أبو عبيدة بن الجراح

2.1k
2 دقائق
16 صفر 1439 (06-11-2017)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

أحد السابقين الأولين، ومن عزم الصّديق على توليته الخلافة، وأشار به يوم السقيفة؛ لكمال أهليته عند أبي بكر.

يجتمع في النسب هو والنبي في فهر.

شهد له النبي بالجنة، وسماه: أمين الأمة، ومناقبه شهيرة جمة.

أبلى يوم أحد بلاء حسنا، ونزع يومئذ الحلقتين اللتين دخلتا من المغفر في وجنة رسول الله من ضربة أصابته، فانقلعت ثنيتاه، - فأصبح بعدها اثرم- فحسن ثغره بذهابهما، حتى قيل: ما رئي هتم قط أحسن من هتم أبي عبيدة .

وقال أبو بكر الصديق وقت وفاة رسول الله بسقيفة بني ساعدة:

قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين: عمر، وأبا عبيدة.

وكان أبو عبيدة معدودا فيمن جمع القرآن العظيم.

عن عمرو بن العاص، قال:

قيل: يا رسول الله! أي الناس أحب إليك؟

قال: (عائشة) .

قيل: من الرجال؟

قال: (أبو بكر) .

قيل: ثم من؟

قال: (ثم أبو عبيدة بن الجراح) .

عن جابر، قال: كنت في الجيش الذين مع خالد، الذين أمد بهم أبا عبيدة وهو محاصر دمشق، فلما قدمنا عليهم قال لخالد: تقدم، فصل، فأنت أحق بالإمامة؛ لأنك جئت تمدني.

فقال خالد: ما كنت لأتقدم رجلا سمعت رسول الله يقول: (لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة: أبو عبيدة بن الجراح) .

وكان أبو عبيدة موصوفا بحسن الخلق، وبالحلم الزائد، والتواضع. -ضع خطين تحت الحلم الزائد -

بلغ عمر أن أبا عبيدة حصر بالشام، ونال منه العدو، فكتب إليه عمر: أما بعد، فإنه ما نزل بعبد مؤمن شدة، إلا جعل الله بعدها فرجا، وإنه لا يغلب عسر يسرين: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا}الآية [آل عمران: ٢٠٠] .

قال: فكتب إليه أبو عبيدة: أما بعد، فإن الله يقول: {أنما الحياة الدنيا لعب ولهو}، إلى قوله: {متاع الغرور}[الحديد: ٢٠] .

قال: فخرج عمر بكتابه، فقرأه على المنبر، فقال: يا أهل المدينة! إنما يعرض بكم أبو عبيدة أو بي، ارغبوا في الجهاد .

قدم عمر الشام، فتلقاه الأمراء والعظماء.

فقال: أين أخي أبو عبيدة؟

قالوا: يأتيك الآن.

قال: فجاء على ناقة مخطومة بحبل، فسلم عليه، ثم قال للناس: انصرفوا عنا.

فسار معه حتى أتى منزله، فنزل عليه، فلم ير في بيته إلا سيفه وترسه ورحله.

فقال له عمر: لو اتخذت متاعا، أو قال: شيئا.

فقال: يا أمير المؤمنين! إن هذا سيبلغنا المقيل.

عن مالك: أن عمر أرسل إلى أبي عبيدة بأربعة آلاف، أو بأربع مائة دينار، وقال للرسول: انظر ما يصنع بها.

قال: فقسمها أبو عبيدة، ثم أرسل إلى معاذ بمثلها.

قال: فقسمها، إلا شيئا قالت له امرأته نحتاج إليه، فلما أخبر الرسول عمر، قال: الحمد لله الذي جعل في الإسلام من يصنع هذا. أما الان والله المستعان نجد بعض الدعاة اذا اتاهم المال من الامراء والتجار يسافرون بها ويتمتعون بها، وكأن الدعوة اصبحت تجارة-

كان أبو عبيدة يسير في العسكر، فيقول: ألا رب مبيض لثيابه، مدنس لدينه! ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين! بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات.

قال أبو حفص الفلاس: توفي أبو عبيدة في سنة ثمان عشرة، وله ثمان وخمسون سنة،

-أي ان اباعبيدة اسلم وعمره تقريبا 27 سبعة وعشرين سنة-

كل مابين الخطين من تعليقاتي

والباقي اختصرته من سير اعلام النبلاء.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين


مقالات ذات صلة


أضف تعليق