ها هي الدانمارك تعود مرة أخرى وتتجرأ بالسخرية والاستهزاء على أفضل وسيد الأنبياء والمرسلين - صلى الله عليه وآله وسلم -، وهو فعل لم يصدر عن قلة سفيهة في تلك الأمة، بل تواطأت (17) صحيفة، تمثل أغلب التوجهات في مجتمعهم لهذا الفعل المشين.
أساؤوا في فعلهم إلى رب العالمين - جل وعلا - وسبوا نبيه الخاتم وخير رسله، وهم بفعلهم هذا جرحوا كرامة كل مؤمن موحد على وجه الأرض ـ عدا المنافقين ـ ولم يكتفوا بهذا بل في هذه المرة يصرون على أن فعلهم صواب!! وإساءتهم لنبينا حرية يكفلها دستورهم (الجاهلي)!! .
ما ذكروه عن نبينا صلوات الله عليه ليس غريبا على أمة مثلهم، بدلت دينها وحرفته ثم رمته وراء ظهرها لتتبع شهواتها وأهوائها، بل ما ظهر على ألسنتهم قليل جدا بالنسبة لما تخفي صدورهم من حقد وكراهية وبغض لأمة الإسلام ولأي رسالة سماوية صحيحة!
أفتى الكثير من فقهاء المسلمين وعلمائها بمشروعية مقاطعة المنتجات الدانمركية لردعهم عن معاودة الكرة عن هذا الفعل القبيح، ولكن المصيبة أن الحكومات الإسلامية لم تتعاون بهذا الشأن!! فلا الدول الإسلامية قاطعت ولا أكثر المؤسسات التجارية!! بل حتى الكثير من »الجمعيات التعاونية« عندما رجعت وأدخلت المنتجات الدانمركية!! والسبب معروف.. لقد أصابهم »الوهن« فصاروا جزءا من الغثاء في هذه الأمة!!
إن الحكومات الإسلامية مستعدة لسحب سفرائها من أي دولة كانت إذا تعرضت هذه الدولة لرموزها أو شنت حملة إعلامية عليها، أما الطعن بنبي هذه الأمة وسبب هدايتها وعزها وخيرها فهذا الأمر يظهر أنه لا يعني حكومتنا الإسلامية!!.
إن على تجار المسلمين اليوم مسؤولية كبيرة في نصرة هذا الدين ونصرة نبيه، ان كانت فيكم غيرة على نبيكم فقاطعوا هذا الشعب واستبدلوا بضائعكم بأي بضاعة من أمة أخرى تحترم نبينا وديننا، واعلموا إنكم مسئولون أمام الله عن موقفكم اليوم فاتقوا الله ولا تخذلوا دينه.
وعلى الشعوب الإسلامية أن تستمر بالمقاطعة ولو صدر منهم أي »اعتذار« مكذوب، فعرض نبينا أغلى وأكبر من أن يلوثه »غادر« منهم ثم يعتذر!! وكنا في الحملة الأولى قد نبهنا أن المقاطعة يجب استمرارها وعدم التوقف عنها لتكون (الدانمارك) عبرة لغيرها، ومن قاطع أي منتج دانمركي فليحتسب الأجر عند الله في نصرة نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم -.
نواب البرلمانات الإسلامية والجمعيات والنقابات والأحزاب والتجمعات لهم دور كبير في هذه الفترة فضغوطاتهم على حكوماتهم تستطيع أن تجبرها على توجيه رسالة قوية إلى تلك الدولة » الساقطة «، وتحذيرها من التعرض لديننا ولنبينا.
العلماء الصادقون والدعاة المخلصون يستطيعون أن يناصحوا المسئولين في البلاد الإسلامية وولاة أمرها وان يبثوا فيهم الغيرة على مقدسات المسلمين وعلى شعائرنا الدينية، فان لم يكن للعلماء والدعاة دور هذه الأيام فمتى سيكون ونحن نرى »أحقر« و»أذل« الأمم تتحدى مشاعر وتجرح كرامة أكثر من مليار مسلم على وجه الأرض!!
نحن لا ندعو إلى »الغوغائية« في الاستنكار، ولا العشوائية في الردود، ولا نحرض الجماهير على ردة فعل متحمسة تجر الأضرار على المسلمين أكثر مما تنفعهم خصوصا وان الملايين منهم يعيشون في بلاد الغرب اليوم، وربما يجدون حرية في دينهم وأمنا على أنفسهم أكثر من كثير من البلاد الإسلامية!!
ولكننا ندعو أيضا إلى ترك السلبية، وعدم الاستهانة بالحدث، فالعدو يحمل في قلبه الكثير من الحقد لامتنا ولديننا، ونحن ما زلنا نعيش في فجوة كبيرة بين الشعوب المسلمة وبين حكامنا، وما زال تأثيرنا أقل بكثير من أعدادنا في الأرض أو حجم إمكانياتنا، فهل يعقل أن يدافع »البوذيون« عن أصنامهم ولا نحرك ساكنا في الدفاع عن "نبينا"!!. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!!..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد