بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أحبابنا الأعزاء.. إن الطريق الذي سلكتموه والمنهج الذي اخترتموه ووفقكم الله تعالى له لهو من أعظم المناهج والطرق الموصلة للرسوخ في العلم.. منهج التأصيل والتفريع هذا من أهم المناهج التي يتميز بها الطالب عن أقرانه ممن اقتصروا على دراسة الفروع فقط.. ولكنه منهج يحتاج إلى عدة أمور...
أولًا:
يحتاج إلى حفظ الأدلة.. القرآن كاملًا.. وما تيسر من السنة.. كبلوغ للمرام أو عمدة الأحكام.. ونحوها.. لا بد من حفظ الدليل وإلا فستضعف الاستفادة من هذه الطريقة.
ثانيًا:
جمع القواعد وجردها وحفظ نصوصها وكثرة الاطلاع على ما كتب فيها وأحسن ما ينبغي الاطلاع عليه كتاب الأشباه والنظائر للسيوطي وشروح قواعد الشيخ ابن سعدي وابن عثيمين.. وكتب القواعد التي تخص مؤلفات أبي العباس ابن تيمية فقد استخرجت هذه القواعد في رسائل ماجستير ودكتوراه.. من باب الطهارة إلى آخر الفقه.
وأنا ولله الحمد أقتنيها كاملة.. فاقتنوها وانتفعوا بها.. مع ما قيدته في هذا الباب من المؤلفات التي لا تخفى عليكم...
ثالثًا:
الحرص على اختيار كتاب فقهي يكون مدربا لك على تخريج الفروع على الأصول.. تقرأ فيه دائما وتقيد فوائده وتخرج فروعه على الأصول التي عندك.. وكلما انتهيت منه أعدته.. وهكذا وإن احتجت إلى الازدياد من شرح مسائله فراجع المطولات في مسألة بعينها وما استفدته من هذه المطولات فقيده في كتابك الفقهي المختار.. وإن من أحسن ما استفدت منه حاشية الروض المربع لابن قاسم فهي تجمع لك الزاد والروض مع التعليقات النفسية لا بن قاسم.. فاشدد على هذا الكتاب بيديك.. ففيه من الفوائد واختيارات أبي العباس وابن القيم ما ليس في غيره.. كلما أنهيته قراءة وفهما أعدته وهكذا حتى تموت.
رابعًا:
كثرة مذاكرة الطلاب في شأن القواعد والفروع وجزيئات الأدلة حتى تكون عندك ملكة تأصيلية قوية..
خامسًا:
أن تكثر من دعاء الله تعالى بأن يفتح لك أبواب العلم والفهم والحفظ.. فأقسم بالله أن الدعاء أعظم سبب في تحصيل العلم وضبطه وفهمه.. وفقكم الله جميعا للعلم النافع والعمل الصالح.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد