الأفلام ومشاهدتها


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

لكثرة الأسئلة حول حكم مشاهدة الأفلام سأحاول تلخيص وجهة نظرى فى هذا الموضوع.

لدينا ثلاثة مكونات أساسية للنظر الشرعى فى مسألة الأفلام، وهى بالترتيب من أشدها تأثيرًا لأضعفها تأثيرًا:

أولًا: العرى والمحتوى الجنسى للأفلام، وكلمة المحتوى الجنسى تشمل القبلة فما فوقها من الاتصال بين الرجل والمرأة، وتشمل أيضا الألفاظ ونحو ذلك.

ثانيًا: الموسيقى والخلاف المعروف فى حكمها وكون أكثر فقهاء المسلمين على تحريمها.

ثالثًا: التمثيل نفسه والخلاف المعروف فى حكمه.

ملحوظة: استبعدت جهات أخرى للنظر مثل التأثير الثقافى ونحوها لأنها لا تختص بالأفلام وليست من المؤثرات فى الحكم أصالة.

بعد ذلك هناك جهات متعددة للنظر فى الموضوع:

الجهة الأولى: الذى يقول بتحريم الموسيقى أو التمثيل فاشتمال الأفلام على محرمات موضوع منتهى بالنسبة له فضلا عن العرى.

الجهة الثانية: الذى لا يرى تحريم الموسيقى أو التمثيل، سيبقى لديه جنس معين من الأفلام وهو الذى يخلو تماما من المحتوى الجنسى وكشف العورات الرجالية والنسائية وهو الذى يخلو من المرأة تماما مثل فيلم : 12 angry man

أو الذى يكون حضور المرأة فيه نادراً جدا وبدون مضمون جنسى مثل:

saving private ryan

ومثل ذلك أيضا كثير من أفلام الأنيمشن والكارتون.

ومن الواضح أن مثل هذه الأفلام قليلة، وإذا التزم هو بأن يشاهدها هى فقط فالواقع أنه لم يتلبس بمحرم يؤاخذه الله عليه، ما دام مطمئنا إلى عدم حرمة الموسيقى أو التمثيل.

الجهة الثالثة: من ينتقل من مجموعة الأفلام السابقة إلى الأفلام التى تشتمل على محتوى جنسى لكن يتفاداه إما عن طريق الأفلام التى تم تقطيعها رقابيا وإما عن طريق تفاديها بالتقديم وإما لكون المشاهد امرأة فلا يضرها ظهور بعض عورات النساء التى لا تعد عورات بالنسبة للمرأة.

والحقيقة أن القول بأن الأفلام بهذه الصورة ستخلو من محرمات هو أمر غير واقعى، ولا يمكن التحرز منه، وإن تم التحرز مرة فلن يمكن التحرز أخرى.

وبالتالى فالذى نقرره أن مشاهدة الأفلام بهذه الصورة لا تخلو من محرمات.

بالتالى فكل المستويات التى فوق هذا المستوى والتى تتدرج حتى نصل للمشاهدة المفتوحة لأفلام كثيفة المحتوى الجنسى وغير مقطعة رقابيا= ستكون هذه المستويات كلها محرمة لاشتمالها على محرمات النظر على الأقل.

فباستثناء الجهة الثانية المذكورة بالأعلى وبشرط كونك لا تحرم التمثيل أو الموسيقى= فمشاهدة الأفلام بكافة أنواعها حرام، ومنزلتها من المحرمات أنها من صغائر الذنوب، وهذا ليس تهوينا منها لكنه فقط وضع للأمور فى نصابها.

هل يمكن أن يسقط هذا التحريم لمن احتاج لمشاهدة بعض الأفلام لضرورة علمية أو بحثية؟

الجواب: نعم، لكن يقدر هذا بقدره فتوضع الحاجة البحثية فى كفة ومستوى المحرمات فى الفيلم فى كفة مع مراعاة طبيعة الشخص ومناطق قوته وضعفه، وينظر فى الحكم والترجيح.

يبقى أمران:

الأول: الواقع أن أفلام النوع الأول غالبا تجر للنوع الثانى وغالبا تجر لما فوقها، والسينما وحش ضارى تستولى على حياة الشخص وخيالاته وتكاد تشكل حياته وتطبيع العلاقة معها يؤثر كثيرا على تدين الشخص وتعلقه بالوحى واهتمامه بمعالى الأمور. والعاقل لا بد أن ينتبه لهذا ولا يقرر أحكاما رياضية.

الثانى: من غلبته نفسه فى شىء من هذا فليقل: إنى أقع فى ذنب يغلبنى وأستغفر الله، وليتعامل مع هذا على أنه من جوانب النقص فيه التى يقر بها، هذا أحب إلى من أن يتكلف تحليل ما حرم الله بتحريف الوحى، فمعصيتك التى تقر بها أهون عند الله من طلب إراحة الضمير بتحريف الدين.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply