باب وجوب الانقياد لحكم الله تعالى إلى باب النصيحة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

هذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله، وهذه الفوائد فوائد مختصرة، لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر، وهي مختارة من *باب وجوب الانقياد لحكم الله تعالى*، إلى *باب النصيحة *، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

 

  • البدعة:

• البدعة في الشرع كل من تعبد لله سبحانه وتعالى بغير ما شرع عقيدة أو قولًا أو فعلًا.

• البدعة... تنافي تحقيق شهادة أن محمدًا رسول الله، لأن من حقق شهادة أن محمدًا رسول الله فإنه لا يخرج عن التعبد بما جاء به، بل يلتزم شريعته ولا يتجاوزها ولا يقصر عنها.

• مضمون البدعة الطعن في الإسلام، فإن الذي يبتدع تتضمن بدعته أن الإسلام لم يكمل، وأنه كمّل الإسلام بهذه البدعة. وقد قال الله تعالى:﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا[المائدة:3].

• البدعة تتضمن تفريق الأمة الإسلامية لأن الأمة الإسلامية إذا فتح الباب لها صار هذا يبتدع شيئًا وهذا يبتدع شيئًا... كما هو الواقع الآن فتكون الأمة الإسلامية كل حزب بما لديه فرحون... لك حزب يقول الحق معي والضلال مع الآخر. 

• البدعة إذا انتشرت في الأمة أضمحلت السنة.

 

  • وسوسة الشيطان:

• لما قيل لابن عباس... إن اليهود إذا دخلوا في الصلاة لا يوسون قال وما يصنع الشيطان بقلب خراب، فاليهود كفار قلوبهم خربة فالشيطان لا يوسوس لهم عند صلاتهم لأنها باطلة من أساسها، الشيطان يوسوس للمسلم الذي صلاته صحيحة.

• قد يُحدّثُ الشيطان الإنسان في نفسه عن أمور فظيعة عظيمة، ولكن الإنسان إذا أعرض عنها واستعاذ بالله من الشيطان، ومنها، زالت عنها.

 

  • خطبة الجمعة:

• كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب، يعني يوم الجمعة،"احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه" وإنما كان يفعل هذا لأنه أقوى في التأثير على السامع.

• الخطبة ينبغي أن تحرك القلوب، وتؤثر في النفوس، وذلك في موضوعها، وفي كيفية أدائها.

 

  • عمر الدنيا الماضي:

• ما يقدره بعض الجيولوجين من عمر الدنيا الماضي بملاين الملاين فهذا خرص، لا يصدق ولا يكذب فهو كأخبار بني إسرائيل لأنه ليس لدينا علم من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم في مقدار ما مضى من الدنيا ولا في مقدار ما بقي منها.

 

  • الإذعان للكتاب والسنة:

• أقوى الناس إيمانًا أعظمهم إذعانًا للشرع، أي للكتاب والسنة. 

• إذا رأيت من نفسك الإذعان للكتاب والسنة والقبول والانقياد فهذا يبشر بخير، وإذا رأيت من نفسك القلق على الأحكام الشرعية إلا حيث تكون مؤيدة عندك بالأدلة العقلية فأعلم أن في قلبك مرض. 

 

  • النصيحة: 

• النصيحة هي بذل النصح للغير، والنصح معناه أن الشخص يحب لأخيه الخير، ويدعوه إليه، ويبينه له، ويرغبه فيه... وضد النصيحة المكر والغش والخيانة والخديعة.

 

  • النصيحة لله عز وجل:

• النصيحة لله عز وجل تكون بالإخلاص لله تعالى، والتعبد له محبة وتعظيمًا... ومن النصيحة لله أن يكون الإنسان دائمًا ذاكرًا لربه بقلبه ولسانه وجوارحه... ومن النصيحة لله أن تكون غيرته لله فيغار لله عز وجل إذا انتهكت محارمه.

• ومن النصيحة أن يذب عن دين الله تعالى الذي شرعه لعباده، فيبطل كيد الكائدين، ويرد على الملحدين الذين يعرضون الدين وكـأنه قيود...ومن النصيحة لله عز وجل أن تكون باثًا دين الله في عباد الله لأن هذا مقام الرسل...فهم دعاة إلى الله.

 

  • النصيحة لكتاب الله عز وجل:

• من النصيحة لكتاب الله أن يدافع الإنسان عنه، يدافع من حرفه تحريفًا لفظيًا، أو تحريفًا معنويًا، أو من زعم أن فيه نقصًا، أو أن فيه زيادة... ومن النصيحة أن ينشر معناه بين المسلمين المعنى الصحيح الموافق لظاهره.

• من النصيحة لكتاب الله أن تؤمن بأن الله تعالى تكلم بهذا القرآن حقيقية، وأنه كلامه عز وجل، الحرف والمعنى، ليس الكلام الحروف دون المعاني، ولا المعاني دون الحروف بل إنه كلام الله لفظًا ومعنى تكلم به وتلقاه منه جبريل ثم نزل به على محمد.

• ومن النصيحة لكتاب الله تعالى احترام أن يقوم الإنسان باحترام هذا القرآن العظيم، فمن ذلك أن لا يمس القرآن إلا وهو طاهر من الحدثين الأصغر والأكبر... ومن النصيحة لكتاب الله عز وجل أن لا تضعه في موضع يمتهن فيه.

 

  • النصيحة للرسول عليه الصلاة والسلام:

• النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تتضمن الإيمان التام برسالته وأن الله تعالى أرسله إلى جميع الخلق، عربهم وعجمهم، بل إنسهم وجنهم.

• ومن النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تصديق خبره وأنه صادق مصدوق، صادق فيما يخبر به، مصدوق فيها أخبر به من الوحي فما كذب ولا كذب.

• ومن النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم صدق الاتباع له، بحيث لا تتجاوز شريعته ولا تنقص عنها، فتجعلها إمامك في جميع العبادات. 

• ومن النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذب عن شريعته وحمايتها، فالذب عنها بأن لا ينتقصها أحد، والذب عنها بأن لا يزيد فيها أحد ما ليس منها،فتحارب أهل البدع القولية والفعلية والعقدية لأن البدع كلها باب واحد كلها ضلالة.

• ومن النصيحة للنبي صلى الله عليه وسلم احترام أصحابه وتعظيمهم ومحبتهم... فمن سب الصحابة أو أبغضهم أو لمزهم، أو أشار إلى شيء يبهتهم فيه فإنه لم ينصح للرسول صلى الله عليه وسلم وإن زعم أنه ناصح للرسول فهو كاذب. 

 

  • النصيحة لأئمة المسلمين (العلماء):

• النصح لأئمة المسلمين أي إمامة الدين والعلم هو أن الإنسان يحرص على تلقى ما عندهم من العلم، فإنهم الواسطة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين أمته فيحرص على تلقى العلم عنهم بكل وسيلة.

• ومن النصح أيضًا لعلماء المسلمين أن لا يتتبع الإنسان عوراتهم وزلاتهم وما يخطئون فيه، لأنهم غير معصومين، قد يزلون وقد يخطئون...ولذلك من نصيحتك...أن تدافع عن عوراتهم وأن تسترها ما استطعت وأن لا تسكت بل نبه العالم..واسأله.

 

  • النصيحة لأئمة المسلمين (الأمراء)

• النصيحة لهم هي أن تكف عن مساوئهم، وأن لا تنشرها بين الناس، وأن نبذل لهم النصيحة ما استطعنا بالمباشرة إذا كنا نستطيع أن نباشرهم أو بالكتابة إذا كنا لا نستطيع أو بالاتصال بمن يتصل بهم إذا كنا لا نستطيع الكتابة.

• نشر مساوئهم... عدوان شخصي عليهم وعلى الأمة جميعًا، لأن الأمة إذا امتلأت صدورها من الحقد على ولاة أمورها عصت الولاة ونابذتهم وحينئذ تحصل الفوضى ويسود الخوف ويزيد الأمن. 

 

  • النصيحة لعامة المسلمين:

• النصيحة لعامة المسلمين بأن تحب لهم ما تحب لنفسك وأن ترشدهم إلى الخير وأن تهديهم إلى الحق إذا ضلوا عنه وأن تذكرهم به إذا نسوه وأن تجعلهم لك بمنزلة الأخوة.

المؤمنون وإن تباعدت أقطارهم وتباينت لغاتهم، فإنهم أخوة مهما كان، والأخ لا بد أن يكون ناصحًا لأخيه، مبديًا له الخير، مبينًا ذلك له داعيًا له.

 

  • النصيحة تكون سرًا:

• ليعلم أن النصيحة هي مخاطبة الإنسان سرًا بينك وبينه، لأنك إذا نصحته سرًا بينك وبينه أثرت في نفسه، وعلم أنك ناصح، لكن إن تكلمت أمام الناس عليه فإنه قد تأخذه العزة بالإثم فلا يقبل النصيحة.

 

  • صبر الداعي للحق على ما يصيبه:

• الإنسان إذا نصب نفسه داعية للحق آمرًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر، فلا بد أن يًصيبه من الأذى ما يصيبه، لأن أكثر الذين يكرهون الحق سوف يكونون أعداء له فليصبر.

 

  • التحذير من مشاركة الكفار في أعيادهم:

• يجب علينا أن نحذر إخواننا المسلمين من مشاركة الكفار في أعيادهم، لأن مشاركتهم في أعيادهم أو تهنئتهم فيها، مثل قول: عيد مبارك، أو هنأك الله بالعيد وما أشبه ذلك، لأشك أنه رضًا بشعائر الكفر والعياذ بالله.

 

  • اليهود أهل غدر وخيانة: 

• اليهود أهل غدر وخيانة ونقض للعهود، منذ بعث فيهم موسى عليه الصلاة والسلام إلى يومنا هذا وإلى يوم القيامة هم أغدر الناس بالعهد وأخونهم بالأمانة ولذلك لا يوثق منهم أبدًا ومن وثق بهم فإنه في الحقيقة لم يعرف سيرتهم منذ عهد قديم.

 

  • وضع المصحف على الأرض:

• وضع المصحف على الأرض الطاهرة الطيبة فإن هذا لا بأس به ولا حرج فيه لأن هذا ليس فيه امتهان للقرآن،ولا إهانة له، وهو يقع كثيرًا من الناس إذا كان يصلي ويقرأ من المصحف وأراد السجود يضعه بين يديه فهذا لا يعد امتهانًا ولا إهانة.

 

  • الخشوع هو لب الصلاة وروحها: 

• الصلاة بلا خشوع كالجسد بلا روح، فأنت إذا صليت وقلبك يدور في كل واد فإنك تصلى حركات بدنية فقط فإذا كان قلبك حاضرًا تشعر كأنك بين يدي الله عز وجل،تناجيه بكلامه وتتقرب إليه بذكره ودعائه فهذا هو لب الصلاة وروحها.

 

  • متفرقات:

• ليعلم أن الصبي بل كل من دون البلوغ يكتب له الأجر، ولا يكتب عليه الوزر.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply