بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، هو أحد الشخصيات البارزة في تاريخ الإسلام، من أجل ذلك أحببت أن أذكر طلاب العلم الكرام بشيء موجز عن سيرته المباركة،فأقول وبالله تعالى التوفيق:
الاسم والنسب:
هو: عمر بن الخطاب بن نُفَيل بن عبد العُزَّى بن رباح بن عبد الله بن كَعب بن لُؤي.
يلتقي عمر بن الخطاب مع النبي ﷺ في جده كَعب بن لُؤي.
كنية عمر: أبو حفص.
ميلاد عمر:
كان مَوِلد عمر بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة. (تاريخ الخلفاء للسيوطي صـ101)
زوجات عمر وأولاده:
تزوج عُمر ﷺ ست زوجات، ورزقه الله من الأولاد ثلاثة عشر:
من الذكور تسعة ًومن الإناث أربعاً. (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3 صـ201)
عَدَدُ أحاديث عمر :
رَوَى عمربن الخطاب رضي الله عنه خمس مئة وسبعة وثلاثين حديثاً .
(مناقب عمر لابن الجوزي صـ174)
منزلة عمر في الجاهلية :
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه سفيراً لأهل مكة ، فإذا وقعت حرب بين قريش وغيرهم بعثوه سفيراً، أو نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر، بعثوه منافراً ومفاخراً.
(مناقب عمر لابن الجوزي صـ11)
دعاء الرسول ﷺ بإسلام عمر:
روى الترمذيُّ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اللَّهُمَّ! أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ: بِأَبِي جَهْلٍ بن هشام أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ, قَالَ: وَكَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْهِ عُمَرُ. (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني حديث 2907)
روى ابنُ ماجة عَنْ عَائِشَةَ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ خَاصَّةً . (حديث صحيح) (صحيح ابن ماجه للألباني حديث 85)
إسلام عمر:
قال شُرَيح بن عُبيد : قال عمر بن الخطاب خرجت أتعرض لرسول الله ﷺ (أي أريد أن أصيبه ببعض الأذى ) قبل أن أُسْلم ، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقة، فجعلت أتعجب من تأليف القرآن. قال: فقلت هذا والله شاعر كما قالت قريش، قال:فقرأ (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ، وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ) (الحاقة 40: 41)
قال: قلت: كاهن، ثم قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ، تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ، لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ.ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ) (الحاقة42 :46)
قال عمر: فوقع الإسلام في قلبي. (صفة الصفوة لابن الجوزي جـ1 صـ268: 269)
* أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذي الحجة من العام السادس من النبوة، وكان عمره ستاً وعشرين سنة، بعد أربعين رجلاً وعشر نسوة. (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3 صـ204)
هجرة عمر إلى المدينة:
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما علمت أحداً هاجر إلا مختفياً إلا عمر بن الخطاب، فإنه لما همَّ بالهجرة، تَقَلَّدَ سيفه وتَنَكَّبَ قوسه، وأخذ في يده أسهما، وأتى الكعبة وأشراف مكة بفنائها، فطاف سبعاً، ثم صلى ركعتين عند المقام، ثم أتى حلقهم واحدة واحدة، فقال:
شاهت الوجوه، من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده، وترمَّل زوجته فليقابلني وراء هذا الوادي،فما تبعه منهم أحد. (تاريخ الخلفاء للسيوطي صـ 108)
* قال البراء بن عازب: أول من قَدِمَ علينا من المهاجرين مصعب بن عُمير، ثم عبد الله بن أم مكتوم، ثم عمر بن الخطاب في عشرين راكباً. (تاريخ الخلفاء للسيوطي صـ 108)
فضائل عمر بن الخطاب:
1ـ روى البخاريُّ عن أبي هريرة قَالَ بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذْ قَالَ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ فَقَالُوا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ أَعَلَيْكَ أَغَارُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. (البخاري حديث 3680)
2ـ روى البخاريُّ عن ابن عمر أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ شَرِبْتُ يَعْنِي اللَّبَنَ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَى الرِّيِّ يَجْرِي فِي ظُفُرِي أَوْ فِي أَظْفَارِي ثُمَّ نَاوَلْتُ عُمَرَ فَقَالُوا فَمَا أَوَّلْتَهُ قَالَ الْعِلْمَ. (البخاري حديث 3681)
3ـ روى البخاريُّ عن سعد بن أبي وقاص أن النبي قال: إِيهاً (عجباً) يَا ابْنَ الْخَطَّابِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا قَطُّ إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ (طريقك). (البخاري حديث 3683)
4ـ روى البخاريُّ عن أنس بن مالك قال: صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أُحُدٍ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ قَالَ: اثْبُتْ أُحُدُ، فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدَانِ. (البخاري حديث 3686)
5ـ روى البخاريُّ عن أبي هريرة أن رسول الله قال: لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَإِنَّهُ عُمَرُ. (البخاري حديث3689)
6ـ روى البخاريُّ عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ عُرِضُوا عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ فَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ اجْتَرَّهُ قَالُوا فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ : الدِّينَ. (البخاري حديث 3691)
موافقات عمر للقرآن الكريم:
1ـ روى البخاريُّ عن عمر بن الخطاب قال: وَافَقْتُ اللَّهَ فِي ثَلَاثٍ أَوْ وَافَقَنِي رَبِّي فِي ثَلَاثٍ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ اتَّخَذْتَ مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَدْخُلُ عَلَيْكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ فَلَوْ أَمَرْتَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْحِجَابِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الْحِجَابِ قَالَ: وَبَلَغَنِي مُعَاتَبَةُ النَّبِيِّ ﷺ بَعْضَ نِسَائِهِ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِنَّ قُلْتُ إِنْ انْتَهَيْتُنَّ أَوْ لَيُبَدِّلَنَّ اللَّهُ رَسُولَهُ ﷺ خَيْرًا مِنْكُنَّ حَتَّى أَتَيْتُ إِحْدَى نِسَائِهِ قَالَتْ يَا عُمَرُ أَمَا فِي رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مَا يَعِظُ نِسَاءَهُ حَتَّى تَعِظَهُنَّ أَنْتَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ) (البخاري حديث 402) ( التحريم :5)
2ـ روى مسلمٌ عن عمر بن الخطاب قَالَ: وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ: فِي مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ، وَفِي الْحِجَابِ، وَفِي أُسَارَى بَدْرٍ . (مسلم حديث 2399)
كرامات عمر بن الخطاب:
1ـ روى البيهقيُّ عن ابن عمر قال: وَجَّه عمر جيشاً، ورأس عليهم رجلاً يُدعَى سارية، فبينما عمر يخطب جعل ينادي: يا سارية الجبل (ثلاثاً) ، ثم قدم رسول الجيش، فسأله عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، هُزمنا ، فبينا نحن كذلك إذ سمعنا صوتاً ينادي: يا سارية الجبل (ثلاثاً) ، فأسندنا ظهورنا إلى الجبل ، فهزمهم الله، قال: قيل لعمر: إنك كنت تصيح بذلك، وذلك الجبل الذي كان سارية عنده بنهاوند من أرض العجم. قال ابن حجر العسقلاني (إسناده حسن).
(تاريخ الخلفاء للسيوطي صـ117)
2ـ قال طارق بن شهاب: إن الرجل ليحدث عمر بالحديث، فيكذبه الكذبة، فيقول: احبس هذه، ثم يحدثه بالحديث فيقول: احبس، فيقول له: كل ما حدثتك حق إلا ما أمرتني أن أحبسه.
3ـ قال الحسن البصري: إن كان أحد يعرف الكذب إذا حُدِّث به، فهو عمر بن الخطاب. (تاريخ الخلفاء للسيوطي صـ119)
هَيْبَةُ عمر بن الخطاب:
1ـ قال عُمْرُ بنُ مُرَّة: لقي رجلٌ من قريش عُمَرَ، فقال: لِنْ لنا : فقد ملأت قلوبنا مهابة، فقال: أفي ذلك ظلم؟ قال: لا. قال عمر: فزادني الله في صدوركم مهابة. (مناقب عمر صـ 135 )
2ـ قال عبد الله بن عباس: مكثت سنة، وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية فلا أستطيع أن أسأله هيبة منه. (مناقب عمر لابن الجوزي صـ 135 )
3ـ قال عكرمة: إن حجاماً كان يقص عمر، وكان رجلاً مهيباً، فتنحنح عمر، فأحدث الحجام فأمر له بأربعين درهماً. (مناقب عمر لابن الجوزي صـ134)
خلافة عمر بن الخطاب:
تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة بعد وفاة أبي بكر الصديق يوم الثلاثاء، الثاني والعشرون ، من جمادى الآخرة، سنة ثلاث عشرة من الهجرة. (تاريخ الخلفاء للسيوطي صـ122)
أول كلام عمر في خلافته:
أخرج ابنُ سعد عن شداد قال: كان أول كلام تكلم به عمر حين صعد المنبر أن قال: اللهم إني شديد فليني، وإني ضعيف فقوني، بخيل فسخِني. (الطبقات الكبرى لابن سعدجـ3صـ208)
* كان عمر إذا أراد أن ينهى الناس عن شيء تقدم إلى أهله فقال: لا أعلمن أحداً وقع في شيء مما نهيت عنه إلا أضعفت عليه العقوبة. (تاريخ الخلفاء للسيوطي صـ130)
ولاة عمر بن الخطاب:
قال عامر الشعبي: كان عمر إذا استعمل عاملاً كتب ماله. (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3صـ233ظ)
ـ روى ابنُ سعد عن عمر أنه قال: أيما عامل لي ظلم أحداً ، فبلغتني مظلمته، فلم أغيرها، فأنا ظلمته. (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3 صـ232)
ـ قال عمر : من استعمل رجلاً لمودة، أو لقرابة، لا يستعمله إلا لذلك، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين. (مناقب عمر لابن الجوزي صـ 78)
زهد عمر في خلافته:
1ـ قال أبو عثمان النهدي: رأيت عمر بن الخطاب يطوف بالبيت وعليه إزار فيه اثنتا عشرة رقعة.
2ـ قال قتادة: أبطأ عمر على الناس يوم الجمعة ثم خرج فاعتذر إليهم في احتباسه، وقال إنما حبسني غَسْلُ ثوبي هذا، كان يُغسل، ولم يكن لي ثوب غيره. (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3 صـ251)
3ـ قال سفيان بن عُيينة: كان عمر يشتهي الشيء لعله يكون بثمن درهم، فيؤخره سنة. (مناقب عمر لابن الجوزي صـ146)
أقوال عمر في الزهد والرقائق:
1ـ حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا وزِنوا أعمالكم قبل أن تُوزن عليكم، أهون عليكم في الحساب غداً، أن تحاسبوا نفوسكم اليوم، وتَزينوا للعرض الأكبر.
2ـ عليكم بذكر الله فإنه شفاء، وإياكم بذكر الناس فإنه داء.
3ـ من عَرَّض نفسه للتهمة، فلا يلومن من أساء به الظن، ومن كتم سره، كانت الخيرة في يده، وضع أمر أخيك على أحسنه،ولا تظن بكلمة، خرجت من أخيك، شراً وأنت تجد لها في الخير محملاً، وما كافأت به من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه، وعليك بإخوان الصدق، فكثِّر في اكتسابهم، فإنهم زَينٌ في الرخاء، وعُدَّةٌ عند عظيم البلاء، ولا تهاون في الحَلِف، فيهتك الله سِترَك.
4ـ تعلموا العلم، وتعلموا للعلم السكينة والوقار،وتواضعوا لمن تُعلِّمون، وتواضعوا لمن تعلَّمون منه، ولا تكونوا جبابرة العلماء، فلا يقوم علمكم بجهلكم.
5ـ كونوا أوعية للكتاب، وينابيع للعلم، وسلوا الله رزق يوم بيوم،وعُدُّوا أنفسكم في الموتى، ولا يَضرَّكم أن لا يكثر لكم (أي المال). (مناقب عمر لابن الجوزي صـ 178 :186)
اهتمام عمر بن الخطاب برعيته:
1ـ قال ثعلبة بن أبي مالك: قسَّم عمر مروطاً (ثياباً) بين نساء أهل المدينة، فبقي منها مرط جيد، قال له بعض من حضر: يا أمير المؤمنين، اعط هذا ابنة رسول الله ﷺ التي عندك، يريدون أم كلثوم بنت على بن أبي طالب، فقال: أم سُلَيْط أحق به، فإنها ممن بايع رسول الله ﷺ ، وكانت تحمل للناس القرب يوم أحد. (مناقب عمر لابن الجوزي صـ67)
2ـ قال الأوزاعي: خرج عمر بن الخطاب في سواد الليل ،فرآه طلحة بن عُبيد الله،فذهب عمر فدخل بيتاً ثم دخل بيتاً آخر، فلما أصبح طلحة، ذهب إلى ذلك البيت، وإذا بعجوز عمياء مُقعَدة، فقال لها : ما بال هذا الرجل يأتيك؟ قالت: إنه يتعاهدني منذ كذا وكذا، يأتيني بما يصلحني ويُخرج عَنِّي الأذى، فقال طلحة: ثكلتك أمك يا طلحة، أعثرات عمر تتبع. (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ1 صـ48 /مناقب عمر لابن الجوزي صـ68ظ)
اتق الله يا عمر:
قال الحسن البصري:كان بين عمر بن الخطاب،وبين رجل كلام في شيء، فقال له الرجل: اتق الله يا أمير المؤمنين، فقال له رجل من القوم أتقول لأمير المؤمنين اتق الله، فقال له عمر: لا خير فيكم إذا لم تقولوها، ولا خير فينا إذا لم نقبلها منكم.(مناقب عمر لابن الجوزي صـ155)
عمر وتاج كسرى:
قال أبو بكر بن عياش: جيء بتاج كسرى إلى عمر بن الخطاب فقال: إن الذين أدوا هذا لأمناء، فقال له علي بن أبي طالب: إن القوم رأوك عففت، فعفوا، ولو رتعت لرتعوا. (مناقب عمر لابن الجوزي صـ163)
* فرض عمر لأسامة بن زيد أربعة آلاف درهم، فقال عبد الله بن عمر: يا أمير المؤمنين فرضت لي ثلاثة آلاف درهم، وفرضت لأسامة أربعة آلاف درهم، وقد شهدت ما لم يشهد،فقال عمر: زدته لأنه كان أَحَبَّ إلى رسول الله ﷺ منك، وكان أبوه أَحَبَّ إلى رسول الله ﷺ من أبيك. (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3 صـ225: 226)
عمر وطعام الأطفال:
قال عبد الله بن عمر: قدمت رفقة من التجار، فنزلوا المصلى، فقال عمر لعبد الرحمن بن عوف: هل لك أن نحرسهم الليلة من السَرْق؟ فباتا يحرسانهم ويصليان ما كتب الله لهما، فسمع عمر بكاء صبي، فتوجه عمر نحوه، فقال لأمه: اتق الله وأحسني إلى صبيِّكِ ثم عاد إلى مكانه، فلما كان من آخر الليل، سمع بكاءه، فأتى أمه، فقال: ويحك إني لأراك أمَّ سوء، مالي أرى ابنك لا يقر منذ الليلة؟ قالت: يا عبد الله قد أبرمتني (ضايقتني) منذ الليلة إني أريغهُ عن الفطام (أريده أن يتناول الطعام)، قال: ولم؟ قالت: لأن عمر لا يفرض إلا للفطيم، قال: وكم له؟ قالت: كذا وكذا شهراً، قال: ويحك! لا تعجليه، فصلى وما يستبين الناس قراءته من غلبة البكاء، فلما سَلَّمَ قال: يا بؤساً لعمر، كم قتل من أولاد المسلمين، ثم أمر منادياً فنادي أن لا تعجلوا صبيانكم عن الفطام،فإنا نفرض لكل مولود في الإسلام وكتب بذلك إلى الآفاق. (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ 3 صـ 228: 229) (مناقب عمر لابن الجوزي صـ 68)
مال ابن أمير المؤمنين:
قال عبد الله بن عمر: اشتريت إبلاً وبعثت بها إلى الحمى حتى سمنت، فدخل عمر السوق، فرأى إبلاً سماناً، فقال: لمن هذه الإبل؟ فقيل له: لعبد الله بن عمر، فجعل يقول: يا عبد الله بن عمر، بخ ٍ بخ ٍ، ابن أمير المؤمنين، قال: فجعلت أسعى، فقلت: مالك يا أمير المؤمنين؟ ما هذه الإبل؟ قلت: إبل اشتريتها، وبعثت بها إلى الحمى، ابتغي ما يبتغي المسلمون، قال: يُقال: ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين؟ اسقوا إبل ابن أمير المؤمنين! يا عبد الله ين عمر: أغد على رأس مالك، واجعل باقيه في بيت مال المسلمين. (مناقب عمر لابن الجوزي صـ157: 158)
عمر وتقسيم المسك :
قال سعد بن أبي وقاص : قدم على عمر مسك وعنبر من البحرين، فقال عمر : والله لوددت أني آخذ امرأة، حسنة الوزن، تزن لي هذا الطيب، حتى أفرَّقه بين المسلمين، فقالت له امرأته عاتكة: أنا جيدة الوزن، فهلم أَزِنُ لك. قال: لا، قالت: ولم؟ قال: أخشى أن تأخذيه هكذا، وأدخل إصبعيه في صِدْغيه، تمسحين به عنقك، فأصيب به فضلاً عن المسلمين. (مناقب عمر لابن الجوزي صـ 159)
عمر يحمي إبل الصدقة:
قال علي بن أبي طالب: رأيت عمر بن الخطاب على بعير يعدو فقلت: يا أمير المؤمنين أين تذهب؟ فقال: بعير شرد من إبل الصدقة أطلبه، فقلت: لقد أذللت الخلفاء بعدك. فقال: يا أبا الحسن: لا تلمني، فوالذي بعث محمداً بالنبوة، لو أن عناقاً ذهبت بشاطئ الفرات، لأًخذ به عمر يوم القيامة. (مناقب عمر لابن الجوزي صـ161)
* قال الحسن البصري : كان عمر ربما توقد له النار ثم يُدني يده منها ثم يقول:
يا ابن الخطاب: هل لك على هذا صبر؟ (مناقب عمر لابن الجوزي صـ 162)
عمر في عام الرمادة:
سُمي عام الرمادة بذلك لأن الأرض كلها صارت سواداً، فشُبهت بالرماد. وكانت تسعة أشهر. (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3 صـ247)
(1) قال عياض بن خليفة: رأيت عمر في عام الرمادة، وهو أسود اللون، ولقد كان أبيض، وكان رجلاً عربياً يأكل السمن واللبن، فلما جاع الناس، حرمهما على نفسه، فأكل الزيت حتى غَيَّر لونه وجاع. (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3 صـ247)
(2) قال أسلم: كنا نقول: لو لم يرفع الله سبحانه الجدب عام الرمادة، لظننا أن عمر يموت، هَمَّاً بأمر المسلمين
(3) قال عبد الله بن عمر: كان عمر أحدث في زمان الرمادة أمراً ما كان يفعله، لقد كان يصلي بالناس ثم يخرج حتى يدخل بيته ويصلي حتى يكون آخر الليل، وأني لأسمعه ليلة في السحر ويقول : اللهم! لا تجعل هلاك أمة محمدٍ على يدي. (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3 صـ237)
3ـ قال أنس: تقرقر بطن عمر في عام الرمادة، فكان يأكل الزيت، وكان قد حرم على نفسه السمن، قال: فنقر بطنه بإصبعيه وقال: تقرقر، إنه ليس عندنا غيره، حتى يحيا الناس. (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3 صـ 238)
عدل عمر بن الخطاب
عمر يقيم حد الخمر على زوج أخته:
روى عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَكَانَ أَبُوهُ شَهِدَ بَدْرًا إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، اسْتَعْمَلَ قُدَامَةَ بْنَ مَظْعُونٍ عَلَى الْبَحْرَيْنِ وَهُوَ خَالُ حَفْصَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَقَدِمَ الْجَارُودُ ، سَيِّدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى عُمَرَ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ قُدَامَةَ شَرِبَ فَسَكِرَ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ حَدًّا مِنْ حِدُودِ اللَّهِ حَقًّا عَلَيَّ أَنْ أَرْفَعَهُ إِلَيْكَ فَقَالَ عُمَرُ: «مَنْ يَشْهَدُ مَعَكَ» قَالَ: أَبُو هُرَيْرَةَ: فَدَعَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ: بِمَ أَشْهَدُ؟ قَالَ: لَمْ أَرَهُ يَشْرَبُ وَلَكِنِّي رَأَيْتُهُ سَكْرَانَ فَقَالَ عُمَرُ: " لَقَدْ تَنَطَّعْتَ فِي الشَّهَادَةِ قَالَ: ثُمَّ كَتَبَ إِلَى قُدَامَةَ أَنْ يَقْدِمَ إِلَيْهِ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَقَالَ الْجَارُودُ لِعُمَرَ: أَقِمْ عَلَى هَذَا كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ عُمَرُ: «أَخَصْمٌ أَنْتَ أَمْ شَهِيدٌ» قَالَ: بَلْ شَهِيدٌ قَالَ: «فَقَدْ أَدَّيْتَ شَهَادَتَكَ» قَالَ: فَقَدْ صَمَتَ الْجَارُودُ حَتَّى غَدَا عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: أَقِمْ عَلَى هَذَا حَدَّ اللَّهِ فَقَالَ عُمَرُ: «مَا أَرَاكَ إِلَّا خَصْمًا، وَمَا شَهِدَ مَعَكَ إِلَّا رَجُلٌ» فَقَالَ الْجَارُودُ: إِنِّي أُنْشِدُكَ اللَّهَ، فَقَالَ عُمَرُ: «لَتُمْسِكَنَّ لِسَانَكَ أَوْ لَأسُوءَنَّكَ» فَقَالَ الْجَارُودُ: أَمَّا وَاللَّهِ مَا ذَاكَ بِالْحَقِّ أَنْ شَرِبَ ابْنُ عَمِّكَ وَتَسُوءُنِي، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنْ كُنْتَ تَشُكَّ فِي شَهَادَتِنَا فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنَةِ الْوَلِيدِ فَسَلْهَا، وَهِيَ امْرَأَةُ قُدَامَةَ فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى هِنْدَ ابْنَةِ الْوَلِيدِ يَنْشُدُهَا فَأَقَامَتِ الشَّهَادَةَ عَلَى زَوْجِهَا فَقَالَ عُمَرُ لِقُدَامَةَ: «إِنِّي حَادُّكَ» فَقَالَ: لَوْ شَرِبْتَ كَمَا يَقُولُونَ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تَجْلُدُونِي، فَقَالَ عُمَرُ: «لِمَ؟» قَالَ قُدَامَةُ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا} [المائدة: 93] الْآيَةُ فَقَالَ عُمَرُ: «أَخْطَأْتَ التَّأْوِيلَ إِنَّكَ إِذَا اتَّقَيْتَ اجْتَنَبْتَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ» قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: «مَاذَا تَرَوْنَ فِي جَلْدِ قُدَامَةَ» قَالُوا: لَا نَرَى أَنْ تَجْلِدَهُ مَا كَانَ مَرِيضًا، فَسَكَتَ عَنْ ذَلِكَ أَيَّامًا وَأَصْبَحَ يَوْمًا وَقَدْ عَزَمَ عَلَى جَلْدِهِ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: «مَاذَا تَرَوْنَ فِي جَلْدِ قُدَامَةَ» قَالُوا: لَا نَرَى أَنْ تَجْلِدَهُ مَا كَانَ ضَعِيفًا فَقَالَ عُمَرُ: «لَأَنْ يَلْقَى اللَّهَ تَحْتَ السِّيَاطِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَلْقَاهُ، وَهُوَ فِي عُنُقِي ائْتُونِي بِسَوْطٍ تَامٍّ» فَأَمَرَ بِقُدَامَةَ فَجُلِدَ فَغَاضَبَ عُمَرُ قُدَامَةَ وَهَجَرَهُ فَحَجَّ وَقُدَامَةُ مَعَهُ مُغَاضِبًا لَهُ، فَلَمَّا قَفَلَا مِنْ حَجِّهِمَا، وَنَزَلَ عُمَرُ بِالسُّقْيَا نَامَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ قَالَ: «عَجِّلُوا عَلَيَّ بِقُدَامَةَ فَائْتُونِي بِهِ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَى آتٍ أَتَانِي» فَقَالَ: سَالِمْ قُدَامَةَ فَإِنَّهُ أَخُوكَ فَعَجِّلُوا إِلَيَّ بِهِ فَلَمَّا أَتَوْهُ أَبَى أَنْ يَأْتِيَ، فَأَمَرَ بِهِ عُمَرُ إِنْ أَبَى إِنْ يَجُرُّوهُ إِلَيْهِ فَكَلَّمَهُ عُمَرُ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ صُلْحِهِمَا. (مصنف عبد الرزاق جـ9صـ240 حديث: 17076)
عفو عمر بن الخطاب :
روى البخاريُّ عن ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسٍ وَكَانَ مِنْ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا فَقَالَ عُيَيْنَةُ لِابْنِ أَخِيهِ يَا ابْنَ أَخِي هَلْ لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الْأَمِيرِ فَاسْتَأْذِنْ لِي عَلَيْهِ قَالَ سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَاسْتَأْذَنَ الْحُرُّ لِعُيَيْنَةَ فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ هِيْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ فَوَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ وَلَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ أَنْ يُوقِعَ بِهِ فَقَالَ لَهُ الْحُرُّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ ( خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ) وَإِنَّ هَذَا مِنْ الْجَاهِلِينَ وَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عَلَيْهِ وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ . (البخاري حديث 7286)
اتساع الدولة الإسلامية في عهد عمر :
كانت الفتوحات الإسلامية كثيرة في عهد عمر بن الخطاب ففتح الله عليه، دمشق وحمص، وبعلبك والبصرة، والأردن وطبرية والكوفة، والأهواز والمدائن، وتكريت وبيت المقدس، وحَلَب وأنطاكية، والموصل ومصر، وبلاد المغرب، وتستر ونهاوند، وأذربيجان والدينور وهمذان، والرَّي، وعسكر، وقوس وكرمان وسجستان وأصبهان ونواحيها. (تاريخ الخلفاء صـ 123: 124)
استشهاد عمر بن الخطاب :
قال الزُّهْرِيُّ:كان عمر لا يأذن لسبي قد احتلم في دخول المدينة حتى كتب المغيرة بن شعبة، وهو على الكوفة، يذكر غلاماً له عنده جُملة صنائع، ويستأذنه أن يدخل المدينة، ويقول: إن عنده أعمالاً كثيرة فيها منافع للناس، إنه حداد، نقاش، نـجار، فاستأذن له أن يرسله إلى المدينة، وضرب عليه المغيرة مائة درهم في الشهر، فجاء إلى عمر يشتكي شدة الخراج، فقال عمر له: ما خراجك بكثير، فانصرف ساخطاً يتذمر، فلبث ليالي ثم دعاه، فقال: ألم أُخبر أنك تقول: لو أشاء لصنعت رحىً تطحن بالريح؟ فالتفت إلى عمر عابساً، وقال لأصنعن لك رحىً يتحدث الناس بها. فلما وَلَّى قال عمر لأصحابه: أوعدني العبد آنفاً، ثم اشتمل أبو لؤلؤة، على خنجر ذي رأسين، نصابه في وسطه، فكمن بزاوية من زوايا المسجد في الغلس، فلم يزل هناك حتى خرج عمر يوقظ الناس للصلاة، فلما دنا منه طعنه ثلاث طعنات. (تاريخ الخلفاء للسيوطي صـ125)
قال عمرو بن ميمون الأنصاري: إن أبا لؤلؤة، عبد المغيرة بن شعبة، طعن عمر بخنجر له رأسان، وطعن معه اثنى عشر رجلاً مات منهم ستة، فألقى عليه رجلٌ من أهل العراق ثوباً، فلما اغتم فيه قتل نفسه. (تاريخ الخلفاء للسيوطي صـ125)
وصية عمر ووفاته:
قال عمرو بن ميمون: قال عمر: الحمد لله الذي لم يجعل منَيَّتي بيد رجل يَدَّعي الإسلام، ثم قال لابنه: يا عبد الله بن عمر: انظر ما عليَّ من الدين، فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفاً أو نحوها، فقال: إن وَفَّى مال آل عمر فأده من أموالهم، وإلا فاسأل في بني عدي، فإن لم تف أموالهم فاسأل في قريش، اذهب إلى أم المؤمنين عائشة فقل : يستأذن عمر أن يدفن مع صاحبيه، فذهب إليها فقالت: كنت أريده لنفسي، ولأوثرنه اليوم على نفسي، فأتى عبد الله بن عمر فقال: قد أذنت، فحمد الله.
* قيل لعمر: أوص يا أمير المؤمنين واستخلف، قال: ما أرى أحداً أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذي توفى النبي وهو عنهم راض فسمى الستة، وقال:يشهد عبد الله بن عمر معهم وليس له من الأمر شيء فإن أصابت الإمرة سعداً فهو ذاك، وإلا فليستعن به أيكم ما أمر، فإني لم أعزله عن عجز ، ولا خيانة ثم قال:أوصي الخليفة من بعدي بتقوى الله، وأوصيه بالمهاجرين والأنصار وأوصيه بأهل الأمصار خيراً، فلما توفى خرجنا به نمشي، فسلم عبد الله بن عمر وقال: يستأذن عمر، فقالت عائشة: ادخلوه، فأدخل فوضع مع صاحبيه. (تاريخ الخلفاء للسيوطي صـ126)
أُصيبَ عمر بن الخطاب يوم الأربعاء ،السادس والعشرون من ذي الحجة، ودُفن يوم الأحد مستهل المحرم، وله ثلاث وستون سنة، وصلى عليه صهيب الرومي في المسجد. (تاريخ الخلفاء للسيوطي صـ127)
رَحِمَ اللهُ عمرَ بن الخطاب رحمةً واسعةً، وجزاه الله عن الإسلام خير الجزاء.
ونسأل الله تعالى أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد