حملة المليون ضد محمد .. فأين المليار مسلم.!؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

يشهد الإسلام والمسلمون في معظم أنحاء العالم خلال السنوات الحالية حملة من أشد الحملات العالمية ضد دينهم، وتمسكهم بعقيدتهم، ورموزهم الدينية، تشمل العديد من أشكال الهجمات العسكرية والسياسية، والاقتصادية والإعلامية، والثقافية.

الحملة التي كان الرئيس الأمريكي جورج بوش أعلنها صريحة بعيد هجمات الحادي عشر من سبتمبر باعتبارها (حملة صليبية ضد الإسلام والمسلمين) لم يكن مخطئاً فيها البتة من أجل أن يتراجع فيما بعد، ويعتذر عن (سوء استخدام الكلمات)، إذ إن هذه الحملة قد بدأت بالفعل.

العالم الإسلامي الآن يشهد موجات تغريب وتغيير، لم تقتصر على الاحتلال العسكري لبعض هذه الدول، أو الحضور العسكري في بعضها الآخر، أو دعوات تغيير المناهج الدراسية، وتدفق البرامج الغربية عبر القنوات الفضائية، وإقامة مشاريع شراكة ثقافية، وتمرير بعض المفاهيم الجديدة بمسميات براقة (كتحرر المرأة، والديموقراطية، والحرية وغيرها)، بل تعدتها لأصعب من ذلك وأشمل، مستهدفة هذه المرة جميع المسلمين جملة واحدة.

هذه الحملة الجديدة والتي أطلق عليها عنوان (حملة المليون ضد محمد) - صلى الله عليه وسلم - جاءت عبر مؤسسة نصرانية كبيرة، وواسعة الانتشار، من أجل تشويه صورة نبينا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وتشويه صورة الإسلام والمسلمين في كافة أرجاء العالم، عبر منظمة "رابطة الرهبان لتنصير الشعوب".

 

المنظمة التنصيرية:

يقيم رؤساء المؤسسة الكبرى للكنيسة الكاثوليكية القديمة في روما بالقرب من السلم الأسباني، والذين يعملون لصالح واحدة من أكثر منظمات الفاتيكان نفوذاً، وفى نفس الوقت فهي منظمة غير معروفة.

وهي منظمة "رابطة الرهبان لتنصير الشعوب" التي أسسها البابا بيوس بين عامي 1566- 1572م، وهي منبثقة عن "رابطة الرهبان"، وهى تحاول منذ إنشائها - ودون أن تحظى باهتمام الرأي العام العالمي - تحاول نشر المعتقدات النصرانية حول العالم.

ورابطة الرهبان لتنصير العالم موجودة وحدها في 40 % من العالم النصراني، ومعترف بها من 1081 أسقفية من ضمنها المسماة "مناطق الصمت"، وهى كل مناطق العالم التي يحظر فيها الكنيسة الكاثوليكية واقعياً كما في الصين، والسعودية، وفيتنام، واليمن، وكمبوديا.

ورابطة الرهبان تضم جيشاً قوامه 85 ألف قسيس، و450 ألف جمعية دينية، وقدمت الرابطة أكثر من مليون مدرس تعليم نصراني، وتخرجوا في القسم المحارب للرابطة، وهم يجوبون كل مكان في العالم من قرية لقرية، ومن مدينة لمدينة لإقناع المترددين في الإيمان بالعقيدة النصرانية.

وأكبر عدد من المدرسين متزوجون، وهم نصارى يبحثون عن القوت، ويعملون على إقناع الناس بصحة العقيدة الكاثوليكية، ويتقاضون بدلات تبدأ من 30 دولار شهرياً.

وتضم الرابطة أيضاً 42 ألف مدرسة، و 1600 مستشفى، و 6 آلاف مؤسسة مساعدة، و780 ملجأ لمرضى السرطان، و 12 ألف مؤسسة اجتماعية وخيرية حول العالم.

أما عن تمويل هذا الجهاز العملاق فمن الصعب تقديره، فالكاردينال الحالي زيبه يرفض ذكر الرقم الصحيح، ولكنه يقول: إننا نحتاج الكثير جداً من المال.

ولأنه لا توجد ديمقراطية أو شركات مساهمة في الفاتيكان، فدولة الكنيسة ليست ملزمة بنشر الميزانيات، فهي تقدر فقط ما يتكلفه جهاز الرابطة، والرقم الوحيد المؤكد يظهر في يوم الإرسالية في يوم الأحد قبل الأخير من شهر أكتوبر، حيث تصل تكلفتها عالمياً إلى حوالي 200 مليون دولار لعمل زيبه، ويسمح للنفقات أن يصل إجمالها إلى ما يزيد على 500 مليون دولار، وذلك من أجل أن تسعى الرابطة لنشر العقيدة المسيحية حول العالم، ولمواجهة الديانات العدوانية.

 

أهداف المنظمة التنصيرية:

الاعتبارات الجيوستراتيجية لا تعني الكثير لرابطة الرهبان لتنصير الشعوب، ولم يتحدث أي من وزراء خارجية أي دولة مع ممثلي هذه الرابطة، وهذا كله كان حتى أمس فقط.

أما اليوم فتسعى العديد من المصالح الحكومية لعمل إحصائيات لتوضيح مدى انتشار النصرانية والإسلام بدقة شديدة.

وهذه الرابطة هي المؤسسة الوحيدة في العالم التي تتصدى بفاعلية للصراع بين الديانة النصرانية والإسلامية، فهي لا تبحث العلاقة بين المسلمين والنصارى باعتبارها مؤسسة ثقافية أو بحثية، بل تعمل بصورة عملية بجيش يضم أكثر من مليون شخص للحد من انتشار الإسلام في العالم، وعلى تشويه صورة النبي محمد، ونعته بأبشع الصفات، وتسعى أيضاً لإعادة البشر في كل أنحاء العالم للمسيحية السلمية التي لا يحمل دعاتها السلاح، بل ويأمرون أتباعهم بحب أعدائهم.

وهذا الصراع لا يخلو بدون شك من العنصر العسكريº فالكاردينال "كريشينسيو زيبه" رئيس هؤلاء المبشرين الفاعلين يسمي العاملين معه بـ "قواتى"، وذلك ليس من قبيل الصدفة، كما أن العدد عنصر مهم في هذه الحرب حول العقيدة على مستوى العالم.

 

آليات عمل المنظمة:

أحرزت الفاتيكان تقدماً ملحوظاً في الصراع حول المستقبل الديني للعالم، فبين الـ 6.2 مليار من سكان الأرض هناك 1.7 مليار كاثوليكي بنسبة 17,2، ويبدو هذا النجاح أكثر وضوحاً في القارة الأمريكية، حيث تصل نسبة الكاثوليك هناك إلى 62,3، وكذلك عبر المحيطات كان النجاح ملحوظاً، حيث عاد 29 % منهم للمسيحية، وفى أوروبا النسبة الأقل ما تزال 39,9 % من الكاثوليك، وفى أفريقيا وصل عددهم إلى 137 مليون أو 16,6 % من إجمالي السكان بنسبة متصاعدة.

ولأن الصراع النصراني الإسلامي ازداد حول العالم بعد أحداث 11 سبتمبر، فقد أصبح الصراع على كل شخص مؤمن، وأصبح رؤساء الرابطة على استعداد للتحمل، وأصبح هناك مبدأ في الفاتيكان ألا يسافر رجال الكنيسة إلى أي دولة لا يتم فيها إظهار الصليب علانية، حتى الكاردينال "زيبه" قبل وصوله لمطار قطر لافتتاح إحدى المدارس قام بتخبئة صليبه، وبدعم من الكنيسة الكاثوليكية يتم في هذه المدرسة التدريس لـ 4000 طالب أقل من ثلثهم نصارى.

حيث خلصت الرابطة إلى أنه في المدارس النصارنية التي يدرس بها المسلمون تكون هناك أفكار أقل سوءاً عن النصارى ويكون هناك تسامح، وتسعى الكنيسة الكاثوليكية في كل مكان بقارة آسيا بهذه الخطة أن تمنع بقدر الإمكان نشر الإسلام على حساب النصرانية، وأن تقلل من انتشاره في كل منزل وفى كل شارعº لذلك تمول الكنيسة الكاثوليكية في الهند التي يقل بها عدد الكاثوليك عن 2 % حيث يتم توجيه أكثر من 28 % من النفقات الاجتماعية للمستشفيات والمدارس للمحتاجين.

وقد نجحت المدرسة العاملة هناك - خاصة في المناطق الجنوبية النصرانية في الهند - التي بها 1 من كل طالبين مسلم.

والمدارس الحكومية الجيدة لا تمنح هذا المستوى، فالمسلمون الأثرياء يدفعون مبالغ طائلة لإلحاق أبنائهم بالمدارس النصرانية، وبالطبع تظل الصلة بالنصارى حتى تتحول الأسرة بأكملها للنصرانية.

وهذا النظام يعمل بنجاح، حتى أن حكومة الهند اتخذت قراراً بفرض عقوبة الحبس في العديد من المدن الهندية على الذي يرتد عن دينه إلى النصرانية، وهذا القانون لم ينجح من الناحية العملية، فالعديد من الأشخاص الذين ارتدوا في الحقيقة للنصرانية يحتفظون بديانتهم الأصلية الإسلامية أو الهندوسية.

وقد حققت المنظمة جملة كبيرة من النجاحات دون لفت النظر إلى أعمالها، كتنصير بعض القبائل في العراق، حيث يعيش حوالي 27 ألف كاثوليكي هناك، وغيرها من مناطق العالم العربي والإسلامي الأخرى.

كما تؤكد صحيفة "فليت إم زونتاج" الألمانية في عددها الصادر بتاريخ 30 مايو من عام 2004 م، مقالاً بعنوان (مليون ضد محمد) بأن المنظمة تعمل اليوم بجيش يضم أكثر من مليون شخص " للحد من انتشار الإسلام في العالم، وعلى تشويه صورة النبي محمد، ونعته بأبشع الصفات".

 

المليار مسلم في مواجهة التنصير:

بمثل هذه الحرية، وهذه القوى البشرية، وهذا الانتشار العالمي، وهذا الكم الهائل من الأموال والمنظماتº تعمل مؤسسة كاثوليكية واحدة فقط من مؤسساتهم الدينية.

أما المؤسسات الدعوية الإسلامية فلابد من معرفة ميزانياتها، وأسماء من تبرعوا لها، وأين صرفت أموالها، ولا بد من معاقبتها كاملاً على خطأ قد يرتكبه موظف أو عامل بها، واعتبار الحكومات التي هي موجودة بأرضها مسؤولة عنها، ومحاسبة على أعمالها.

ومن هنا تبرز ضرورة أن يواجه العالم الإسلامي خطر التنصير والحملات الأخرى ضد المعتقدات، وأصول الدين والثقافة الإسلامية الراسخة منذ مئات السنين.

فماذا فعل المليار مسلم في مواجهة هذه الحملات؟ وإلى أي حد يمكن أن يستسلموا لحملات التغريب والتنصير؟ وهل يمكن أن نرى تكاتفاً حقيقياً لنصرة دين الله الحق على الأرض، ونصرة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -؟

نسأل الله أن ينصرنا على أعدائنا، وأن يساعدنا في نصرة ديننا ونبينا، وأن يوحد صفوفنا وكلمتنا في وجه أعدائنا وأعداء أمتنا، وهو القادر على ذلك، والقائل:" يُرِيدُونَ لِيُطفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفوَاهِهِم وَاللَّهُ مُتِمٌّ نُورِهِ وَلَو كَرِهَ الكَافِرُونَ".

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply