بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
السائل: هل الرسائل التي يتداولها الناس فيما بينهم تعتبر حجة عليهم؟.
الشيخ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وبعد، إقامة الحجة على الشخص قد يكون بموعظةٍ لفظية وقد يكون بموعظةٍ مكتوبة، فتلك الموعظة المكتوبة أو الرسالة المكتوبة إذا كانت قد كُتبت بطريقةٍ صحيحةٍ.
وأيدت بالأدلة وأيدت بالكلام الطيب والنظرة المشفقة والكلمة الحانية، والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أفضل وأحسن، وكان السامع يفهم هذه اللغة ويعرف مواقع الأدلة، فلاجرم أنها من جملة ما تقوم بها الحجة.
ولذلك لا يزال أهل العلم-رحمهم اللَّهَ تَعَالَى- يؤلفون الكتب والرسائل، وينشرونها في الأمة وقد كان النبي قبل ذلك يراسل ملوك الأمصار، وأمراء البلدان بالكتاب والرسالة التي يكتب فيها مضمون دعوته، من الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك والحث على طاعة الله وتقواه.
والعلماء يقولون: إن الحجة تقوم بمثل هذه الرسائل، كرسالته إلى كسرى وإلى قيصر وإلى المقوقس، وكتابته كذلك إلى بعض أمرائه في بعض المناطق الإسَّلَامي، كل ذلك مما تقوم به الحجة.
فلا جرم أن الرسائل في مثل هذه التواصل، إذا اشتملت على بعض المواضع المعلومة المفهومة المؤيدة بالأدلة والكلمات الطيبة، وقرأها الإنسان فإن الحجة تقوم عليه بما علمه فيها من العلم.
ولا يلزم أن يبعث رسولٌ جديد حتى تقوم الحجة به، ولا أن يكون هناك مشافهةٌ أو مخاطبة مباشرة حتى تقوم الحجة، فالحجة قد تقوم بالمخاطبة والمشافهة تارة، وقد تكون بالمهاتفة التليفونية تارة، وقد تكون بالمراسلة الكتابية تارة أخرى.
فصور قيام الحجة وأداء الحجة وإبلاغ الحجة، لا يأخذ صورةً واحدة فله صورٌ متعددة، وإنما المقصود أن يصل العلم وأن يصل الخير والموعظة إليه وصولًا صحيحًا لا تشويش فيه.
فأنا أرى والله أن إرسال المواعظ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، خلال وسائل التواصل هو ممن تقوم به الحجة على من أرسلتها إليه، إذا كان قد وقع في خطئٍ، ولا يلزم أن تصل إليه بنفسك إذا كان الوصول إليه غير ممكنٍ، أو كان ثمة عذرٌٍ يمنع منه والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد