فقه الزواج


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

يعتبر الزواج في الإسلام تعاونًا وشراكة بين الزوجين، حيث ينبغي على الزوجين أن يعاملوا بعضهما البعض بالحسنى والرحمة والعدل. كما يُحث المسلمون على تحقيق التفاهم والصبر والاحترام المتبادل والتعاون في حل المشكلات وبناء الأسرة على أساس الحب والرحمة.

فهو إذن عقد دائم ويؤكد بشدة على أهمية الاستقرار الأسري. ومع ذلك، يتم التشجيع على المصالحة والتوافق في حالة وجود خلافات ومشاكل بين الزوجين. تتوفر طرق لحل النزاعات في الإسلام، مثل التشاور والمصالحة والتسامح والاحترام المتبادل.

كما تهدف الشريعة الإسلامية إلى بناء أسرة سعيدة ومستقرة وتأسيس مجتمع متكاتف، وتعزيز الحب والتفاهم بين الزوجين، وتشجع على الاعتدال والعفاف والصداقة والعناية بالأسرة كوحدة أساسية في المجتمع.

يمكن تشبيه الزواج بالشركة الناشئة، ويمكننا الكلام عن بعض النقاط المشتركة بين الزواج وتأسيس وإدارة شركة ناشئة. وفيما يلي بعضها:

الهدف والغاية: تشير هذه النقطة إلى أن الزواج والشركة الناشئة يحتاجان إلى وجود هدف ورؤية واضحة. فلا يكفي أن تكون الشركة مجرد فكرة أو الزواج مجرد رغبة عابرة، بل يجب أن يكون لهما هدف وغاية محددة تعملان على تحقيقها.
اختيار الشريك: تشير هذه النقطة إلى أهمية اختيار شريك يشترك معك في تأسيس الشركة أو الزواج. يجب أن يكون الشريك متحمسًا ومشتركًا في أهدافك وظروفك، وأن يكون هناك توافق وروح فريق قوية بينكما.
الوقت والتعرف: يتم التشديد في هذه النقطة على أهمية قضاء وقت كافٍ قبل كتابة عقد الشراكة أو الزواج في معرفة طباع الشريك وتحديد الرؤية المشتركة للمستقبل.
القرار العقلاني: يشار هنا إلى أن قرار تأسيس الشركة أو الزواج يجب أن يكون قرارًا عقلانيًا يتبعه العاطفة، وأن يتم اتخاذه بناءً على استيعاب المخاطر وتقييم الفرص.
الالتزام والتعاون: يجب التركيز على أهمية التزام كل شريكٍ بمساعدة الآخر، والعمل المشترك لتطوير أنفسهما وتحقيق نجاح الشركة أو الزواج يحتاج إلى تظافر كل الجهود الممكنة لإنجاح هذا المشروع.
دور القائد: لا بد في الشركة أو الزواج إلى قائدٍ لضمان توزيع المهام، وضمان تواجد الرضا والتوازن بين الشركاء.
المساعدة والتعاطف: تبرز أهمية مساعدة الشريك في تحمل مسؤولياته ومساعدته عندما يكون غير قادر على القيام بواجباته، وتقديم الدعم والتشجيع له للنهوض مرة أخرى.
السرية: من الضرورة عدم الكشف عن أسرار الشركة أو الزواج لأطراف خارجية، وأن يكون هناك ثقة وشفافية بين الشركاء.
تقدير النجاح والفشل: لا بد من تقدير جهود الشريك الآخر في حال نجاح الشركة وعدم رمي اللوم عليه في حالة فشلها.
الاحترام والمودة: يعزز الحاجة إلى الاحترام المتبادل والتعامل بالرحمة والمودة بين الشركاء أو الزوجين، وهذا يساهم في بناء علاقة قوية ومستدامة. ولذلك ذكرت المودة والرحمة في القرآن الكريم ولم يذكر الحب، قوله تعالى: (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيات لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).

قال القرطبي في تفسيره: وجعل بينكم مودة ورحمة: قال ابن عباس ومجاهد: المودة الجماع، والرحمة الولد ; وقاله الحسن. وقيل: المودة والرحمة عطف قلوبهم بعضهم على بعض. وقال السدي: المودة: المحبة، والرحمة: الشفقة ; وروي معناه عن ابن عباس قال: المودة حب الرجل امرأته، والرحمة رحمته إياها أن يصيبها بسوء.

 

في النهاية، يتوجب على الشركاء أو الزوجين العمل معًا بروح الفريق والتعاون لتحقيق النجاح والاستقرار في الشركة أو الزواج.

ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، وأن يكونوا قدوة للمتقين في أقوالهم وأفعالهم يقتدى بأفعالهم، ويطمئن لأقوالهم ويسير أهل الخير خلفهم فيهدون ويهتدون، إنك سميع مجيب الدعوات.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply