بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الإسلام دينٌ بُني من لحظاته الأُولى على العلم والأمرِ به، وكذلك حثَّ أتباعَه على التخلق بأجمل الأخلاق، والتحلي بشريف العادات، وكان المسلمون يعيشون عقيدتَهم ودينَهم مترجمًا للواقع، في تجارتهم ومتاجرهم، تمشي في أفعالهم وتُطبَّق على أقوالهم، قبلَ أنْ يُوجبوها بمحاكمهم !
كانت العقيدة الإسلامية هي مناهجُ تُطبَّق، ومعلوماتٌ يتحلى بها صاحبُها، فتجعله إنسانًا يفوق مَن حولَه أدبًا وخلقًا وأمانة، وهذا هو المقصد الأسمى من دراسة العقيدة، فالذي يعتقد أن الله هو البصير والسميع والعليم كيف يغش؟! وكيف يكذب؟! وكيف لا يكون تاجرًا صدوقًا؟! وكيف لا يغدو بائعًا أمينًا؟!
هذه العقيدة العملية التي جعلت الملايين من بني آدم يدخلون في دين الله أفواجًا، هذه العقيدة التي تجمع ولا تُفرِّق، وتَرفع شأنَ المسلمين ولا تُمزِّق !
ومن بركات العقيدة العملية، والأخلاق الإسلامية، دخل نورُ الإسلام إلى ماليزيا عبرَ تجار الهند والسند واليمن، وسطعت شمسُ العدل في بلاد جنوب شرق آسيا، وذلك في القرن السابع الهجري.
ولا زال الإسلام في ماليزيا بصحيفة أولئك الذين تاجروا مع الله فربحتْ تجارتهم، وطبقوا الإسلامَ عملًا فنفعتْهم عقيدتُهم، وهكذا فلتكن أيها المسلم: صاحبَ تجارة دنيوية ودينية، اعمل الخير وانشر نورَ الهداية وامشِ ولا تلتفت، والله هو المجازي والمكافي ...
وغدتْ ماليزيا اليوم دولة حضارية صناعية حديثة، تقول للعالم كلِّه: الإسلامُ دينُ العلم والحضارة، وإنما يُراد للمسلمين ألا يكونوا متحضِّرين !
وقد وصلتُ اليومَ -ولله الحمد- إلى دولة ماليزيا؛ لمذاكرة بعض كتب الحديث والسنة مع إخواني وأهلي من طلبة العلم فيها.
اللهم أنزلْني منزلًا مباركًا، واجعلْ لي مِن لدنك وليا، واجعلْ لي من لدنك نصيرًا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد