اعتذار ناقص للفاتيكان عن إساءات بنديكت وتواصل الاستنكار العربي والإسلامي


 

بسم الله الرحمن الرحيم

تواصلت ردود الأفعال الغاضبة والمستنكرة للتصريحات المسيئة للإسلام التي قالها بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر خلال زيارة لألمانيا الأسبوع الجاريº حيث طالبه العديد من القادة والزعماء والعلماء العرب والمسلمين بتقديم اعتذار عنها، فيما سارع الفاتيكان لإصدار بيان لاحتواء غضبة العالم العربي والإسلامي قال فيه إنَّ البابا لم يقصد الإساءة إلى الإسلام!!.

وقد كان هناك اهتمام كبير بتصريحات فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ محمد مهدي عاكف في هذا الشأن، وأوردت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام تقارير صحفية عن موقف الإخوان في هذا الصدد.

وقالت (رويترز) إنَّ بيانًا نُشر في الموقع الرسمي للإخوان المسلمين على شبكة الإنترنت (إخوان أون لاين) استغرب فيه فضيلة المرشد العام أن تصدر مثل تلك الأقوال من شخصية تجلس على قمة الكنيسة الكاثوليكية ولها تأثيرها على الرأي العام في الغرب.

كما قالت شخصية دينية بارزة في تركيا إنه يجب على البابا أن يُعيد النظر في رحلة يزمع القيام بها إلى تركيا في وقت لاحق من هذا العام، ونقلت وكالة أنباء (الأناضول) عن علي برداكاوغلو رئيس الإدارة العامة للشئون الدينية في أنقرة وصفه كلمات البابا بأنها "مؤسفة للغاية".

وقال برداكاوغلو: "لا أرى أي فائدة في أن يزور العالم الإسلامي شخص هذا رأيه في نبي الإسلام الكريم، يجب عليه أولاً أن يُخلِّص نفسه من مشاعر الكراهية"، مضيفًا إن تلك التصريحات "تُعيد إلى الأذهان الفظائع التي ارتكبها الصليبيون الكاثوليك في العصور الوسطى باسم الدين ضد المسيحيين الأرثوذكس واليهود والمسلمين أيضًا".

وكان الداعية الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- قد رفض تعليقات البابا وقال إنَّ الإسلام هو دين السلام والعقل، وأضاف: "المسلمون لهم الحق في أن يشعروا بالغيظ والألم من كلام أكبر رجل دين في المسيحية، نطالب البابا بالاعتذار إلى أمة الإسلام لأنَّه أساء إلى دينها وإلى نبيها وإلى عقيدتها".

وفي وقت سابق وصفت المتحدثة باسم الخارجية الباكستانية تسنيم أسلم تلك التصريحات بأنَّها تنم عن جهل بالمبادئ الأساسية للإسلام، وقالت إنَّ ما صدر عن بابا الفاتيكان يؤسَف له وينم عن التحيز.

وقالت: "إنَّ المسلمين هم من أسسوا للعلوم كافة وأناروا الشموع حينما كان الظلام والجهل يلفان العالم، الإسلام هو دين الفطرة والعقل والإنسانية ويحث أتباعه على ذلك، لذا فمن المستهجن أن يقول قائل اليوم إنَّ الإسلام لا يعترف بالمنطق وإنَّه اعتمد السيف في نشر الدعوة".

من جهة أخرى اعتبر رئيس المحاكم الشرعية السنّية العليا بلبنان ما قاله البابا في حق العقيدة الإسلامية "كلامًا خطيرًا"، ودعاه للاعتذار عن ذلك، واعتبر الشيخ محمد كنعان في تصريحات لقناة (الجزيرة) الفضائية أنَّ تلك التصريحات تنم عن انحياز البابا الكامل للصهيونية، محذرًا من أنَّ من شأن تلك التصريحات أن تُغذِّي مشاعر الكراهية.

أما عالم اللاهوت المسيحي الألماني هانز مونج فقد رأى في تعليق أوردته وكالة الأنباء الألمانية أنَّ هذه التصريحات لن تلقى بالتأكيد ترحيبًا لدى المسلمين وتستوجب توضيحًا عاجلاً.

وفي محاولة لاحتواء غضبة العالم العربي والإسلامي أصدر الفاتيكان بيانًا قال فيه "إنَّ البابا لم يقصد مطلقًا الإساءة إلى الإسلام"، وقال المكتب الصحفي للفاتيكان في هذا البيان "لم يكن في نية البابا بالتأكيد إجراء دراسة متعمقة للجهاد والفكر الإسلامي بشأنه".

وأضاف بيان كبير المتحدثين باسم الفاتيكان فيدريكو لومباردي: "من الواضح أنَّ نية البابا هي تشجيع موقف من الاحترام والحوار تجاه الأديان والثقافات الأخرى ومن الواضح أنَّ ذلك يشمل الإسلام"، وأوضح أنَّ قراءة متأنية لمحاضرة البابا ستظهر أنَّ "ما يعني البابا فعلاً هو رفض واضح وجذري للدوافع الدينية للعنف"..

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply