلفت *** في كل شيء سوى تضليلِهِ الفِرَقُ؟!

 

بعضُ الصَّغارِ رأوا في الشيخ قنطرةً *** إلى مُنىً قُطعت من دونها الطٌّرُق

 

ملّوا من الظلَّ..واحتالوا..فما وجذوا *** إلاه باباً على الأضــــــواء يندلقُ

 

بالأمس قالوا فلم يعــــبأ بهم أحدٌ *** واليــوم إذا مزَّقوا أوراقَهم نفَقُوا

 

وكان ما سوَّدت أيدي ضغائنهم قيء *** العقولº فلا برَّوا ولا صدقُوا

 

لو جاء من شانئ هذا الغثاءُ لما حزنت *** ولكن من الإخوان ينبثقُ

 

إخواننا هم- وإن كانوا بريدَ أذى- *** فالريق يحصل أحياناً به الشَّرقُ

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply