بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن القرآن هو أعظم مصادر النور والإيمان، والهدى واليقين وقد أمرنا ربنا عز وجل أن ندعو إلى الله به وأن نعظ الناس وأن نذكِّرهم بهداه، قال عزَّ وجلَّ ﴿فذكِّر بالقرآن من يخاف وعيد﴾ ومن منن الله على إمام المسجد أن أعطاه حق قيادة الناس في هذه الشعيرة، وحق اختيار الآيات التي يقرؤها، وحق الإطالة وعدم الإطالة "بضوابطها"، وهذا شرف كبير يحمل في ثناياه مسؤولية ليست باليسيرة.
ولئلا أطيل... أكتفي بهذه النصيحة المختصرة إلى إمام المسجد فأقول:
يا إمام المسجد، حرِّك قلوب الناس بالقرآن، وذلك بالعناية بالترتيل، وحسن الأداء، والوقف والابتداء، ومحاولة تعلُّم التلاوة المفسَّرة التي تفرِّق بين الخبر والاستفهام والوعد والوعيد وغير ذلك، وحرِّك قلوبهم وأرواحهم بترديد الآية إن احتاج المقام إلى ترديدها، فقد فعله النبي ﷺ في قيام الليل، وفعله جمع من السلف الصالح ومن مأثور القول عن ابن عباس وابن مسعود: قفوا عند عجائب القرآن وحركوا به القلوب.
أما القراءة المفسَّرة ففنٌّ يحتاج إلى دربة وتعلُّم، وهو نافع جداً للقارئ والسامع، وقد كان معروفاً كذلك عند السلف الصالح رضوان الله عليهم،
قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلَّام المتوفى ٢٢٤هـ: كان السلف يستحبون للقارئ إذا أتى على هذه الآية ﴿أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا...الخ﴾ أن يرفع بها صوته.
وفي الجملة... فإن الإمام إذا اعتنى بتلاوته واستحضر نية نفع الناس بهذه التلاوة رُجي في تلاوته البركة ومنها الخير والنفع، فإن مواعظ القرآن أعظم المواعظ وهداه أتم الهدى وأوفاه،
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر، فإنه جامع لجميع منازل السائرين، وأحوال العاملين، ومقامات العارفين، فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لانشغلوا بها عن كل ما سواها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد