إن الشيخ الرنتيسي لم يمت وإنما حي عند الله يرزق، قال - تعالى - [ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما آتاهم الله من فضله...] هم أحياء عند الله يرزقهم ويفرحون إلى يوم القيامة فمن أراد أن يحيا حياةً سعيدة فرحة بعد موته في الدنيا فعليه بالشهادة.
وأما من أراد أن يموت ثم يدفن في قبره فله ما أراد.
ولكن نفسي ونفوس المؤمنين تتوق للقاء الله ورزقه والحياة السماوية.
أيها المسلمون في أنحاء العالم...
أيها المسلم في العراق، أيها المسلم في الكويت، أيها المسلم في اندونيسيا، أيها المسلم في باكستان، أيها المسلم في الشيشان، أيها المسلم في السعودية، أيها المسلم في مصر، أيها المسلمون في كل أنحاء العالم...
نحن كالجسد الواحد نتألم لمصابنا هنا وهناك، نحن أخوة، لا فرق بين عربي وأعجمي، كلنا واحد وكلنا من آدم وآدم من تراب.
أنا لا أقول أين الأمة العربية فلا أمة عربية بل الأمة الإسلامية، لأن العرب ليسوا هم الإسلام، بل الإسلام دين أمة أعجمية وعربية.
لا رابطة لغة، أو وطن، نحن مسلمين وكفى، وطننا لا إله إلا الله، ولغتنا عقيدتنا الإسلامية.
يا أمتي، بالأمس القريب استشهد الشيخ أحمد ياسين، واليوم المجاهد الدكتور الرنتيسي، وقبل يومين يعلن بوش تخليه عن حق العودة للاجئين، وعن نقضه لعهود 68 التي نرفضها أصلاً.
أمتي قد علمت اليوم أنه لا حل إلا بالجهاد، الجهاد الجهاد، لا سلام كاذب وذليل رضوا، ولا سلام عادل رضوا، ولن يرضوا حتى بالاستسلام.
قال - تعالى - في كتابه [ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم] فالآن وقد علمتم أم لامناص ولا سلام، فبالله عليكم يا أهل السلام اصمتوا فقد سئمنا دعاواكم وهلموا والحقوا بركب الأمة بركب العزة والنصر أو الشهادة.
يا أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، خاتم الأنبياء والمرسلين، والله ما هذه الحال ترضي الله ولا نبيه، يا أمة محمد كفاكم لهواً وعبثاً، كفاكم سياحةً وكفاكم شهواتكم الماجنة.
إن الله - سبحانه وتعالى- يميز الصف المؤمن من المنافق، فمن أراد الإيمان فهو ميسر له، ومن أراد النفاق فسحقاً غير مأسوف عليه.
عليكم يا عباد الرحمن بالتوبة النصوح والعودة إلى الله فوالله ما بنا ليس من أمريكا بل هي سبب، والمشكلة الحقيقية هي من أنفسنا.
ولا تخافوا بطش أمريكا، ولا تخافوا يا حكام المسلمين بطش أمريكا، فالله أقوى وأقدر، الله ولي المؤمنين والكافرين لا مولى لهم، الله يمدنا بمدد من عنده، من كان الله معه فلا يخاف، من كان الله معه فقد انتصر، من كان الله معه فقد فاز وأفلح، من كان الله معه فقد أمن واطمأن...
إن كان الله معنا فنحن منصورون، هيا لنرضي الله - عز وجل -، ولنتب إليه، لنري الله من أنفسنا صدقاً وعملاً، هيا نعمر المساجد، ونبكر إلى الصلاة وصلاة الفجر، هيا نقرأ كلام ربنا ونعرفه ونفهمه، هيا فلتكن ألسنتنا رطبة بذكر الله، فلتكن ألسنتنا رطبة بذكر الله، فلتكن ألسنتنا رطبة بذكر الله.
هيا فلننفق نفقة من لا يخشى الفقر، لنعلم المحتاج، ولنعلم الجاهل، كل يقدم ما يستطيع.
كل منكم، ليجلس مع نفسه ويسأل نفسه، ما يمكن أن أقدم للدين، ماذا يمكن أن أقدم في سبيل الله؟
اسأل إذا لم تعلم ماذا تفعل ولا تقعد مع القوم الجامدين.
أيتها الأم المسلمة، أيها الأب المسلم، كفاكم تربيتكم الدنيوية، كفاكم تربية المال، كفاكم تميعاً للدين، أدوا الأمانة، علموا أبنائكم الدين، ربوهم على منهاج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ألا يكفيكم أن يلبسكم ربكم تاج الوقار؟
أيها الأب المسلم، أيتها الأم المؤمنة، إن الله وصى ببركما، والإحسان إليكما، فأحسنوا إلى الله كما حسن إليكم، فمن العيب والله أن توصوا بعصيان الله، أو أن تتجاهلوا دينكم العظيم.
أيها العلماء، اتقوا الله، اتقوا الله، اتقوا الله، إن الله محاسبكم وسائلكم يوم القيامة، فما أنتم قائلين له؟ كونوا على هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، انزلوا إلى الناس وعيشوا حياتهم، شاركوهم في أفراحهم وأتراحهم، وجهوا وربوا وعلموا، ولا تأخذكم في الحق لومة لائم، فوالله ما أموال في الدنيا يعقبها جحيم في القبر وجحيم في الآخرة خير من سجن في الدنيا ونعيم ورزق في القبر وحياة سعيدة في جنان تجري من تحتها الأنهار.
أيها الشباب والشابات، يا براعم المستقبل، يا صناع الغد المشرق، يا رافضين الذل، يا منتفضين على واقع أمتكم المرير، كفانا لهواً ولعباً، وتعالوا نجمع الكلمة ونوحد الصف، تعالوا نحمل هم الأمة، تعالوا ننهض بالأمة، تعالوا نخطط ونرتب ونعمل لنصرة هذا الدين، تعالوا نعلي كلمة الله والله معنا وناصرنا.
يا حكام المسلمين، رويدكم، ما هذه حياة نريدها، تباً إن كنا نرضى بالاحتلال وتباً لفجور ولهو والمسلمون يقتلون في كل ناحية.
مم تخافون؟! ما هذه القلوب الخاشعة المرهفة؟! أليس الله بأحق أن يخشى؟ ألا تخافون يوم أن تتوسدوا طينة القبور وتتركوا حسن القصور؟ الله أشد بطشاً من أمريكا، الله ولي المؤمنين، الله ينصر الذين آمنوا، كونوا من جنود الله فإن أبيتكم فأنتم جنود الكفر والضلال، سيحاسبكم ربي والله لن يضيع حسابكم ولن تنفعكم أموالكم وجنودكم.
هيا فلنوقظ تلك القلوب الساكنة، ولنحرك تلك الزلازل الثائرة ولنري الله من أنفسنا خيراً وصلى الله علي نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد