فوجئت الخرطوم ظهر أمس الثلاثاء بالمدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية، يعلن اسم وزير الدولة السوداني أحمد هارون متهما بجرائم أرتكبت في دارفور بـ 51 تهمة تتعلق بجرائم ضد الإنسانية، وانتهاك حقوق الإنسان، والوزير أحمد محمد هارون الذي ورد اسمه كمطلوب للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية من أبناء مدينة الأبيض يسكن في حي ودالياس قريبا من منزل الشيخ إبراهيم السنوسي القيادي بالمؤتمر الشعبي الآن الذي يسكن حي الوحدة، وقد تلقى هارون تعليمه الابتدائي و المتوسط بمدرسة الأبيض الأهلية ثم الثانوي بمدرسة خور طقت الثانوية حيث برزت أثناء الدراسة الثانوية شخصيته القوية كواحد من القيادات الطلابية الأمر، الذي أهله لتولي رئاسة الداخلية التي كان يقطن فيها (داخلية و د ضيف الله) وهذه المهمة تشمل بجانب مهامها الإدارية مهام أخرى تربوية واجتماعية، و في أثناء دراسته الثانوية التحق بتنظيم الاتجاه الإسلامي و أستمر في العمل التنظيمي عند التحاقه للدراسة بمصر حيث درس في كلية الحقوق جامعة القاهرة و في هذه الفترة برز أحمد هارون ككادر خطابي مفوَه و قائد طلابي حيث تولى رئاسة إتحاد الطلاب السودانيين بالقاهرة في العام 1988م.
عقب تخرجه و عودته للسودان و اجتيازه لامتحان المعادلة الذي يعقد للمتخرجين في كليات القانون، عمل أحمد هارون لفترة وجيزة في أحد مكاتب المحاماة ثم ألتحق بالعمل في الهيئة القضائية قاضياً بمدينة الأبيض، مسقط رأسه، و من ثم تم تعيينه مسئولاً عن صندوق السلام و التنمية بولاية جنوب كردفان ثم وزيراً للشئون الاجتماعية بذات الولاية و من ثم تم تعيينه كمنسق عام للشرطة الشعبية ثم وزيراً للدولة بوزارة الداخلية و أخيراً وزيراً للدولة بوزارة الشئون الإنسانية..
بعد مفاصلة الرابع من رمضان الشهيرة انحاز لجماعة القصر التي يقودها الرئيس البشير ونائبه على عثمان، على حساب جماعة المنشية بقيادة دكتور الترابي و إبراهيم السنوسي الذي تجمعه بأحمد هارون و أسرته فضلاً عن العلاقة التنظيمية المتينة علاقة جيرةº بحسبان أنهما يسكنان في ذات الحي بمدينة الأبيض و على الرغم من أن البعض يعتقد أن هذه العلاقة كان لها دور كبير في تبوء هارون لمكانته القيادية في صفوف التنظيم، إلا أن مقدرات أحمد هارون القيادية التي لا ينكرها حتى خصومه هي التي أوصلته إلى ما وصل إليه.. ويتهم المدعي العام للمحكمة الدولية بلاهاي هارون أثناء توليه لمنصب وزير الدولة بوزارة الداخلية أنه ترأس "لجنة أمن دارفور"التي تتكون من ممثلين للجيش السوداني والشرطة والاستخبارات السودانيتين وتتهم هذه اللجنة بأنها وراء تجنيد الجنجويد وتسليحهم وأنها كانت تعلم بالانتهاكات الواسعة التي قامت بها مجموعات الجنجويد حسب إدعاء المدعي العام.
ويقول عصام الدين دهب، الوثيق الصلة بهارون والذي استقينا منه هذه المعلومات" رغم اختلافي معه في توجهاته إلا أن ذلك لا يمنعني بأي حال من الاعتراف بأنه رجل قل أن تجد مثله في تأدبه و أخلاقه و شهامته و نخوته و رجولته و مروءته و مواقفه الإنسانية.. و أحمد هارون يعرفه خصومه قبل أصدقائه و معارفه بأنه قيادي حاذق و شاب عصامي لا تملك إلا أن تحترمه"
ويكتب الأستاذ هيثم بابكر في موقع سودانيزأون لاين (العبرة في المحكمة التي اختارت بعناية واحد من كردفان.. "ضرب" نظام بلياردو بين المناطق الملتهبة.. الذي يرمى من خلال الاتهام هذا إيقاد شرارة لتحرق كل السودان بدأ من كردفان بلدنا، ونهاية بإرثنا الذي تنكر له الجميع)..
والشرر الذي أصاب أحمد هارون هو بالونة الاختبار والمقدمة الأولى التي قد تطال كل شيء وكل أحد حتى الرئيس البشير.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد