المستشرق المجري الدكتور روبرت سيمون


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يؤكد المستشرق المجري الدكتور"روبرت سيمون" في لقاء له مع (الإسلام اليوم) بالقاهرة أنه أحب الإسلام لمزاياه التشريعية، ولسهولة تعاليمه الربانية، ولاحتوائه على ثروة هائلة من الحقوق الإنسانية التي تصون أمن المجتمعات البشرية، ولأنه دين سماوي خالد قائم على إرساء قواعد السلم والأمن في المجتمع الدولي كلـه.

وأشار إلى أن أحوال المسلمين في المجر تدعو للتفاؤلº لأن المسلمين في المجر استطاعوا تأسيس حضارة إسلامية راقية، ولأن الأقلية المسلمة في المجر من الأقليات المسلمة النشطة في قارة أوروبا، ولأن اللغة المجرية ليست لغة أوروبية وإنما لغة آسيوية تأثرت بالعروبة القرآنية.. وأضاف المستشرق المجري: إنني أعتبر الشورى في الإسلام فريضة سياسية ومن أسمى وأرقى النظم الديمقراطية التي عرفها وطبقها العالم خاصة نظام الشورى في العهد النبوي الشريف، وفي عهد الخلفاء الراشدين.. كما أن نظام الزكاة في الإسلام فريضة اقتصادية قامت من أجلها أول حرب بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم -.. كما أن صوم شهر رمضان عبادة، وكذلك فإن الحج عبادة إسلامية عملية لها إيجابيات شتى في تاريخ المسلمين في النواحي الشخصية والنواحي الجماعية، فكل ما جاء به الإسلام يُسهم في ترقية حياة المسلمين في مختلف المجالات، ولو تمسك المسلمون بأهداب و هدايات الدين الإسلامي الحنيف لتحققت لهم الريادة الكاملة في قيادة الأسرة البشرية، والأخذ بيدها نحو المجتمع المثالي المنشود.

ويقول المستشرق المجري الدكتور روبرت سيمون: لقد درست حقوق الإنسان كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لمدة عشر سنوات، ووجدت أنها حقوق عامة للأسرة الإنسانية كلها، وهذه الحقوق هي المثل الأعلى الذي تنشده كافة الشعوب والأممº إذ ترجع هذه الحقوق في أصولها إلى توفير الحرية للناس وتحقيق العدل والمساواة والأمن بينهم، واستهدافا لعالم يكون فيه الناس أحراراً فيما يقولون، وفيما يعتقدون، ويكونون في مأمن من الفزع والصراع بين البشر الذي يعاني منه المجتمع الدولي.

وأضاف: فإذا نظرنا إلى " حق الحرية " كما وردت في الإسلام.. نجد أنفسنا أمام قاعدة متينة من الحرية تؤكد أن لكل إنسان الحق الكامل في اختيار العقيدة التي يقتنع ويؤمن بها من غير ضغط ولا إكراه.. ويتفرع من حق حرية العقيدة حقوق أخرى منها: ممارسة شعائر العقيدة والعمل بشريعتها في حرية وعلنية.

ويؤكد المستشرق المجري قائلاً: لقد أخطأ عدد كبير من المستشرقين في فهم حرية العقيدة الدينية، فالمرتد هو المسلم الذي ينكر ما جاء في دينه الإسلامي.. ولاشك أن قتل المرتد لا يمكن أن يكون عقوبة على الكفر ذاتهº فقتل المرتد عن الإسلام كما جاء في الشريعة الإسلامية لا يتعارض أبداً مع الحرية الدينية التي قررها الإسلام، ونحن نرى أن أعظم الدول تطبيقاً للنظام الديمقراطي في العالم تعاقب كل من يرتكب جريمة الخيانة العظمى دون أن تمس هذه العقوبة الحرية المكفولة للناس بمقتضى القانون والدستور، والدليل على سوء فهم الذين يردّدون ذلك أن غير المسلمين من يهود ونصارى.. قد كفل لهم الإسلام حرية العقيدة دون إكراه أو اضطهاد.. لذا فإنني أؤكد أن قتل المرتد عن الإسلام إنما يكون لجريمة الخيانة العظمى والمكيدة التي قام بها ضد المجتمع الذي عاش فيه وبالنظام العام الذي تقوم عليه الدولة.

 

أمّا عن أحوال المسلمين في المجر وكيف عرفت المجر الإسلام فيقول:

الأقلية المسلمة في المجر من أنشط الأقليات المسلمة في جنوب وسط قارة أوروبا، وقد بلغ عدد المسلمين في المجر اليوم أكثر من (30) ألف نسمة.. يتمتعون بكامل حريتهم في إقامة مؤسساتهم الدعوية والتعليمية. والإسلام دين رسمي معترف به لدى الحكومة المجرية، وقد تزايدت أعداد المسلمين خلال السنوات الماضيةº إذ كانت أعداد المسلمين في عام 1950 ميلادية ثلاثة آلاف نسمة. أصبحوا في عام 1985 ميلادية ستة آلاف نسمة.. أي أن أعداد المسلمين قد تزايدت خمس مرات خلال السنوات الأخيرة.

 

الآثار الإسلامية النادرة:

ويضيف المستشرق المجري الدكتور روبرت سيمون: لقد عرفت المجر الإسلام في أواخر القرن الرابع الهجري.. حيث هاجرت بعض القبائل البلغارية إلى المجر في هذا الوقت وتمركزوا في (30) قرية نشروا الإسلام بين سكانها حتى أصبحت من القرى الإسلامية الخالصة وقد تزايدت أعداد المسلمين خلال الحكم الإسلامي العثماني للمجر الذي بدأ منذ عام 949 هجرية وحتى عام 1098هجرية.. (1586 1687 ميلادية).. وقد أسس المسلمون خلال هذه الفترة (61) مسجداً جامعاً و (22) مسجداً للصلوات الخمس يومياً وعشر مدارس إسلامية، وبعض المكتبات الدينية، وذلك في مدينة بودابست وحدها. بالإضافة إلى المساجد التي شُيدت في بعض المدن والقرى الأخرى كما انتشرت الدور والقصور التي شُيدت وفقاً للعمارة الإسلامية حتى أصبحت بودابست من المدن الإسلامية..

وقد تعرضت أغلب هذه المساجد للتدمير في القرن السابع عشر الميلادي. لذا فقد تأسست جمعية إسلامية مهمتها الحفاظ على التراث الإسلامي في المجر.. يرأسها خبير الآثار الإسلامية المجري الدكتور يوسف جيرو..وقد تمكنت هذه الجمعية من إعادة ترميم بعض المساجد مثل مسجد "حسن باكوفيل"ومسجد" الغازي قاسم" وغيرها.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply