خبِّرينا يا قلوبَ الوالهين
عن جراحٍ, ودموعٍ, وأنين
خبِّرينا عن جريحٍ, لم يزل
يلفظ الأنفاسَ بين الراحلين
وعن الأجساد لما أصبحت
قِطَعاً تُغمَس في ماءٍ, وطين
وعن الرٌّعب الذي نُبصرُهُ
كلَّ يومٍ, في وجوه النازحين
عن صغارٍ, أصبحوا في فَزَعٍ,
تحت زخَّاتِ رصاص الغاصبين
وعن الأنقاضِ ماذا تحتَها
من ضحايا قُتِلُوا مُستَبسلين
وقفوا وِقفةَ حُرّ صامدٍ,
يتلقَّون رصاصَ المعتدين
سألوا عنّا فلَّما علموا
أننا نحيا حياة الغافِلين
قدَّموا أنفسهم في جولةٍ,
صمدوا فيها صمودَ الفاتحين
ربحوا فيها حياةً حُرَّةً
عند من يرفعُ قدرَ الصادقين
خبِّرينا عن بقايا دُورِهِم
ما الذي تُخفيه في أرض جِنين
خبِّرينا يا قلوبَ الوالهين
عن بطولاتِ رشيدٍ, وأَمين
خبِّرينا عن فتاةٍ, فَجَّرت
نفسَها. هزَّت قلوبَ الواهمين
هي في عمر الصَّبايا خَرجت
حرَّةً من نظرات الحالمين
غرَّدت للموت لمَّا أبصرت
قومَها بين قتيلٍ, وسَجين
ورأت جُرحَ أخيها نازفاً
غسلتهُ الأُمٌّ بالدمعِ السَّخين
أَنِفَت أن تُسنِدَ الأمرَ إلى
وَعد شُذَّاذِ اليهودِ الخائنين
أو إلى تدبيرِ غَربٍ, لم يزل
يجد العُذرَ لشارونَ اللَّعين
يَدُها الناعمةُ امتدَّت إلى
جَذوةٍ, تَشوي وجوهَ الحاقدين
قدَّمت زَهوَ صِبَاها ثمناً
غالياً في نُصرَةِ المستضعفين
ما دَهاها؟، إسألوا عن حالِها
حزنها القاسي على الشعب الرَّهين
من رأى الأشلاءَ مِن أَحبابِهِ
أصبح الموتُ له خيرَ قرين
رُبَّ ظُلمٍ, حوَّلَ الظَّبيَ إلى
أسدٍ, مُفترسٍ, للظالمين
خبِّرينا يا قلوبَ الوالهين
عن بطولاتِ الأُباةِ الصَّامدين
عن سؤالٍ, حائرٍ,، يُشعِلُهُ
أَلَمٌ قاسٍ,، ووجدٌ، وحَنين
أين ليلى؟ ما بها لم تَلتَفِت
لصغيرٍ, عمرُه بضعُ سنين؟
ما لها قد أعرضت عن طفلها
وهو يُلقي صَرخة الباكي الحزين؟
أين ليلى؟، جُثَّةٌ هامدةٌ
بين آلافِ الضَّحايا البائسين
أقسم الفجرُ الذي أَبصرها
دون رِجلٍ, وذراعٍ, وجبين:
أنَّها كانت مثالاًً صادقاً
لهدوء الطبع والعقل الرَّزين
قتلوها، هَدَموا منزلَها
والدٌّجَى يخفي وجوه الغادرين
سرقوا العِقدَ الذي قدَّمَهُ
زوجُها رَمزَ وفاءِ العاشقين
آهِ منّا يا قلوبَ الوالهين
آهِ منا كيف صرنا حائرين
آهِ من ضعفٍ,، أرى أُمَّتَنا
رضيت في ظلِّه أََن تَستكين
يا قلوبَ الوالهينَ الصامِدِين
لا تَتِيهي بينَ غَثّ ٍ,وسمين
ذكّري الليلَ بما تبصرهُ
مُقلَةُ المؤمِن من فجر اليقين
حدِّثي الدنيا حديثاً صادقاً
يستِقي من مَنبعِ الوحي المبين:
لَم يَمُت مَن ماتَ يحمي دينَه
هو حيُّ عند ربِّ العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد