مع السعدي وكتابه تيسير الكريم الرحمن


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

هذه بعض سمات ومميزات تفسير الشيخ السعدي ، من واقع قراءتي للكتاب.

بدايةً أقول:

بدء الشيخ رحمه الله كلامه بمقدمة خفيفة، ذكر فيها سبب تأليفه لهذا التفسير، ثم أردفها بمجموعة من الفوائد تصلح كمقدمة خاصة لهذا الموضوع نقلها من كتاب بدائع الفوائد لابن القيم رحمه الله في حوالي سبعة فصول وخمسة فوائد مستقلة لا يستغني عنها من يطالع أي تفسير لكتاب الله جل وعلا.

ثم أردفها بعدة أمور (أو عدة علوم على حد وصفه) اشتمل عليها القرآن ثنيت وأعيدت فيه، وهذه المقدمة لو طبعت وشرحت وفصلت وضرب لها أمثلة من القرآن والسنة لجاءت في مجلد مستقل.

وصفها هو بقوله (فهذه مقدمة نافعة ان شاء الله ينبغي للمسلم استقرائها في كل مواردها والتنبه لكل ما يرد فيها من المطالب على وجه التفصيل فمن استعملها في كل ما يرد عليه من الآيات انتفع بها نفعًا عظيمًا وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).

وإليك الآن بعض سماته ومميزاته:

-1يفسر الآيات بالمعنى العام لها ضمن السياق التي ذكرت فيه الاية وهي طريقة جميلة جدًا.

-2يذكر أثناء التفسير قواعد أصولية ويدلل عليها.

-3قد يستحضر عند الآية ما يناسبها أو يشاكلها من آيات آخر.

-4استدلاله بالأحاديث قليل جدًا لأنه تفسير بالمعنى كما أسلفنا.

-5قد يذكر العبر والآيات الموجودة في الآية وهي التي نسميها ما يؤخذ من الآيات.

-6فسر الآيات على قول واحد ولا يذكر الخلاف إلا نادرًا في حالة كونه قويًا.

-7ذكر في الجزء الأول ص98 عدم جواز تفسير آيات الله بما جاء عن بني إسرائيل وجعل ذلك تفسيرا لكتاب الله وإنزال الآيات على هذه الأحاديث فهي بمنزلة (لا تصدقوا هل الكتاب ولا تكذبوهم) ويرى عدم ذكر هذه الإسرائيليات هو الأولى وأشار إلى ذلك في أكثر من موضع منها في سورة الأعراف وفي سورة النمل وفي سورة (يس) وغيرها بل وشنع في غير ما موضع على من يذكرها انظر منها مثلًا سورة يوسف ج4ص5.

-8قد يجتهد في الجمع بين الآيتين ويرى ذلك أفضل من ادعاء النسخ في احدهما انظر كلامه عند الآية رقم 180 من سورة البقرة.

-9ضعف بعض أقوال بعض المفسرين في جزمهم بالنسخ لبعض الآيات انظر مثلًا كلامه على الآية رقم 256 من سورة البقرة.

-10من مميزات هذا التفسير الترجيح دون الدخول في التفاصيل والخلاف حتى لا يشتت القارئ إلا في حالة كان الخلاف قويًا جدًا فساعتها يشير إليه.

-11لم يتعرض لأسباب نزول الآيات إلا في النادر.

-12يوجد في هذا التفسير بعض الألفاظ التي كان ينبغي عليه إن ينزه تفسيره عنها ،انظر مثلًا في سورة التوبة وتفسيره لبعض ألفاظ الهجرة وفي سورة الأعراف وسورة الشعراء.

-13الأحاديث في الكتاب قليلة جدًا لكن معانيها حاضرة في التفسير بقوة.

-14أجاد المؤلف في تفسير سورة التوبة ولكن شان كلامه بذكر قصة ثعلبة.

-15أجاد في تفسير سورة يوسف وزان كلامه بعدة فوائد ذكرها بعد الفراغ من تفسير السورة.

-16أجاد في تفسير سورة الكهف وذكر فيها عدة فوائد بعد قصة موسى.

-17قد يمر معه إشكال فيجتهد في الإجابة عليه ، انظر مثلًا في سورة (يس) عند الكلام على قوله تعالى (..... حملنا ذريتهم في الفلك المشحون)ج6 ص 348.

-18كتب للجزء الخامس مقدمة خاصة وهو أول تفسير سورة الكهف والحق بهذا الجزء مجموعة من قواعد سماها أصول وكليات لا يستغني عنها المفسر.

-19قد يسوق بعد القصة أو السورة فصل يبين فيه عدة فوائد كما فعل نهاية تفسير سورة الفتح ولا يلتزم ذلك.

-20أكثر من النقل عن ابن القيم.

-21أكثر من ذكر القواعد الأصولية والفقهية.

-22قد يكون هناك شيء ظاهر ومعروف ومشهور ولا يذكره وفي موضع آخر يكون ليس بالمشهور ولا المعروف فيذكره انظر مثالا على الموضع الأول في سورة (عبس) عند تفسير قوله تعالى (ان جاءه الأعمى) وانظر مثالا على الثاني في سورة الشمس عند تفسير قوله تعالى(إذ انبعث أشقاها).

-23توجد في التفسير بعض الألفاظ التي كان يحسن بالمؤلف ان يتجنبها أشير لك إلى بعضها:

- في سورة التوبة عند تعرضه لبعض ألفاظ الهجرة

- في سورة الأنبياء عند الكلام على قصة أيوب وقصة يونس وسبب خروجه.

- في سورة الصافات عند نفس الموضع السابق.

- في سورة الأحزاب عند الكلام قضية التبني وزواج النبي صلى الله عليه وسلم من ام المؤمنين زينب.

-24من روائع الشيخ السعدي في التفسير وهي كثيرة أشير لك إلى ثلاث منها.

- كل مبطل يحتج بآية أو حديث صحيح على قوله الباطل لابد ان يكون فيما احتج به حجة عليه ج1ص 103سورة البقرة.

- الأسباب وان عظمت إنما تنفع إذا لم يعارضها القدر والقضاء ج1ص 440 سورة أل عمران.

- الاستدلال على خير الآخرة بخير الدنيا من اخسر الأدلة وانه من طرق الكفار ج 5ص132 سورة مريم.

تنبيه: أرقام الصفحات والأجزاء المذكورة حسب طبعة الرئاسة العامة لمجمع البحوث العلمية المرفقة بالصورة وهي نسختي الخاصة .

هذا ما علق بذاكرتي من سمات ومميزات هذا الكتاب المبارك.

دمتم في طاعة الله وأمنه

يا نظرًا فيه إن ألفيت فائدة         فاجنح إليها ولا تجنح إلى الحسدِ

وان عثرت لنا فيه على زللٍ         فاغفر فلست مجبولًا على الرشد

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply