فضائل لآية الكرسي


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

آية الكرسي هي من آيات القرآن الكريم المميزة التي تحمل في طياتها دلالات عميقة وقوة معنوية خاصة. قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنها أعظم آية في القرآن، فهي تشهدُ بتوحيد الله وبجلاله وصفاته السماوية التي لا تقارن بأي شيء من خلقه.

في هذه الآية، يعرّف الله نفسه للبشر بالكلمات التي يمكنهم فهمها، ويوضح أن لا شيء في الكون يمكن أن يُشبهه أو يقارن به. آية الكرسي مليئة بالمعاني المباركة ولهذا تعتبر من أجّلِ الآيات القرآنية.

وبعض مميزات وفضائل هذه الآية هي:

  1. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكُرسيِّ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ لم يحُلْ بينه وبين دخولِ الجنَّةِ إلَّا الموتُ "، كما في السلسلة الصحيحة للألباني.
  2. قال صلى الله عليه وسلم: "يا أبا المُنْذِرِ، أتَدْرِي أيُّ آية مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ. قالَ: يا أبا المُنْذِرِ أتَدْرِي أيُّ آية مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} البقرة:255. قالَ: فَضَرَبَ في صَدْرِي، وقالَ: واللَّهِ لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المُنْذِرِ".

قال النووي في شرح مسلم: قال العلماء: إنما تميزت آية الكرسي بكونها أعظم لما جمعت من أصول الأسماء والصفات من الإلهية والوحدانية والحياة والعلم والملك والقدرة والإرادة، وهذه السبعة أصول الأسماء والصفات.

  1. قراءة الآية تحمي من الجن والشيطان:
    روي عن عمر أنه صارع جنيًّا فصرعه عمرُ رضي اللهُ عنه، فقال له الجنيُّ: خلِّ عني حتى أُعلِّمُك ما تمتنعون به منَّا، فخلَّى عنه وسأله، فقال: إنَّكم تُمتنعون منَّا بآيةِ الكرسيِّ.
    قلت: هذا صحيح، وفي الخبر: من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة كان الذي يتولى قبض روحه ذو الجلال والإكرام، وكان كمن قاتل مع أنبياء الله حتى يستشهد.
  2. قراءة القرآن قبل النوم حفظٌ من الشيطان:
    عن أبو هريرة رضي الله عنه كان يحرس زكاة رمضان عندما أمسك بلص حاول السرقة. عندما أراد أبو هريرة تسليمه، قال اللص: "سأعلمك بكلمات تنفعك إذا قرأتها قبل النوم". وعندما سأله أبو هريرة عن هذه الكلمات، قال اللص: "آية الكرسي، إذا قرأتها وأنت تنوي النوم فإن الله سيحفظك ولن يقرب منك شيطان حتى الصباح". وعندما أخبر أبو هريرة النبي صلى الله عليه وسلم بما حدث، أخبره النبي أن هذا اللص هو الشيطان نفسه، كما روى البخاري في الحديث:
    "وكَّلني رسولُ اللهِ بحفظ زكاةِ رمضانَ، فأتانى آتٍ، فجعل يحثو من الطعامِ، فأخذتُه، فقلتُ: لأَرفعنَّك إلى رسولِ اللهِ، قال: إني محتاجٌ، وعليَّ دَينٌ وعِيالٌ، ولي حاجةٌ شديدةٌ فخلَّيتُ عنه، فأصبحتُ، فقال النَّبيُّ: يا أبا هريرةَ ما فعل أسيرُك البارحةَ؟ قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ شكا حاجةً شديدةً وعِيالًا، فرحمتُه فخلَّيتُ سبيلَه، قال: أما إنه قد كذبَك وسيعود فعرفت أنه سيعودُ، لقولِ رسولِ اللهِ: أنه سيعود، فرصدتُه، فجاء يحثو من الطعامِ (وذكر الحديثَ إلى أن قال:) فأخذتُه (يعني في الثالثةِ) فقلتُ: لأَرفعنَّكَ إلى رسولِ اللهِ، و هذا آخر ثلاثِ مراتٍ تزعم أنك لا تعود، ثم تعود، قال: دَعْني أُعلِّمْك كلماتٍ ينفعك اللهُ بها قلتُ: ما هنَّ؟ قال، إذا أَوَيتَ إلى فراشِك، فاقرأ آية الكرسيِّ: (اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) حتى تختم الآيةَ، فإنك لن يزال عليك من الله حافظٌ، ولا يقربُك شيطانٌ حتى تصبحَ فخلَّيتُ سبيلَه، فأصبحتُ، فقال لي رسولُ اللهِ: ما فعل أسيرُك البارحةَ؟ قلتُ: يا رسولَ اللهِ زعم أنه يُعلِّمُني كلماتٍ ينفعني اللهُ بها، فخلَّيتُ سبيلَه، قال: ما هي؟ قلتُ: قال لي: إذا أوَيتَ إلى فراشِك فاقرأْ آية الكُرسيِّ، من أولها حتى تختم الآية (اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)، و قال لي: لن يزال عليك من الله حافظٌ، و لا يقربُك شيطانٌ حتى تصبحَ و كانوا أحرصَ شيءٍ على الخير فقال النبيُّ: أما إنه قد صدَقَك، و هو كذوبٌ، تعلم مَن تخاطبُ منذ ثلاثِ ليالٍ يا أبا هريرةَ؟ قلتُ: لا قال: ذاك الشيطانُ".

في حديث آخر، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول وهو على أعواد المنبر: "من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت، ولا يواظب عليها إلا صديق أو عابد، ومن قرأها إذا أخذ مضجعه آمنه الله على نفسه وجاره وجار جاره والأبيات حوله".

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply