بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى، أما بعد:
فتى ا لأحلام:
قالت وهي تذرف دموع الندم: كانت البداية مكالمة هاتفية عفوية، تطورت إلى قصة حب وهمية، أوهمني أنه يحبني وسيتقدم لخطبتي، طلب رؤيتي.. رفضت، هددني بالهجر! بقطع العلاقة! ضعفت أرسلت له صورتي مع رسالة وردية معطرة! توالت الرسائل.. طلب مني أن أخرج معه.. رفضت بشدة.. هددني بالصور، بالرسائل المعطرة، بصوتي في الهاتف - وقد كان يسجله - خرجت معه على أن أعود في أسرع وقت ممكن.. لقد عدت ولكن.. عدت وأنا أحمل العار.. قلت له: الزواج.. الفضيحة.. قال لي بكل احتقار وسخرية: إني لا أتزوج فاجرة.
أختي الكريمة:
أرأيت كيف تكون نهاية هذه العلاقات المحرمة؟
لذا فتنبهي أنت جيداً، واحذري كل الحذر من أن تتورطي بشيء من هذه العلاقات، وإياك إياك من أن تغويك إحدى رفيقات السوء، وتجرك إلى شيء من هذه العلاقات الدنيئة، وتزينها لك، وتوهمك بأنه لن يحصل لك كما حصل لغيرك من الفضيحة أو غير ذلك.
إياك إياك أن تصدقي شيئاً من ذلكº فإن هذا كله من مكائد الشيطان وألاعيبه، وإلا فإن نهاية العلاقات المحرمة دائماً كهذه النهاية المذكورة، أو أشد منها.
واحذري أيضاً من أن تصدقي أحداً من هؤلاء المجرمين الذين يتلاعبون بأعراض الناسº فإنهم كلهم في النذالة والخيانة والكذب سواء، مهما تظاهر الواحد منهم بصدقه وإخلاصه ثم لأن هدف هؤلاء دائماً واحد، وهو معروف، ولا يخفى على عاقل، فكم سمعنا وسمع غيرنا عن جرائمهم البشعة مع بعض الفتيات!
ولكن المصيبة أن بعض الفتيات - هداهن الله - لا يتعظن أبداً بما يسمعن من الفضائح التي تحصل لغيرهن، ولا يصدقن ما يقال لهن إلا إذا وقعت الواحدة منهن فريسة لمثل هؤلاء المجرمين، وتورطت معه بمصيبة أو فضيحة، فحينئذ تصحو من غفلتها، وتندم على عملها هذا أشد الندم، وتتمنى الخلاص من هذه الورطة وهذه الفضيحة ولكن بعد فوات الأوان!.. فلماذا كل ذلك؟!
كان الأولى بمن تورطت بمثل ذلك - لو كانت عاقلة - أن تبتعد عن هذا الطريق من أوله، ولا داعي للعناد والمغامرة بمثل هذه الأمورº لأن المغامرة بمثل هذه الأمور تعتبر مغامرة بالشرف الذي هو أعز ما لدى المرأة، والذي لو ضاع لا يمكن تعويضه أبداً، ومن هي الفتاة التي تريد أن تفقد أعز ما لديها من خلال نزوة عابرةº لتعيش بعد ذلك بين أهلها ومجتمعها ذليلة حقيرة منكسة الرأس، لا يطلبها أحد، فتعيش بقية عمرها حسيرة كسيرة في بيتها، بينما من هن أصغر منها سناً أصبحن أمهات ومربيات أجيال.
لذا فكوني أنت أختي الكريمة عاقلة، وابتعدي عن مثل هذه العلاقاتº لئلا تكوني أنت الضحية القادمة، واعتبري بما حصل لغيرك، ولا تكوني أنت عبرة لغيرك، واعلمي أن الفتاة الأمينة ثمينة؟ فإذا خانت هانت، لذا فأبقي أنت على نفسك عزيزة كريمة، ولا تتسببي في إهانتها وإنزال قدرها وقيمتها.
أختي الكريمة:
لا تصدقي أن زواجاً يمكن أن يتم عن طريق مكالمات هاتفية عابثة أبداًº لأن لسان حال أهل المعاكسات دائماً إذا طلب منهم الزواج هو:
كيف الوثوق بغـــــــــــرٍ, وكيف أرضى سبيله
من خانت العرض يوماً عهودها مستحيـــلة
فإذا كان هذا هو الرد غالباً فيجب على كل فتاة عاقلة يهمها شرفها وعفافها أن تبتعد عن مثل هذه العلاقاتº لكي لا تضطر لسماع مثل هذا الرد المؤلم، ولكي تحفظ شرفها وكرامتها ما دام الأمر بيدها، ولو فرض وتم الزواج عن طريق العلاقة بالمكالمات الهاتفية فإن مصيره غالباً إلى الضياع والفشلº لما سيصاحبه بعد ذلك من كثرة الشكوك والاتهامات.
ولا تصدقي أيضاً ما يردده أدعياء التقدم أو ما يسمون بدعاة تحرير المرأة من أنه لابد من الحب قبل الزواج، فالحب الحقيقي لا يكون إلا بعد الزواج، وما سواه فهو في الغالب حب مزيف مؤسس على أوهام وأكاذيب لمجرد الاستمتاع وقضاء الوطر، ثم لا يلبث أن ينهار فتنكشف الحقائق، ويظهر المستور.
أختي الكريمة:
إذا كنت تريدين السعادة في الدنيا والآخرة، وتريدين النجاة من سخط الله وعقابه، والفوز بجنته ورضاه، وأن تعيشي عزيزة كريمة في هذه الدنيا، إذا كنت تريدين كل ذلك فالتزمي بهذه النصائح:
احذري المكالمات الهاتفية؟ فإنها تسجل عند الله - تعالى-، ويسجلها شياطين الإنس "أدعياء الحب"، فيستخدمونها سلاحاً للضغط عليك، أو للنيل من سمعتك وعرضك.
احذري التصوير بشتى أنواعه فإنه علاوة على تحريمه ولعن صاحبه؟ فهو من أخطر الأسلحة التي يستخدمها ذئاب البشر لإرغام الضحية وتهديدها وافتراسها.
احذري كتابة الرسائل الغرامية؟ فهي أيضاً من وسائلهم في التهديد والضغط.
احذري المجلات، والروايات الهابطة، والأغاني الماجنة.
احذري أيضاً المسلسلات والأفلام الفاسدة المضللة، التي غالباً ما تكون سبباً للانحراف والفساد، واستبدلي ذلك بالكتب والمجلات النافعة والأشرطة الإسلامية التي تفيدك ديناً ودنيا.
احذري التبرج والسفورº فإن تبرج المرأة دليل على جهلها، وضعف إيمانها، ونقص في شخصيتها، وهو انحطاط وسقوط اجتماعي ونفسي، ودعوة إلى الفاحشة والفساد، وهو عمل يتنافى مع الأخلاق والآداب الإسلامية، وحافظي على حجابك؟ فإن الحجاب عفة وطهارة، وهو تشريف وتكريم لك، وليس تضييقاً عليك كما يزعم أهل الشر والفساد وأعداء الإسلام، وهو أعظم دليل على إيمانك وأدبك، وسمو أخلاقك، وهو تمييز لك عن الساقطات المتهتكات.
احذري جميع المعاصي والذنوبº فإنها - والله - سبب زوال النعم، وحلول النقم، ونزول المصائب، وهي سبب تعاسة الإنسان، وشقائه في الدنيا والآخرة.
وأخيراً:
تذكري - أختي الكريمة - أنك سترحلين عن هذه الدنيا عما قريب؟ فإن كنت قد ألممت بشيء من الذنوب فبادري بالتوبة النصوح منها قبل أن يحال بينك وبين التوبة؟ فإني والله لك من الناصحين، وعليك من المشفقين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد