يوم تحديت العيون


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

في مدينة *ينبع الصناعية* حديث لا يكاد ينقطع عن الحسد وآثاره، وعن الحساد وضحاياهم. ونَبَتَ ولدي البكر بينهم، وشاء الله أن ينصرف لحفظ كتابه، وأتم الله له حفظ كتابه قبل بلوغ السادسة، حفظًا وتجويدًا، ونافس الشباب وحصل على المركز الثاني بـ 98.5% في مسابقة بالنقاط، وكرِّم وتكريمه منشور على اليوتيوب في صفحته الشخصية.
وكنت أتألم لما يُفقد من وقت، ومالٍ تحتاج إليه الأمة. فالكل يهدر مالًا.. ووقتًا... بل وغير قليل يحمل إثمًا....
وليقيني بأن النموذج العملي أصدق وأقوى وأندى صوتًا من غيره، دفعت بولدي بينهم... أُحدث من أعرف ومن يسأل عنه، وما منَّ الله به عليه من حفظ القرآن وتعلم الحساب، وشيء من الجغرافيا، والسيرة..... وغير ذلك.... وأُحدثهم أنه بين أيديهم من شاء فليسأله.!!
وحذرني بعض المحبين. وتُلِيت علي عشراتٌ من قصص الحساد.
يقولون: العيون.
وكنت أقول: والله موجود؟!!
والله لا يرد من سأله؟!!
إن العبد يُكرم الجار، وإن العبد يحمي من استجار، وإن العبد يستحي أن يرد سائلًا، فكيف بالله العظيم الكبير المنان؟!
وما خرجت أفآخر بل أرجو ما عند ربي، وهو يكفيني الذين من دونه.
ولا يدفع البلاء بمثل العطاء، يقول الله، عز وجل:
{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ * صَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}ٰ(الليل: 5-7). وفي الحديث:"صنائع المعروف تقي مصارع السوء".
حين غدا ولدي لمدرسة *الإمام نافع* (الهيئة الملكية- ينبع الصناعية) وجد حفاوة ومقابلة حسنة من المدير والمدرسين، بل الطلاب أيضًا، وأمرتُه بأن لا ترد سائلًا، من سألك (يختبر حفظك) أجبه...
وحَدَثَ ما يشبه *النكت*: يقابله الطلاب في "الفسحة" بالمصاحف يقولون له: أحقًا تحفظ يا جلال؟!
فيقول نعم. ويسألونه.. ويسألونه... ويجيب بفضل الله ومنته.
ويومًا مررت به في طرقات المدرسة فوجدت كريمًا فاضلًا من المدرسين أعرفه فطلب مني أن أدخل الفصل بجلال. ودخلت فإذا بالطلاب يصيحون: هذا جلال القصاص نريد أن نسأله: ووقف أمامهم وكل منهم يرمي بسؤال: ويعود السؤال لصاحبه تمتطيه الإجابةُ.
ظلّوا يسألون حتى سكتوا. لم يبقَ لهم سؤال: ثم سأل المعلم فأجاب ولدي ولم يشأ الله له أن يتعلثم. والله أسأل، لي وله ولأمه وإخوانه والمسلمين، علمًا نافعًا وعملًا صالحًا وحياة كريمةً وخاتمةً حسنةً، إنه كريم منان.
ما المقصود؟
تبدد الخوف من الحسد عند كثيرين ممن يتصلون ببيتي، وممن يخالطهم ولدي.
وهو (الحسد) تكئة أكثر منه حقيقة.
وهو داء ولكل داء دواء. والله على كل شيء قدير.
تشجع عدد من الأسر ونشطوا، ولا زال بعضهم على تواصلٍ معنا للآن ويسارعون في الخيرات بإذن ربهم،،،
ما المقصود؟
علماء التربية يتحدثون بأن التعليم قد يبدأ من الثانية، وإن تآخر فمن الثالثة. وأن الخطوط الرئيسية في شخصية الطفل ترسم قبل السادسة. وأن الفطام النفسي يكون بعد الثانية عشر، وإن تآخر ففي الخامسة عشر. فلِمَ نُهدر وقتنا، ووقت الأجيال القادمة، ونضيع الفرصة، ونسير بالنفس البشرية عكس طبيعتها.. بتأخير التعلم.. بالحديث عن أن الحفظ دون السادسة أو دون الثامنة حفظًا مبكرًا؟!
والحفظ دون السادسة، أو الثامنة، طبعي جدًا، وسهل لمن يحاول بعزيمة وجد. والتجربة تقول بأن الطفل يستوعب في هذه السن كثيرًا من الأشياء.. ولك أن تتدبر ما يعقله طفلك من أفلام الكرتون والألعاب!

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply