اللبس الباكستاني والرياضة النسائية


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:  

تقوية جسم المؤمن والمؤمنة من أعظم مطالب الشرع،فوجود القوة مؤشرة الصحة، والصحة ضمان عملي لكل عمل يقوم به جسم المسلم والمسلمة، ومن هنا كان المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف، فقد صح من قوله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير...)

ومن المعلوم من الدين بالضرورة أن خطاب الشارع للذكور يشمل الإناث، ما لم يكن خاصا بأحد الجنسين، فالحديث السابق يشمل المؤمنات مثل شموله للمؤمنين دون فارق أو اختصاص، إذن الشارع يريد رؤية القوة في ذكور المؤمنين وإناثهم.

ومن أعظم ما يكسب القوة في الجنسين الرياضة بشتي أنواعها، كرياضة الجرى ورياضة القفز ورياضة ركوب الخيل، ورياضة الانحناء  إلى الامام أو الخلف أو أحد الجنبين، ورياضة الرمي، ورياضة سباق السيارات والدراجات النارية والهوائية.....

بما أن الغرب هو القائد، وفي يده كل مفاتيح القيادة العالمية، وأما الأمم الأخرى فلا تملك إلا اتباعه رغبة أو رهبة، ولقيادته الرياضية العالمية كان من حقه ان يضع قواعد يجب مراعاتها على كل من يحاول ممارستها، ومن ذلك ما تمارسه المرأة من الرياضات بغض النظر عن كونها مسملة أو غير مسلمة.

فالشرع يلزم المسلمة عند ممارسة الرياضة بالستر، وعدم إظهار أي جزء من جسمها إلا ما أباح الشرع كشفه ، وعند ممارسة الرياضة في ظل الأسس الغربية يجب المساواة في الكشف بين الفتيان والفتيات أو ابراز المفاتن على أقل تقدير، فإن كان الفتى يلزمه كشف ما تحت نصف الفخذ فعلى الفتاة أن تقتدى به، فإن كان الشاب يلزمه تعرية اليد كاملة ولبس فَنِيْلَة عَلَّاقٍيَّة تكشف اليد والكتف وجزءاً من الصدر، فعلى الشابة أن تلتزم بهذا المبدأ، وإلا خرجت من صفوف الرياضيين إلى صفوف الأيام الحجرية، توصف بالتخلف، وعدم معرفة الأسس المقوية للجسم البشري.

وقد حاول العديد من علماء الإسلام ومحبي الرياضة من المسلمين تَخَطٍّى الشروط الرياضية الغربية المخلة بالشرع، والالتزام بأسس الشرع من الستر وعدم الكشف، فاقترح تبنى اللبس الباكستاني أو الأفغاني او البنجابي عند ممارسة الرياضة من المسلمات، وإن الخير في هذا اللبس عند ممارسة الرياضة، وإنه يفي بالمتطلبات الشرعية... (والبركة في اللبس الباكستاني أو الأفغاني أو البنجابي...) و إليك مكونات هذا اللباس لتقف على حقيقته وملائمته للرياضة :

يتكون اللبس الباكستاني  والأفغاني والبنجابي النسائي من ثلاث قطع أساسية:

1/ سروال يبتدئ بستر الكعبين إلى ما دون السرة، يضيق من أسفل عند مدخل القدم، لا يسمح بالكشف أكثر من نصف الساق ، ومتى وُسٍّع المدخل لا يسمى سروالاً عند الباكستانيين، بل ربما سموه بالبجامة أو البنطلون... ، ويتسع في العلو وتكثر كِسْرَاتُه ، فيبلغ مكان الربط منه اثنا عشر ضعفاً تقريباً عن مدخل القدم، فهو ساتر شرعي فضفاض، لايجسد عورة، إلا أنه لا يتلائم مع ممارسة الرياضة الغربية، لسعته في العلو وعدم إظهار مفاتن الجسد.

2/ قميص يبتدئ بستر الجزء العلوي من نهاية الرقبة إلى نصف الفخذ، كأقصر قميص باكستاني، وقد يطول فَيَصِلُ إلى نهاية الركبة، وهو المعتاد في الأعم الأغلب، وقد يطول فيصل إلى نصف الساق، ويُعَدُّ ذلك علامة الثراء والأناقة.

ويجب أن يكون مشقوقا من الجانبين، من نهايته السفلى،  إلى ما يوازي السرة أو دونها بقليل، وللقميص يدان كاملان يستران إلى مفصل الكف، ولا شك أن لهذين الشقين  محاسنهما ومساوئهما، فمن محاسنهما أنهما يريحان اللابس عند الجلوس، فينفرد الجزء الخلفي إلى الخلف ويضع اللابس الجزء الأمامي على فخذيه، فيزداد الستر ستراً، ستر من السروال الفضفاض، وستر من القميص بجزئه الامامي المنفرد عليهما، ومن حسناته أنه يعطي المرونة عند الجرى والقفز وإطالة الخطي........

ومن عيوب الشقين أنهما قد يبرزان جزء اًمن الجسم البشري عند ملتقى الاضلاع من الجانبين، ولا سيما إذا طال الشق كما هو المعتاد في الأسر الثرية، التي وصل الشق عند بعض نسائها إلى نصف الصدر.

3/ غطاء يستر الرأس والشعر، ويكون مقاسه في الأعم الأغلب متر في مترين (1متر)، يَنْسَدِلُ على الرقبة من الأمام والخلف، ويستر النحر ويصل إلى ما تحت الثديين.

رحم الله المغول حكام باكستان والهند وبنغلا ديش وأفغانستان السابقين الذين صمموا هذا اللباس،  الذي يفي بجل الشروط المطلوبة شرعا،

 ولكن المطلوب هو النظر في ثلاث جهات لأنها المعنية بهذا اللباس.

أ/ ارتضاء الرياضيات المسلمات لهذا اللبس الذي هو أقل الألبسة عيوبا من ألبسة الشعوب المسلمة فيما يخص النساء، وهل يستطيع المشائخ المدافعون عن الرياضة النسائية اقناع الرياضيات بهذا اللبس، اتصور استحالته، لأن الرياضية تريد الشهرة قبل أن تفكر في تقوية جسدها تحقيقا للمطلب الشرعي.

لذلك نجدها تريد التخلص من اللباس الذي ترتديها، قبل أن تفكر في ارتداء اللبس الباكستاني عند ممارسة الرياضة، فعلى المشجعين للرياضة النسائية التفكير في هذا الجانب قبل البحث في اللباس ا لباكستاني الفضفاض.

تحاول الدولة في باكستان منذ خمس سنوات إخراج الفتاة الباكستانية كل سنة من حصنها (بيتها)، ويمدها الغرب بالملايين من الدولارات لإقامة سباق عالمي لجرى النساء، وتقدم الدولة كل التشجيعات المباحة وغير المباحة لتشجيع الباكستانيات للاشتراك، فقدمت الدولة في العام الماضي عشر درجات من خلف الستار، في مادة اللغة الإنجليزية لكل طالبة في المرحلة الثانوية اشتركت في هذا السباق، إلا أن النتيجة ما زالت صفرا، لم يتجاوز عدد المشاركات نصف عدد أصابع اليد الواحدة، من بين ألف وخمس متسابق ومتسابقة تقريباً.

أضف إلى ذلك أن المجتمع المسلم في كل الدول المسلمة ما زال محافظاً ، ينظر إلى مثل هذه الرياضة بعين السخط والإزدراء، بما في ذلك الأسر المتنورة المشجعة لمثل هذا التفسخ، فإن الأم المتنورة تنظر إلى مستقبل ابنتها، قبل أن تفكر في المسابقات العالمية، فتجدها هي التي  تمنع ابنتها من المشاركة.

ب/ هل ترضى الدول الغربية ومنظماتها اليهودية ـ التي تشجع كل ما يقود المسلمة إلى الفسادـ بهذا اللباس، الذي لا يسمح يكشف أكثر من نصف الساق، ولا يجسد الإليتين أو الفخذين، كما أن قميصه يستر العورتين، بعد ستر السروال لهما من قبل.

أما غطاء الرأس فَيُحْرِمُ الرآئي من رؤية الرقبة وجزء من النحر والصدر والثديين، والكتفين وما خلف الرقبة، فهل سيسمح الغرب بارتداء مثل هذا اللباس؟ الذي يُعَدُّ أبغض لباس إسلامي في نظره على الإطلاق، سَلْ مَن شئتَ ممن يعيش في الغرب عن هذا اللباس، وبغض الغرب له، فإن ألْبَسْتَهُ مسلماتٍ رياضيات فكأنك قدمتهن إلى قادة العالم في أبغض منظر لا يريدون رؤيته ، فهل سيُسْمَح لهن بالاشتراك في المباريات العالمية؟

ج/ خلق الله الرجال بخصائص محددة، والنساء بخصائص محددة، لا تطغى هذه على تلك، ولا تلك على هذه، فهل كل أنواع الرياضات تصلح لكل الرجال ولكل النساء، إن ذلك مناقض للفطرة رغم أنف دعاة المساواة، فهل سنخصص أنواعاً من الرياضات تختص بالنساء تتلائم مع فطرهن، ونمنعهن من أنواع لا تتناسب مع فطرهن.....

فَلْنَعد إلى الإسلام أولاً، ثم نبحث عن اللبس الرياضي للأخت المسلمة، أمَا وإنَّنَا تحت السيطرة الغربية عقلاً فلن يُجْدِيَ البحثُ عن اللبس شيئاً، فَلْنَسْتَقِل في اتخاذ القرار ثم البحث في الفروع التنفيذية، اللهم اهدنا إلى صراطك المستقيم إنك سميع مجيب.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply