فرض الرياضات النسوية في اليمن

3.8k
3 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

هددت اللجنة الأولومبية الدولية جميع الدول بالحرمان من المشاركة في الدورات الأولومبية والبطولات المتنوعة التابعة لها، إن لم تسمح بجميع الرياضات النسوية الأولومبية وتدعمها في بلادها، ومنها الرياضات العنيفة غير اللائقة بالمرأة مثل الملاكمة والكاراتيه والتايكوندو، و كذلك الرياضات العارية كالسباحة والجمباز، وربما يسري هذا المنع ابتداء من 2010 على ما يتوقعه بعض الخبراء المطلعين.

وهذا الأمر يستهدف -أول ما يستهدف- الشعوب العربية والإسلامية والتي أصبحت المقاوم الوحيد تقريبا- في العالم للثقافة الغربية الفوضوية في مجال المرأة والأخلاق والحرية المطلقة.

ويختلف تعامل الدول والحكومات العربية والإسلامية تجاه هذا الأمر وهذا الأسلوب في فرض نمط الحياة الغربي الليبرالي التحرري على الشعوب المسلمة، فبعض الدول تقاوم وتمتنع وترفض مثل السعودية وإيران وعمان والسودان، وبعض الدول تسارع في التطبيق بل إنها تقوم بهذا الأمر قبل ضغوط اللجنة الأولومبية، وهي الدول التي تحكمها نخب علمانية متطرفة مثل تركيا وتونس، وهناك دول أخرى ما تزال مواقفها غير واضحة فبعضها أرخت العنان لبعض الرياضات النسوية للتغلغل في بلادها ودعمت بعضها في المدارس وأنشأت الرياضات النسوية، وما تزال مواجهتها في غير المستوى المطلوب ومنها بلادنا اليمن.

فالمتأمل في سياسة الحكومة اليمنية السابقة وخاصة وزارة الشباب والرياضة في هذا الشأن يجد أن مقاومة تلك الضغوط لم تكن بالشكل المطلوب الذي يمليه دين الأمة وتقاليد الشعب وأعرافه، بل كان المحرك الرئيس لأولئك القائمين على هذه الأمور هو إرضاء اللجنة الأولومبية بأي وسيلة، وقد لمس الناس وسمعوا توجهات غريبة للوزارة ولوزارات أخرى في هذا المجال، ومنها:

والحاصل أن المقاومة لتلك الضغوط الأولومبية في بلادنا ضعيف، ولا يرقى إلى أصالة الشعب اليمني، وكونه شعبا محافظا متمسكا بدينه وتقاليده الطيبة، وتوجد نخب علمانية في الحزب الحاكم وغيره تشجع تلك الأمور، وأن تستمر على ذلك الشكل لأنها تظن أن في تغريب الشعب اليمني التقدم والتطور.

ولا أدري ما هو الفرق بين بلادنا وبلاد أخرى مجاورة تقاوم هذه الضغوط معتزة بهويتها ودينها وانتمائها مثل عمان والسعودية، ولماذا لا يقوم مجلس النواب بدوره في هذه المسألة الحيوية، ويرسم ضوابط لهذه الرياضات والألعاب النسوية بدل ترك الحبل على الغارب كما يقولون- ومتى نرى واجب العلماء والمرشدين والخطباء في توعية المجتمع بهذه الأخطار التي يحاول البعض فرضها علينا.

ونحن ننظر الآن وننتظر المواقف التي ستقوم بها وزارة الشباب والرياضة بقيادتها الجديدة وفي هذه المرحلة الحساسة، بعد التعديل الحكومي الأخير، والله المسئول أن يصلح الأحوال ويحفظ للأمة دينها وهويتها.


مقالات ذات صلة


أضف تعليق