بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هل سمعتم بفاطمة بنت عيَّاش تلك التي كان شيخ الإسلام يتهيأ لها ويستعد لقوة علمها بل كانت تستحضر أكثر المغني؟
وكانت مع ذلك تفعل ما يعجز عنه الرجال!
استمتع بشيء من سيرتها حتى تعرف فضلها وكيف استطاعات أن تضع بصمتها ففاح عبيرها حتى سطر التاريخ لنا مآثرها وأخبارها .
اسمها ونسبها ووفاتها :
هي: فاطمة بنت عيَّاش بن أبي الفتح البغدادية الحنبلية توفيت سنة ٧١٤ هـ .
قال ابن كثير -رحمه الله -:
"وفي يوم عرفة توفيت الشيخة الصالحة العابدة الناسكة أم زينب فاطمة بنت عيَّاش... وكانت من العالمات الفاضلات تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقوم على الأحمدية في مؤاخاتهم النساء والمردان، وتنكر أحوالهم وأحوال أهل البدع وغيرهم، وتفعل من ذلك ما لا يقدر عليه الرجال
وقد كانت تحضر مجلس الشيخ تقي الدين ابن تيمية فاستفادت منه ذلك وغيره، وقد سمعت الشيخ تقي الدين يثني عليها ويصفها بالفضيلة والعلم، ويذكر أنها كانت تستحضر كثيرا من المغني أو أكثره، وأنه كان يستعد لها من كثرة مسائلها وحسن سؤالاتها وسرعة فهمها
وهي التي ختَّمت نساء كثيرا القرآن منهن أم زوجتي عائشة زوجة الشيخ جمال الدين المزي ".
البداية والنهاية (18 / 140).
قال الصفدي -رحمه الله -:
"الشيخة المفتية العالمة الزاهدة العابدة أم زينب البغدادية الحنبلية الواعظة .
كانت تصعد المنبر وتعظ النساء، فينبن لوعظها، ويقلع من أساء، وانتفع بوعظها جماعة من النسوة، ورقت قلوبهن للطاعة بعد القسوة، كم أذرت عبرات، وأجرت عيونًا من الحسرات كأنها ورقاء أيكة على فننها، وحمامة تصدح في أعلى غصنها .
وكانت تعرف الفقه وغوامضه الدقيقة ومسائله العويصة.. وكان ابن تيمية رحمه الله تعالى يتعجب من عملها، ويثني على ذكائها وخشوعها وبكائها.
وبحثت مع الشيخ صدر الدين بن الوكيل في الحيض وزخرت بحر علومها وماجت وراجت عليه ثم قالت: أنت تدري -تعرف- هذا علمًا، وأنا أدريه علمًا وعملًا .
وحكى لي غير واحد أن الشيخ تقي الدين بن تيمية قال: بقي في نفسي منها شيء، لأنها تصعد المنبر، وأردت أن أنهاها، فنمت ليلة، فرأيت النبي ﷺ في المنام، فسألته عنها. فقال: امرأة صالحة .
أعيان العصر للصفدي (2 / 170)
وقال ابن حجر -رحمه الله -:
"فاطمة بنت عيَّاش بن أبي الفتح البغدادية أم زينب الواعظة كانت تدري الفقه جيدا وكان ابن تيمية يثني عليها ويتعجب من حرصها وذكائها وانتفع بها نساء أهل دمشق لصدقها في وعظها وقناعتها ثم تحولت إلى القاهرة فحصل بها النفع وارتفع قدرها وبعد صيتها وكانت قد تفقهت عند المقادسة بالشيخ ابن أبي عمر وغيره وقل من أنجب من النساء مثلها ماتت ليلة عرفة سنة 714 هـ".
الدرر الكامنة (4 / 265).
قال الذهبي -رحمه الله- في العبر في وفيات سنة 714 هـ :
"وماتت العالمة الفقيهة الزاهدة القانتة سيدة نساء زمانها الواعظة أم زينب فاطمة بنت عيَّاش البغدادية الشيخة في ذي الحجة بمصر عن نيف وثمانين سنة وشيعها خلائق انتفع بها خلق من النساء وتابوا وكانت وافرة العلم قانعة باليسير حريصة على النفع والتذكير ذات إخلاصٍ وخشيةٍ وأمرٍ بالمعروف انصلح بها نساء دمشق ثم نساء مصر وكان لها قبول زايد ووقع في النفوس رحمها الله".
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد