أحبتي في الله... مات الحبيب.. مات رسول الله.. مات سيد الخلق... مات حبيب الرحمن - صلى الله عليه وسلم -... وقد تعهد الله - عز وجل - أن يرفع له ذكره.. كما تعهد- جل جلاله- أن يقطع ويبتر ذكر من سبه أو شنأه.. ولا راد لأمر الله - عز وجل -... أحبتي في الله... لا يضر السحاب نبح الكلاب... ولا يضر السماء أن تمتد إليها يد شلاء... وإن الذي يبصق إلى السماء يحتاج إلى غسل وجهه..
إن الذي حدث اليوم يذكرنا بما حدث بالأمس.. عندما كان الكافرون يريدون سب النبي - صلى الله عليه وسلم - فيغيرون اسمه ويسبون مذممًا.. فيقول النبي - صلى الله عليه وسلم - " أَلَا تَعجَبُونَ كَيفَ يَصرِفُ اللَّهُ عَنِّي شَتمَ قُرَيشٍ, وَلَعنَهُم يَشتِمُونَ مُذَمَّمًا وَيَلعَنُونَ مُذَمَّمًا وَأَنَا مُحَمَّدٌ ".. وهذا ما حدث اليوم بالضبط عندما أراد هؤلاء المجرمون الاستهزاء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فرسموا صورًا هي أبعد ما يكون عن الواقع.. وإن الله ناصرٌ نبيه ولا بد..
أحبتي في الله.. قال الله "قَد بَدَتِ البَغضَاء مِن أَفوَاهِهِمº وَمَا تُخفِي صُدُورُهُم أَكبَرُº قَد بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُم تَعقِلُونَ" وملة الكفر واحدة فهم كما قال خالقهم " وَلَن تَرضَى عَنكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم" هذا قول ربهم.. الذي هو أعلم بهم من أنفسهم.. فسب النبي وكراهته وسب المسلمين وحربهم أمر قديم حديث، وهل نسيتم ما قاله أحفاد القردة والخنازير - لعنهم الله - من قبلº عندما قالوا "محمد مات، خلف بنات"؟؟ والنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يعيش بيننا الآن.. فهم بسبهم له - صلى الله عليه وسلم - إنما يسبون أتباعه وإساءتهم إنما هي إساءة لكل مسلم ينتسب للنبي - صلى الله عليه وسلم -. ولنصرة النبي المختار هناك أمور منها:
1- مجاهدة النفس بأن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - أحب عندك من نفسك وأهلك والناس أجمين قال الله "قُل إِن كَانَ آبَاؤُكُم، وَأَبنَآؤُكُم، وَإِخوَانُكُم، وَأَزوَاجُكُم، وَعَشِيرَتُكُم، وَأَموَالٌ اقتَرَفتُمُوهَا، وَتِجَارَةٌ تَخشَونَ كَسَادَهَا، وَمَسَاكِنُ تَرضَونَهَا، أَحَبَّ إِلَيكُم مِّنَ اللّهِ، وَرَسُولِهِ، وَجِهَادٍ, فِي سَبِيلِهِº فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأتِيَ اللّهُ بِأَمرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهدِي القَومَ الفَاسِقِينَ". وقَالَ النَّبِيٌّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يُؤمِنُ أَحَدُكُم حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيهِ مِن وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجمَعِينَ... ولن يكون ذلك إلا بــــ 2- " قُل إِن كُنتُم تُحِبٌّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ اللّهُ، وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم... " فلن يثبت حبه إلا بإتباعه - صلى الله عليه وسلم - في كل شيء.. فاحفظ أوامر الله ورسوله.. وذلك بفعل ما أمرك به.. والانتهاء عما نهاك عنه.. والوقوف عند الحدود فلا تتجاوز ما أمر به الله ورسوله إلي ما نهي عنه الله ورسوله.. فمن فعل ذلك فهو ممن حقق صدق الإتباع.. حبيبي في الله إن استطعت ألا تحك جلدك إلا بأثر فأفعل...
3- الدفاع عن سنته ومنهجه وأتباعه بكل ما تملك من قوة، فلن يسألك الله عما لا تملك.. ولكن سوف يسألك عما تملك.. فقدم ما تملك فداءًا لدين الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.
4- الدعوة إلي دينه... وبفضل الله وسائل الدعوة كثيرة جدًا في هذه الأزمنة.. تستطيع أن تشتري خمسين شريطًا يتحدث عن حبيبك - صلى الله عليه وسلم - وتقوم بتوزيعه علي المسلمين وليكن "قلب موصول بحب الرسول" للشيخ محمود المصري، ولن يكلفك ذلك إلا مائة جنيه فقط.. أو شراء 4 نسخ من كتاب "السيرة النبوية" للشيخ علي الصلابي أو محمود المصري بسعر مائة جنيه فقط.. ألا يستحق حبيبك دفع مائة جنيه لنصرته؟؟؟ !!.
5- المقاطعة فكريًا.. قبل أن تقاطع اقتصاديًا. لا بد أن تقاطع الفكر.. الغرب يسب نبيك أيها المسلم فكيف تقلده، كيف تعتز به.. ثم المقاطعة الاقتصادية لجميع البضائع الغربية بلا استثناء علي قدر المستطاع.. واعلم أن حب النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس كلامًا تنطق به الألسنة دخانًا يطير في الهواء..
أتحب أعداء الحبيب وتدعي *** حبًا لهº ما ذاك في الإمكان
وكذا تعادي جاهدًا أحبابه *** أين المحبة يا أخا الشيطان؟
إن المحبة أن توالي من تحب *** على محبته بلا نقصان
فإن ادعيت له المحبة مع خلافك *** من تحب فأنت ذو بهتان
6- اجتهد في مكانك... الطبيب في عيادته.. التاجر في متجره.. الطالب في دراسته.. المهندس في مصنعه.. الفلاح في أرضه.. والمرأة في بيتها تربي أولادها وترعي زوجها... وكلنا نجتهد في الدعوة إلي الله.. وذلك بالأمر بالمعروف بمعروف والنهي عن المنكر بغير منكر.
7- التعرف على أعظم شخصية عرفتها الأرض، وذلك بمطالعة كتاب من كتب السيرةº فاجتمع وأسرتك على دراسة سيرته - صلى الله عليه وسلم -.
8- الإكثار من الصلاة والسلام عليهº قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "مَن صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةًº صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ عَشرَ صَلَوَاتٍ,، وَحُطَّت عَنهُ عَشرُ خَطِيئَاتٍ,، وَرُفِعَت لَهُ عَشرُ دَرَجَاتٍ, " صحيح برقم 6359 في صحيح الجامع.
9- دعوة الشرق والغرب بهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - إلي الدين.. وادعوهم بلغتهم.. لا تكن كالذي يؤذن في الصحراء.. أيها الأحبة.. انصر نبيك بالتوبة إلي الله تعالي من جميع الذنوب.. انصر نبيك وحافظ علي الصلوات وخاصة صلاة الفجر.. انصري نبيك وألبسي الحجاب... انصر نبيك واجتهد في دراستك وفي موطن عملك.
أيها الأحبة: يجب علينا أن نجدد بيعة العقبة الثانية والتي بنودها:
قال الصحابة: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَامَ نُبَايِعُكَ قَالَ تُبَايِعُونِي عَلَى:
1- السَّمعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ وَالكَسَلِ.
2- وَالنَّفَقَةِ فِي العُسرِ وَاليُسرِ.
3- وَعَلَى الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَالنَّهيِ عَن المُنكَرِ.
4- وَأَن تَقُولُوا فِي اللَّهِº لا تَخَافُونَ فِي اللَّهِ لَومَةَ لَائِمٍ,.
5- وَعَلَى أَن تَنصُرُونِيº فَتَمنَعُونِي إِذَا قَدِمتُ عَلَيكُم مِمَّا تَمنَعُونَ مِنهُ أَنفُسَكُم وَأَزوَاجَكُم وَأَبنَاءَكُم. وَلَكُم الجَنَّةُ. قَالَ فَقُمنَا إِلَيهِ فَبَايَعنَاهُ " رواه أحمد بإسناد صحيح لغيره.
وأنت هل تبايع؟؟!! حبيبي في الله هذه يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -... ألا تبايعه وبنود البيعة معروفة. نريد أن نثبت لليهود أن محمد - صلى الله عليه وسلم - لم يخلف بنات بل خلف رجالاً أطهارًا تحترق قلوبهم نصرة لدين نبيهم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد