التقوى – اليقين


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

هذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله، وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر، وهي مختارة من:

"باب التقوى"، و" باب اليقين"، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

·       التقوى:

• التقوى اسم مأخوذ من الوقاية، وهو أن يتخذ الإنسان ما يقيه من عذاب الله. والذي يقيك من عذاب الله فعل أوامر الله واجتناب نواهيه، فإن هذا هو الذي يقي من عذاب الله عز وجل.

·       القول السديد:

• القول السديد فهو القول الصواب، وهو يشمل كل قول فيه خير، سواء كان من ذكر الله، أو طلب العلم، أو من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو من الكلام الحسن الذي يستجلب به الإنسان مودة الناس ومحبتهم، أو غير ذلك.

·       القول غير السديد:

• القول غير السديد هو القول الذي ليس بصواب، بل خطأ إما في موضوعه، وإما في محله.

• القول الذي ليس بصواب... في موضوعه بأن يكون كلامًا فاحشًا يشتمل على السبّ والشتم والغيبة والنميمة وما أشبهه... أو في محله أن يكون هذا القول في نفسه هو خير لكن كونه يقال في هذا المكان ليس بخير، لأن لكل مقام مقالًا.

·       من فوائد التقوى:

• إذا كنت متقي الله فثِق أن الله سبحانه سيجعل لك مخرجًا من كل ضيق، واعتمد ذلك لأنه قول من يقول للشيء كن فيكون.

• ما أكثر الذين اتقوا الله فجعل لهم مخرجًا من ذلك قصة الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار فنزلت صخرة على باب الغار فسدته فأرادوا أن يزيحوها فعجزوا فتوسل كل واحد منهم بصالح عمله إلى الله... ففرج الله عز وجل عنهم وزالت الصخرة.

• فائدة عظيمة أن الله يرزقك من حيث لا تحتسب... فلا تيأس وتقول أين الرزق من حيث لا أحتسب، بل انتظر وثق بوعد الله، وصدّق به وستجده ولا تتعجل.

• التقوى يحصل بها زيادة الهدى، وزيادة العلم، وزيادة الحفظ.

• التقوى سبب لزيادة الفهم... ويدخل في ذلك... الفراسة أن الله يعطي المُتقي فراسة يميز بها حتى بين الناس فبمجرد ما يرى الإنسان يعرف أنه كاذب أو صادق أو بر أو فاجر حتى ربما يحكم على الشخص وهو لم يعاشره... بسبب ما أعطاه الله من الفراسة.

• ما يحصل للمتقين من الكرامات التي لا تحصل لغيرهم، ومن ذلك: ما حصل لكثير من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.

• كثير من الناس لا يقلع عن الذنب لأنه زُين له والعياذ بالله فألِفه وصعُب عليه أن ينتشل نفسه منه، لكن إذا كان متقيًا لله عزوجل سهل الله له الإقلاع عن الذنوب.

• إذا كنت تريد أن تكون كريمًا عند الله وذا منزلة عنده فعليك بالتقوى، فكلما كان الأنسان لله أتقى كان عنده أكرم. أسأل الله أن يجعلني وإياكم من المتقين.

• بالتقوى صلاح الأعمال ومغفرة الذنوب، وبالقول السديد صلاح الأعمال ومغفرة الذنوب.

·       الأعداء والتركيز على المرأة:

• نجد أعداءنا وأعداء ديننا أعداء شريعة الله عز وجل يركزون اليوم على مسألة النساء وتبرجهن واختلاطهن بالرجال ومشاركتهن للرجال في الأعمال حتى يصبح الناس كأنهم حمير لا يهمهم إلا بطونهم وفروجهم والعياذ بالله.

• هم يُقحمون النساء الآن بالوظائف الرجالية... أتدرون ماذا يحدث؟ يحدث مفسدة الاختلاط، ومفسدة الزنا والفاحشة، سواء في زنى العين، أو زنى اللسان، أو زنى اليد، أو زنى الفرج، كل ذلك محتمل إذا كانت المرأة مع الرجل في الوظيفة.

·       اليقين والتوكل:

• اليقين هو قوة الأيمان والثبات، حتى كأن الإنسان يرى بعينه ما أخبر الله به ورسوله من شدة يقينه، فاليقين هو ثبات وإيمان ليس معه شك بوجه من الوجوه.

• غاية اليقين أن يكون الإنسان عند الشدائد وعند الكرب ثابتًا، مؤمنًا موقنًا، عكس من كان توكله ويقينه ضعيفًا، فإنه عند المصائب والكرب ربما ينقلب على وجهه.

• اليقين يثمر ثمرات جليلة منها التوكل على الله عز وجل.

• التوكل على الله اعتماد الإنسان على ربه عز وجل في ظاهره وباطنه في جلب المنافع ودفع المضار... اعتمد عليه في أمورك كلها دقيقها وجليلها لأن الله إذا لم ييسر لك الأمور لم يتيسر لك، ومن أسباب تيسره أن نتوكل عليه.

• في هاتين المرتبتين اليقين والتوكل يحصل للإنسان مقصوده في الدنيا والآخرة، ويستريح ويعيش مطمئنا سعيدًا، لأنه موقن بكل ما أخبر الله به ورسوله، ومتوكل على الله عز وجل.

·       الخوف من زيغ القلب:

• ينبغي للإنسان أن يخاف ويوجل ويخشى من زيغ القلب، ويسأل الله دائمًا الثبات فإنه ما من قلب من قلوب بني آدم إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه

·       طلب العون من الله عز وجل:

• الله عز وجل أكرم الأكرمين وأجود الأجودين فإذا اتجه الإنسان إليه في أموره أعانه وساعده وتولاه ولكن البلاء من بني آدم حيث يكون الإعراض كثيرًا في الإنسان، ويعتمد على الأمور المادية دون الأمور المعنوية.

·       عدم الخوف في الله لومة لائم:

• على الإنسان أن لا يخاف في الله لومة لائم، وأن لا يخاف إلا الله، ولكن يجب أن يكون سيره على هدى من الله عز وجل، فإذا كان سيره على هدى من الله فلا يخافن أحدًا.

·       التشاؤم:

• قوله عليه الصلاة والسلام:"لا يتطيرون" أي: لا يتشأمون، لا بمرئي، ولا بمسموع، ولا بمشموم، ولا بمجذوم.

• الطيرة محرمة، لا يجوز لأحد أن يتطير، لا بطيور، ولا بأيام، ولا بشهور، ولا بغيرها.

• التشاؤم كما أنه شرك أصغر فهو حسرة على الإنسان، فيتألم من كل شيء يراه، لكن لو اعتمد على الله، وترك هذه الخرافات لسلم، ولصار عيشه صافيًا سعيدًا.

• وكان بعضهم يتشأم بالوجه، إذا رأى وجهًا لا يعجبه، حتى أن بعضهم إذا فتح دكانه وكان أول من يأتيه رجل أعور، أو أعمى أغلق دكانه، وقال: اليوم لا رزق فيه.

·       ملاحظة القلب عند تلاوة القرآن:

• إذا رأيت من نفسك أنك كلما تلوت القرآن ازددت إيمانًا فإن هذا من علامة التوفيق، أما إذا كنت تقرأ القرآن ولا تتأثر به فعليك بمُداوة نفسك... عليك بمداوة القلب فإن القلب إذا لم ينتفع بالقرآن ولم يتعظ به فإنه قلب قاسٍ مريض.

·       اجعل هذه الكلمة دائمًا على بالِك إذا رأيت من الناس عدوانًا عليك:

• ينبغي لكل إنسان رأى من الناس جمعًا له، أو عدوانًا عليه أن يقول: *حسبنا الله ونعم الوكيل* فإذا قال هكذا كفاه الله شرهم، كما كفى إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام، فاجعل هذه الكلمة دائمًا على بالِك إذا رأيت من الناس عدوانًا عليك.

·       كثرة الأولاد:

• لقد ضل ضلالًا مبينًا من أساء الظن بربه فقال لا تكثروا الأولاد، تضيق عليكم الأرزاق!! كذبوا ورب العرش، فإذا أكثروا من الأولاد أكثر الله رزقهم، لأنه ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها.

• رزق أولادك وأطفالك على الله عز وجل هو الذي يفتح لك أبوب الرزق من أجل أن تنفق عليهم... أكثر من الأولاد تكثر لك الأرزاق هذا هو الصحيح.

• أكثر الناس عندهم سوء ظن بالله ويعتمدون على الأمور المادية المنظورة، ولا ينظرون إلى المدى البعيد، وإلى قدرة الله، وأنه هو الذي يرزق ولو كثر الأولاد.

·       قصة نسج العنكبوت غير صحيحة:

قصة نسج العنكبوت غير صحيحة... لأن الذي منع المشركين عن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر ليست أمورًا حسية، تكون لهما ولغيرهما، بل هي أمور معنوية، وآية من آيات الله عز وجل.

·       متفرقات:

• من نعمة الله على العبد أن يُيسره للاستغفار والتوبة.

• ذكر الأطباء أن النوم على الجنب الأيمن أفضل للبدن وأصحّ من النوم على الجانب الأيسر.

• من البلاء للعبد أن يظن أن ما كان عليه من الذنوب ليس بذنب فيُصيرّ عليه والعياذ بالله.

• الإنسان إذا وفقه الله ومنَّ عليه بالاستغناء عن الخلق صار عزيز النفس غير ذليل.

• اليمين على المستقبل هي التي فيها الكفارة فإذا حلف الإنسان على شيء مستقبل وخالف ما حلف عليه وجبت عليه الكفارة، إلا أن يقرن يمينه بمشيئة الله، فيقول إن شاء الله، فهذا لا كفارة عليه ولو خالف. والله الموفق.

• المرأة إذا وظفت فإنها سوف تنعزل عن بيتها وعن زوجها وتصبح الأسرة متفككة.

• التقوى أحيانًا تقترن بالبرّ،... وتارة تذكرها وحدها، فإذا قرنت بالبرِّ، صار البر فعل الأوامر، والتقوى ترك النواهي. وإذا أفردت صارت شاملة تعم فعل الأوامر واجتناب النواهي.

• الصواب أن يقال: إبراهيم خليل الله، ومحمد خليل الله، وموسى كليم الله.

• المؤمن كلما اشتدت به الأزمات ازداد إيمانًا بالله، لأنه يؤمن بأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply