تيميات


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

هذه قصيدة في رثاء شمس الأئمة وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قالها شهاب الدين أحمد بن يحيى العمري ت ٧٤٩هج في كتابه مسالك الأبصار في ممالك الأنصار في آخر ترجمته، وهي من البسيط، قال رحمه الله تعالى فيها:

أهكذا بالدياجي يحجب القمر                ويحبس النور حتى يذهب المطر

أهكذا تمنع الشمس المنيرة عن                 منافع الأرض أحيانًا فتستتر

أهكذا الدهر ليلا كله أبدا                    فليس يعرف في أوقاته سحر

أهكذا السيف لا تمضي مضاربه               والسيف في الفتك ما في عزمه خور

أهكذا القوس ترمي بالعراء وما                تصمي الرمايا وما في باعها قصر

أهكذا يترك البحر الخضم ولا                 يلوى عليه وفي أصدافه الدرر

أهكذا بتقي الدين قد عبثت                  أيدي العدى وتعدى نحوه الضرر

ألا ابن تيمية ترمى سهام أذى                من الأنام ويدمى الناب والظفر

بذ السوابق ممتد العبادة لا                    يناله ملل فيها ولا ضجر

ولم يكن مثله بعد الصحابة                     في علم عظيم وزهد ماله خطر

طريقة كان يمشي قبل مشيته                   بها أبو بكر الصديق أو عمر

فرد المذاهب في أقوال أربعة                   جاؤوا على أثر السباق وابتدروا

لما بنوا قبله عليا مذاهبهم                       بنى وعمّر منها مثل ما عمروا

مثل الأئمة قد أحيا زمانهم                     كأنه كان فيهم وهو منتظر

إن يرفعوهم جميعا رفع مبتدأ                     فحقه الرفع أيضا إنه خبر

أمثله بينكم يلقى بمضيعة                      حتى يطيح له عمدا دم هدر

يكون وهو أماني لغيركم                        تنوبه منكم الأحداث والغِيَر

والله لو أنه في غير أرضكم                    لكان منكم على أبوابه زُمر

مثل ابن تيمية يُنسى بمحبسه                  حتى يموت ولم يكحل به بصر

 مثل ابن تيمية ترضى حواسده                بحبسه أو لكم في حبسه عذر

مثل ابن تيمية في السجن معتقل              والسجن كالغمد وهو الصارم الذكر

مثل ابن تيمية يرمى بكل أذى                وليس يجلى قذى منه ولا نظر

مثل ابن تيمية تذوي خمائله                   وليس يلقط من أفنانه الزهر

مثل ابن تيمية شمس تغيب سدى             وما ترق بها الآصال والبكر

مثل ابن تيمية يمضي وما عبقت               بمسكه العاطر الأردان والطرر

مثل ابن تيمية يمضي وما نهلت                له سيوف ولا خطية سمر

ولا تجارى له خيل مسومة                     وجوه فرسانها الأوضاح والغرر

ولا تحف به الأبطال دائرة                     كأنهم أنجم في وسطها قمر

ولا تعبس حرب في مواقفه                     يوما ويضحك في أرجائه الظفر

حتى يقوم هذا الدين من ميل                 ويستقيم على منهاجه البشر

بل هكذا السلف الأبرار ما برحوا             يبلى اصطبارهم جهدا وهم صُبر

تأسى بالأنبياء الطهر كم بلغت               فيهم مضرة أقوام وكم هجروا

في يوسف في دخول السجن منقبة             لمن يكابد ما يلقى ويصطبر

ما أهملوا أبدا بل أمهلوا لمدى                    والله يعقب تأييدا وينتصر

أيذهب المنهل الصافي وما نقعت                به الظماء وتبقى الحمأة الكدر

مضى حميدا ولم يعلق به وضر                 وكلهم وضر في الناس أو وَذَر

طود من الحلم لا يرقى له قنن                 كأنما الطود من أحجاره حجر

بحر من العلم قد فاضت بقيته                 فغاضت الأبحر العظمى وما شعروا

يا ليت شعري هل في الحاسدين له           نظيره في جميع القوم إن ذكروا

 هل فيهم لحديث المصطفى أحد             يميز النقد أو يروى له خبر

هل فيهم من يضم البحث في نظر            أو مثله من يصم البحث والنظر

هلا جمعتم له من قومكم ملأ                  كفعل فرعون مع موسى لتعتبروا

قولوا لهم قال هذا فابحثوا معه                   قدامنا وانظروا الجهال إن قدروا

تلقى الأباطيل أسحار لها دهش              فيلقف الحق ما قالوا وما سحروا

فليتهم مثل ذاك الرهط من ملأ                حتى تكون لكم في شأنهم عِبر

وليتهم أذعنوا للحق مثلهم                     فآمنوا كلهم من بعد ما كفروا

يا طالما نفروا عنه مجانبة                        وليتهم نفعوا في الضيم أو نفروا

هل فيهم صادع بالحق مقولة                  أو خائض للوغى والحرب تستعر

رمى إلى نحر غازان مواجهة                    سهامه من دعاء عونه القدر

بتل راهط والأعداء قد غلبوا                   على الشآم وطال الشر والشرر

وشق في المرج والأسياف مصلتة               طوائفا كلها أو بعضها التتر

هذا وأعداؤه في الدور أشجعهم                مثل النساء بظل الباب مستتر

وبعدها كسروان والجبال وقد                  أقام أطوادها والطور منفطر

واستحصد القوم بالأسياف جهدهم           وطالما بطلوا طغوى وما بطروا

قالوا قبرناه قلنا إن ذا عجب                  حقا الكوكب الدري قد قبروا

وليس يذهب معنى منه متقد                  وإنما تذهب الأجسام والصور

لم يبكه ندما من لا يصب دما                  يجري به ديما تهمي وتنهمر

لهفي عليك أبا العباس كم كرم                  لما قضيت قضى من عمره العمر

سقى ثراك من الوسمي صيبه                     وزار مغناك قطر كله قطر

ولا يزال له برق يغازله                          حلو المراشف في أجفانه حور

لفقد مثلك يا من ماله مثل                   تأسى المحاريب والآيات والسور

(فيه غلو)

يا وارثا من علوم الأنبياء نهى                  أورثت قلبي نارا وقدها الفكر

يا واحدا لست أستثني به أحدا                من الأنام ولا أبقي ولا أذر

(فيه مبالغة)

يا عالما بنقول الفقه أجمعها                    أعَنك تحفظ زلات كما ذكروا

يا قامع البدع اللاتي تجنبها                     أهل الزمان وهذا البدو والحضر

ومرشد الفرقة الضلال نهجهم                  من الطريق فما حاروا ولا سهروا

ألم يكن للنصارى واليهود معا                  مجادلا وهم في البحث قد حصروا

وكم فتى جاهل غِرّ أنبت له                   رشد المقال فزال الجهل والغرر

ما أنكروا منك إلا أنهم جهلوا                 عظيم قدرك لكن ساعد القدر

قالوا بأنك قد أخطأت مسألة                 وقد يكون فهلا منك تغتفر

غلطت في الدهر أو أخطأت واحدة           أما أجدت إصابات فتعتذر

ومن يكون على التحقيق مجتهدا               له الثواب على الحالين لا الوزر

ألم تكن بأحاديث النبي إذا                    سئلت تعرف ما تأتي وما تذر

حاشاك من شبه فيها ومن شبه                كلاهما منك لا يبقى له أثر

عليك في البحث أن تبدي غوامضه           وما عليك إذا لم تفهم البقرُ

قدمت لله ما قدمت من عمل                وما عليك بهم ذموك أو شكروا

هل كان مثلك من يخفى عليه هدى           ومن سمائك تبدو الأنجم الزهر

وكيف تحذر من شيء تزل به                 أنت التقي فماذا الخوف والحذر

رحم الله شيخ الإسلام، ورحم ابن فضل الله العمري الناظم، بها أبيات فيها مبالغات، ومن رأى الشيخ تقي الدين، وهو(الرائي) من فحول العلماء فقد رأى عجبًا.. فقال ما قال وليس الخبر لمن بعده كالمعاينة، والمقطوع به ان علم الشيخ دخله التوفيق، وأُكرم به غاية الإكرام.

فعلمه كرامة ورزق العلم والعمل كرامة لمن رزقهما، لكنّ علم شيخ الإسلام من جنس الكرامات للأولياء.

وهذا طرف من ترجمته في كتاب ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي (ت ٧٩٥).

قال: ولما كان معتقلا بالإسكندرية: التمس منه صاحب سبتة أن يجيز لأولاده، فكتب لهم في ذلك نحوا من ستمائة سطر، منها سبعة أحاديث بأسانيدها، والكلام على صحتها ومعانيها، وبحث وعمل ما إذا نظر فيه المحدث خضع له من صناعة الحديث. وذكر أسانيده في عدة كتب. ونبه على العوالي. عمل ذلك كله من حفظه، من غير أن يكون عنده ثبت أو من يراجعه.

ولقد كان عجيبا في معرفة علم الحديث.

فأما حفظه متون الصحاح وغالب متون السنن والمسند: فما رأيت من يدانيه في ذلك أصلًا.

قال: وأما التفسير فمسلم إليه. وله من استحضار الآيات من القرآن - وقت إقامة الدليل بها على المسألة - قوة عجيبة. وإذا رآه المقرئ تحيز فيه. ولفرط إمامته في التفسير، وعظم اطلاعه. يبين خطأ كثير من أقوال المفسرين. ويوهي أقوالًا عديدة. وينصر قولًا واحدًا، موافقا لما دل عليه القرآن والحديث. ويكتب في اليوم والليلة من التفسير، أو من الفقه، أو من الأصلين، أو من الرد على الفلاسفة والأوائل: نحوا من أربعة كراريس أو أزيد.

قلت: وقد كتب "الحموية" في قعدة واحدة.

وهي أزيد من ذلك. وكتب في بعض الأحيان في اليوم ما يبيض منه مجلد.

وكان فريد دهره في فهم القرآن. ومعرفة حقائق الإيمان. وله يد طولى في الكلام على المعارف والأحوال. والتمييز بين صحيح ذلك وسقيمه. ومعوجه وقويمه.

وقد كتب ابن الزملكاني بخطه على كتاب "إبطال التحليل" للشيخ ترجمة الكتاب واسم الشيخ. وترجم له ترجمة عظيمة. وأثنى عليه ثناءً عظيمًا.

وكتب أيضا تحت ذلك:

ماذا يقول الواصفون له              وصفاته جلت عن الحصر

هو حجة لله قاهرة                   هو بيننا أعجوبة الدهر

هو آية للخلق ظاهرة                 أنوارها أربت على الفجر

وللشيخ أثير الدين أبي حيان الأندلسي النحوي - لما دخل الشيخ مصر واجتمع به - ويقال: إن أبا حيان لم يقل أبياتًا خيرًا منها ولا أفحل:

لما رأينا تقي الدين لاح لنا                              داع إلى الله فردا ماله وزر

على محياه من سيما الأولى صحبوا                      خير البرية نور دونه القمر

حبر تسربل منه دهره حبرا                              بحر تقاذف من أمواجه الدرر

قام ابن تيمية في نصر شرعتنا                           مقام سيد تيم إذ عصت مضر

فأظهر الدين إذ أثاره درست                            وأخمد الشرك إذ طارت له شرر

يا من تحدث عن علم الكتاب أصخ                    هذا الإمام الذي قد كان ينتظر

وحكى الذهبي عن الشيخ: أن الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد قال له -عند اجتماعه به وسماعه لكلامه -: ما كنت أظن أن الله بقي يخلق مثلك!

ومما وجد في كتاب كتبه العلامة قاضي القضاة أبو الحسن السبكي إلى الحافظ عبد الله الذهبي في أمر الشيخ تقي الدين المذكور: أما قول سيدي في الشيخ فالمملوك يتحقق كبر قدره. وزخارة بحره. وتوسعه في العلوم الشرعية والعقلية. وفرط ذكائه واجتهاده. وبلوغه في كل من ذلك المبلغ الذي يتجاوز الوصف. والمملوك يقول دائما. وقدره في نفسي أكبر من ذلك وأجل. مع ما جمعه الله له من الزهادة والورع والديانة. ونصرة الحق. والقيام فيه لا لغرض سواه. وجريه على سنن السلف. وأخذه من ذلك بالمأخذ الأوفى. وغرابة مثله في هذا الزمان. بل من أزمان.

وكان الحافظ أبو الحجاج المزي: يبالغ في تعظيم الشيخ والثناء عليه، حتى كان يقول: لم ير مثله منذ أربعمائة سنة.

وبلغني من طريق صحيح عن ابن الزملكاني: أنه سئل عن الشيخ؟ فقال: لم ير من خمسمائة سنة، أو أربعمائة سنة - الشك من الناقل. وغالب ظنه: أنه قال: من خمسمائة أحفظ منه.

وكذلك كان أخوه الشيخ شرف الدين يبالغ في تعظيمه جدا، وكذلك المشايخ العارفون، كالقدوة أبي عبد الله محمد بن قوام. ويحكى عنه أنه كان يقول: ما أسلمت معارفنا إلا على يد ابن تيمية.

والشيخ عماد الدين الواسطي كان يعظمه جدا، وتتلمذ له، مع أنه كان أسن منه. وكان يقول: قد شارف مقام الأئمة الكبار، ويناسب قيامه في بعض الأمور الصديقيين.

وكتب رسالة إلى خواص أصحاب الشيخ يوصيهم بتعظيمه واحترامه، ويعرفهم حقوقه، ويذكر فيها: أنه طاف أعيان بلاد الإسلام، ولم ير فيها مثل الشيخ علما وعملا وحالا وخلقا واتباعا، وكرما وحلما في حق نفسه، وقياما في حق الله تعالى، عند انتهاك حرماته. وأقسم على ذلك بالله ثلاث مرات.

ثم قال: أصدق الناس عقدا، وأصحهم علما وعزما، وأنفذهم وأعلاهم في انتصار الحق وقيامه، وأسخاهم كفا، وأكملهم اتباعا لنبيه محمد . ما رأينا قي عصرنا هذا من تُستجلى النبوة المحمدية وسننها من أقواله وأفعاله إلا هذا الرجل، بحيث يشهد القلب الصحيح: أن هذا هو الاتباع حقيقة.

ولكن كان هو وجماعة من خواص أصحابه ربما أنكروا من الشيخ كلامه في بعض الأئمة الأكابر الأعيان، أو في أهل التخلي والانقطاع ونحو ذلك.

وكان الشيخ لا يقصد بذلك إلا الخير، والانتصار للحق إن شاء الله تعالى.

وطوائف من أئمة أهل الحديث وحفاظهم وفقهائهم: كانوا يحبون الشيخ ويعظمونه، ولم يكونوا يحبون له التوغل مع أهل الكلام ولا الفلاسفة، كما هو طريق أئمة أهل الحديث المتقدمين، كالشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد ونحوهم، وكذلك كثير من العلماء من الفقهاء والمحدثين والصالحين كرهوا له التفرد ببعض شذوذ المسائل التي أنكرها السلف على من شذ بها، حتى إن بعض قضاة العدل من أصحابنا منعه من الإفتاء ببعض ذلك.

قال الذهبي: وغالب حطه على الفضلاء والمتزهدة فبحق، وفي بعضه هو مجتهد، ومذهبه توسعة العذر للخلق، ولا يكفر أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه.

قال: ولقد نصر السنة المحضة، والطريقة السلفية، واحتج لها ببراهين ومقدمات، وأمور لم يسبق إليها، وأطلق عبارات أحجم عنها الأولون والآخرون وهابوا، وجسر هو عليها، حتى قام عليه خلق من علماء مصر والشام قياما لا مزيد عليه، وبدعوه وناظروه وكابروه، وهو ثابت لا يداهن ولا يحابي، بل يقول الحق المر الذي أداه إليه اجتهاده، وحدة ذهنه، وسعة دائرته في السنن والأقوال، مع ما اشتهر عنه من الورع، وكمال الفكر، وسرعة الإدراك، والخوف من الله، والتعظيم لحرمات الله.

فجرى بينه وبينهم حملات حربية، ووقعات شامية ومصرية، وكم من نوبة قد رموه عن قوس واحدة، فينجيه الله، فإنه دائم الابتهال، كثير الاستغاثة، والاستعانة به، قوي التوكل، ثابت الجأش، له أوراد وأذكار يدمنها بكيفية وجمعية. وله من الطرف الآخر محبون من العلماء والصلحاء، ومن الجند والأمراء، ومن التجار والكبراء، وسائر العامة تحبه؛ لأنه منتصب لنفعهم ليلا ونهارا، بلسانه وقلمه.

وأما شجاعته: فبها تضرب الأمثال، وببعضها يتشبه أكابر الأبطال. ولقد أقامه الله تعالى في نوبة قازان. والنقي أعباء الأمر بنفسه. وقام وقعد وطلع، ودخل وخرج، واجتمع بالملك - يعني قازان - مرتين، وبقطلوشاه، وبولاي. وكان قيجق يتعجب من إقدامه وجراءته على المغول.

وله حدة قوية تعتريه في البحث، حتى كأنه ليث حرب. وهو أكبر من أن ينبه مثلي على نعوته. وفيه قلة مداراة، وعدم تؤدة غالبا، والله يغفر له.

وله إقدام وشهامة، وقوة نفس توقعه في أمور صعبة، فيدفع الله عنه.

وله نظم قليل وسط. ولم يتزوج، ولا تسري، ولا له من المعلوم إلا شيء قليل وأخوه يقوم بمصالحه، ولا يطلب منهم غداء ولا عشاء في غالب الوقت.

وما رأيت في العالم أكرم منه، ولا أفرغ منه عن الدينار والدرهم، لا يذكره، ولا أظنه يدور في ذهنه. وفيه مروءة، وقيام مع أصحابه، وسعي في مصالحهم. وهو فقير مال له. وملبوسه كآحاد الفقهاء: فرجيه، ودلق، وعمامة تكون قيمة ثلاثين درهما ومداس ضعيف الثمن. وشعره مقصوص.

وهو ربع القامة، بعيد ما بين المنكبين، كأن عينيه لسانان ناطقان، ويصلي بالناس صلاة لا تكون أطول من ركوعها وسجود. وربما قام لمن يجيء من سفر أو غاب عنه، وإذا جاء فربما يقومون له، الكل عنده سواء، كأنه فارغ من هذه الرسوم، ولم ينحن لأحد قط، وإنما يسلم ويصافح ويبتسم. وقد يعظم جليسه مرة، ويهينه في المحاورة مرات.

قلت: وقد سافر الشيخ مرة على البريد إلى الديار المصرية يستنفر السلطان عند مجيء التتر سنة من السنين، وتلا عليهم آيات الجهاد، وقال: إن تخليتم عن الشام ونصرة أهله، والذب عنهم، فإن الله تعالى يقيم لهم من ينصرهم غيركم، ويستبدل بكم سواكم.

وتلا قوله تعالى: }وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم){محمد: 38( وقوله تعالى: }إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه){التوبة: 120(.

وبلغ ذلك الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد - وكان هو القاضي حينئذ - فاستحسن ذلك، وأعجبه هذا الاستنباط، وتعجب من مواجهة الشيخ للسلطان بمثل هذا الكلام.

وأما محن الشيخ: فكثيرة، وشرحها يطول جدًا.

وقد اعتقله مرة بعض نواب السلطان بالشام قليلًا، بسبب قيامه على نصراني سب الرسول ، واعتقل معه الشيخ زين الدين الفاروقي، ثم أطلقهما مكرمين.

ولما صنف المسألة " الحموية " في الصفات: شنع بها جماعة، ونودي عليها الأسواق على قصبة، وألا يستفتي من جهة بعض القضاة الحنفية. ثم انتصر للشيخ بعض الولاة، ولم يكن في البلد حينئذ نائب، وضرب المنادي وبعض من معه، وسكن الأمر.

ثم امتحن سنة خمس وسبعمائة بالسؤال عن معتقده بأمر السلطان. فجمع نائبه القضاة والعلماء بالقصر، وأحضر الشيخ، وسأله عن ذلك؟ فبعث الشيخ من أحضر من داره " العقيدة الواسطية " فقرءوها في ثلاث مجالس، وحاققوه، وبحثوا معه، ووقع الاتفاق. بعد ذلك على أن هذه عقيدة سنية سلفية، فمنهم من قال ذلك طوعا، ومنهم من قاله كرها.

وورد بعد ذلك كتاب من السلطان فيه: إنما قصدنا براءة ساحة الشيخ، وتبين لنا أنه على عقيدة السلف.

ثم إن المصريين دبروا الحيلة في أمر الشيخ، ورأوا أنه لا يمكن البحث معه، ولكن يعقد له مجلس، ويدعى عليه، وتقام عليه الشهادات. وكان القائمون في ذلك منهم: بيبرس الجاشنكير، الذي تسلطن بعد ذلك، ونصر المنبجي وابن مخلوف قاضي المالكية، فطُلب الشيخ على البريد إلى القاهرة، وعقد له ثاني يوم وصوله - وهو ثاني عشرين رمضان سنة خمس وسبعمائة - مجلس بالقلعة، وادعي عليه عند ابن مخلوف قاضي المالكية، أنه يقول: إن الله تكلم بالقرآن بحرف وصوت، وأنه على العرش بذاته، وأنه يشار إليه بالإشارة الحسية.

وقال المدعي: أطلب تعزيره على ذلك، العزيز البليغ - يشير إلى القتل على مذهب مالك - فقال القاضي: ما تقول يا فقيه؟ فحمد الله وأثنى عليه، فقيل له: أسرع ما جئت لتخطب، فقال: أأمنع من الثناء على الله تعالى؟ فقال القاضي: أجب، فقد حمدت الله تعالى. فسكت الشيخ، فقال: أجب. فقال الشيخ له: من هو الحاكم في؟ فأشاروا: القاضي هو الحاكم، فقال الشيخ لابن مخلوف: أنت خصمي، كيف تحكم في؟ وغضب، ومراده: إني وإياك متنازعان في هذه المسائل، فكيف يحكم أحد الخصمين على الآخر فيها؟

فأقيم الشيخ ومعه أخواه، ثم رد الشيخ، وقال: رضيت أن تحكم فيّ، فلم يمكن من الجلوس، ويقال: إن أخاه الشيخ شرف الدين ابتهل، ودعا الله عليهم في حال خروجهم، فمنعه الشيخ، وقال له: بل قل: اللهم هب لهم نورا يهتدون به إلى الحق.

ثم حبسوا في برج أياما، ونقلوا إلى الجب ليلة عيد الفطر، ثم بعث كتاب سلطاني إلى الشام بالحط على الشيخ، والزم الناس -خصوصًا أهل مذهبه- بالرجوع عن عقيدته، والتهديد بالعزل والحبس، ونودي بذلك في الجامع والأسواق. ثم قرئ الكتاب بسُدة الجامع بعد الجمعة، وحصل أذى كثير للحنابلة بالقاهرة، وحبس بعضهم، وأخذ خطوط بعضهم بالرجوع. وكان قاضيهم الحراني قليل العلم.

ثم في سلخ رمضان سنة ست: أحصر سلار -نائب السلطان بمصر- القضاة والفقهاء، وتكلم في إخراج الشيخ، فاتفقوا على أنه يشترط عليه أمور، ويلزم بالرجوع عن بعض العقيدة، فأرسلوا إليه من يحضره، وليتكلموا معه في ذلك، فلم يجب إلى الحضور، وتكرر الرسول إليه في ذلك ست مرات، وصمم على عدم الحضور، فطال عليهم المجلس، فانصرفوا من غير شيء.

ثم في آخر هذه السنة وصل كتاب إلى نائب السلطنة بدمشق من الشيخ، فأخبر بذلك جماعة ممن حضر مجلسه، وأثنى عليه: وقال: ما رأيت مثله، ولا أشجع منه. وذكر هو عليه في السجن: من التوجه إلى الله تعالى، وأنه لا يقبل شيئا من الكسوة السلطانية ولا من الأدرار السلطاني، ولا تدنس بشيء من ذلك.

ثم في ربيع الأول من سنة سبع وسبعمائة دخل مهنا بن عيسى أمير العرب إلى مصر، وحضر بنفسه إلى السجن، وأخرج الشيخ منه، بعد أن استإذن في ذلك، وعقد للشيخ مجالس حضرها أكابر الفقهاء، وانفصلت على خير.

وذكر الذهبي والبرزالي وغيرهما: أن الشيخ كتب لهم بخطه مجملا من القول وألفاظا فيها بعض ما فيها، لما خاف وهدد بالقتل، ثم أطلق وامتنع من المجيء إلى دمشق. وأقام بالقاهرة يقرىء العلم، ويتكلم في الجوامع والمجالس العامة، ويجتمع عليه خلق.

ثم في شوال من السنة المذكورة: اجتمع جماعة كثيرة من الصوفية، وشكوا الشيخ إلى الحاكم الشافعي، وعقد له مجلس لكلامه في ابن عربي وغيره، وادعى عليه ابن عطاء بأشياء، ولم يثبت منها شيئ لكنه اعترف أنه قال: لا يستغاث بالنبي ، استغاثة بمعنى العبادة، ولكن يتوسل به، فبعض الحاضرين قال: ليس في هذا شيء.

ورأى الحاكم ابن جماعة: أن هذا إساءة أدب، وعنفه على ذلك، فحضرت رسالة إلى القاضي: أن يعمل معه ما تقتضيه الشريعة في ذلك، فقال القاضي: قد قلت له ما يقال لمثله.

ثم إن الدولة خيروه بين أشياء، وهي الإقامة بدمشق، أو بالإسكندرية، بشروط، أو الحبس، فاختار الحبس. فدخل عليه أصحابه في السفر إلى دمشق، ملزما ما شرط عليه فأجابهم، فاركبوه خيل البريد، ثم ردوه في الغد، وحضر عند القاضي بحضور جماعة من الفقهاء، فقال له بعضهم: ما ترضى الدولة إلا بالحبس. فقال القاضي: وفيه مصلحة له واستناب التونسي المالكي وإذن له أن يحكم عليه بالحبس، فامتنع، وقال: ما ثبت عليه شيء، فإذن لنور الدين الزواوي المالكي، فتحير، فقال الشيخ: أنا أمضي إلى الحبس وأتبع ما تقتضيه المصلحة، فقال الزواوي المذكور: فيكون في موضع يصلح لمثله، فقيل له: ما ترضى الدولة إلا بمسمى الحبس، فأرسل إلى حبس القاضي وأجلس في الموضع الذي أجلس فيه القاضي تقي الدين ابن بنت الأعز لما حبس، وإذن أن يكون عنده من يخدمه. وكان جميع ذلك بإشارة نصر المنبجي (قلت_وهو صوفي اتحادي من الغلاة في ابن عربي).

واستمر الشيخ في الحبس يستفتى ويقصده الناس، ويزورونه، وتأتيه الفتاوى المشكلة من الأمراء وأعيان الناس.

وكان أصحابه يدخلون عليه أولا سرا، ثم شرعوا يتظاهرون بالدخول عليه، فأخرجوه في سلطنة الششنكير الملقب بالمظفر، إلى الإسكندرية على البريد، وحبس فيها في برج حسن مضيء متسع، يدخل عليه من شاء، ويمنع هو من شاء، ويخرج إلى الحمام إذا شاء، وكان قد أخرج وحده، وأرجف الأعداء بقتله وتفريقه غير مرة، فضاقت بذلك صدور محبيه بالشام وغيره، وكثر الدعاء له. وبقي في الإسكندرية مدة سلطنة المظفر.

فلما عاد الملك الناصر إلى السلطنة وتمكن، وهلك المظفر، وحمل شيخه نصر المنبجي، واشتدت موجدة السلطان على القضاة لمداخلتهم المظفر، وعزل بعضهم: بادر بإحضار الشيخ إلى القاهرة مكرما في شوال سنة تسع وسبعمائة، وأكرمه السلطان إكراما زائدا، وقام إليه، وتلقاه في مجلس حفل، فيه قضاة المصريين والشاميين، والفقهاء وأعيان الدولة. وزاد في إكرامه عليهم، وبقي يساره ويستشيره سويعة، وأثنى عليه بحضورهم ثناء كثيرا، وأصلح بينه وبينهم. ويقال: إنه شاوره في أمرهم به في حق القضاة، فصرفه عن ذلك، وأثنى عليهم، وأن ابن مخلوف كان يقول: ما رأينا فتى من ابن تيمية، سعينا في دمه. فلما قدر علينا عفا عنا.

واجتمع بالسلطان مرة ثانية بعد أشهر، وسكن الشيخ بالقاهرة، والناس يترددون إليه، والأمراء والجند، وطائفة من الفقهاء، ومنهم من يعتذر إليه ويتنصل مما وقع.

قال الذهبي: وفي شعبان سنة إحدى عشرة: وصل النبأ: أن الفقيه البكري - أحد المبغضين للشيخ - استفرد بالشيخ بمصر، ووثب عليه، ونتش بأطواقه، وقال: أحضر معي إلى الشرع، فلي عليك دعوى، فلما تكاثر الناس انملص، فطلب من جهة الدولة، فهرب واختفى.

وذكر غيره: أنه ثار بسبب ذلك فتنة، وأراد جماعة الانتصار من البكري فلم يمكنهم الشيخ من ذلك.

واتفق بعد مدة: أن البكري همّ السلطان بقتله، ثم رسم بقطع لسانه، لكثرة فضوله وجراءته، ثم شفع فيه، فنفي إلى الصعيد، ومنع من الفتوى بالكلام في العلم. وكان الشيخ في هذه المدة يقرئ العلم، ويجلس للناس في مجالس عامة.

وقدم إلى الشام هو وإخوته سنة اثنتي عشرة بنية الجهاد، لما قدم السلطان لكشف التتر عن الشام. فخرج مع الجيش، وفارقهم من عسقلان، وزار البيت المقدس.

ثم دخل دمشق بعد غيبته عنها فوق سبع سنين، ومعه أخواه وجماعة من أصحابه، وخرج خلق كثير لتلقيه، وسُرّ الناس بمقدمه، واستمر على ما كان عليه أولا، من إقراء العلم، وتدريسه بمدرسة السكرية، والحنبلية، وإفتاء الناس ونفعهم.

ثم في سنة ثمان عشرة: ورد كتاب من السلطان بمنعه من الفتوى في مسألة الحلف بالطلاق بالتكفير، وعقد له مجلس بدار السعادة، ومنع من ذلك، ونودي به في البلد.

ثم في سنة عشرة عقد له مجلس أيضا كالمجلس الأول، وقرئ كتاب السلطان بمنعه من ذلك، وعوتب على فتياه بعد المنع، وانفصل المجلس على تأكيد المنع.

ثم بعد مدة عقد له مجلس ثالث بسبب ذلك، وعوتب وحبس بالقلعة. ثم حبس لأجل ذلك مرة أخرى. ومنع بسبب من الفتيا مطلقا، فأقام مدة يفتي بلسانه، ويقول: لا يسعني كتم العلم.

وفي آخر الأمر: دبروا عليه الحيلة في مسألة المنع من السفر إلى قبور الأنبياء والصالحين، وألزموه من ذلك التنقص بالأنبياء، وذلك كفر، وأفتى بذلك طائفة من أهل الأهواء، وهم ثمانية عشر نفسا، رأسهم القاضي الإخناني المالكي وأفتى قضاة مصر الأربعة بحبسه، فحبس بقلعة دمشق سنتين وأشهرا. وبها مات، رحمه الله تعالى.

وقد بين أن ما حكم عليه به باطل بإجماع المسلمين من وجوه كثيرة جدا، وأفتى جماعة بأنه يخطئ في ذلك خطأ المجتهدين المغفور لهم، ووافقه جماعة من علماء بغداد، وغيرهم. وكذلك ابنا أبي الوليد شيخ المالكية بدمشق أفتيا: أنه لا وجه للاعتراض عليه فيما قاله أصلا، وأنه نقل خلاف العلماء في المسألة، ورجح أحد القولين فيها.

وبقي مدة في القلعة يكتب العلم ويصنفه، ويرسل إلى أصحابه الرسائل، ويذكر ما فتح الله به عليه في هذه المرة من العلوم العظيمة، والأحوال الجسيمة.

وقال: قد فتح الله عليّ في هذا الحصن في هذه المرة من معاني القرآن، ومن أصول العلم بأشياء، كان كثير من العلماء يتمنونها، وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن، ثم إنه منع من الكتابة، ولم يترك عنده دواة ولا قلم ولا ورق، فأقبل على التلاوة والتهجد والمناجاة والذكر.

قال شيخنا أبو عبد الله بن القيم: سمعت شيخنا شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه، ونور ضريحه، يقول: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة. قال: وقال لي مرة: ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أين رحت فهي معي، لا تفارقني، أنا حبسي خلوة. وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة.

وكان في حبسه في القلعة يقول: لو بذلت ملء هذه القلعة ذهبًا ما عدل عندي شكر هذه النعمة أو قال: ما جزيتهم على ما نسبوا فيه من الخير - ونحو هذا.

وكان يقول في سجوده، وهو محبوس: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ما شاء الله.

وقال مرة: المحبوس من حبس قلبه عن ربه، والمأسور من أسره هواه.

ولما دخل إلى القلعة، وصار داخل سورها نظر إليه وقال: }فضرب بينهم بسور له باب، باطنه فيه الرحمة، وظاهره من قبله العذاب){الحديد: 13(.

قال شيخنا: وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشًا منه قط، مع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرجاف، وهو مع ذلك أطيب الناس عيشا، وأشرحهم صدرا، وأقواهم قلبا، وأسرهم نفسا، تلوح نضرة النعيم على وجهه وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت بنا الظنون، وضاقت بنا الأرض: أتيناه، فما هو إلا أن نراه، ونسمع كلامه، فيذهب عنا ذلك كله، وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة. فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فأتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها، والمسابقة إليها.

وأما تصانيفه:

فهي أشهر من أن تذكر، وأعرف من أن تنكر. سارت مسير الشمس في الأقطار، وامتلأت بها البلاد والأمصار. قد جاوزت حد الكثرة، فلا يمكن أحد حصرها، ولا يتسع هذا المكان لعد المعروف منها، ولا ذكرها.

ولنذكر نبذه من أسماء أعيان المصنفات الكبار: كتاب "الإيمان " مجلد، كتاب "الاستقامة" مجلدان "جواب الاعتراضات المصرية على الفتاوى الحموية" أربع مجلدات، كتاب "تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية"، في ست مجلدات كبار، كتاب "المحنة المصرية" مجلدان "المسائل الإسكندرانية"مجلد"الفتاوى المصرية" سبع مجلدات.

وكل هذه التصانيف ما عدا كتاب "الإيمان" كتبه وهو بمصر في مدة سبع سنين صنفها في السجن. وكتب معها أكثر من مائة لفة ورق أيضا، كتاب "درء تعارض العقل والنقل" أربع مجلدات كبار. والجواب عما أورده للشيخ كمال الدين بن الشريشي على هذا الكتاب، نحو مجلد كتاب "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" أربع مجلدات "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" مجلدان "شرح أول المحصل للرازي" مجلد "شرح بضعة عشر مسألة من الأربعين للرازي" مجلدان "الرد على المنطق" مجلد كبير "الرد على البكري في مسألة الاستغاثة" مجلد "الرد على أهل كسروان الروافض" مجلدان "الصفدية"، "جواب من قال: إن معجزات الأنبياء قوى نفسانية" مجلد "الهلاونية" مجلد "شرح عقيدة الأصبهاني "جلد" شرح العمدة "للشيخ موفق الدين. كتب منه نحو أربع مجلدات" تعليقة على المحرر في الفقه لجده عدة مجلدات "الصارم المسلول على شاتم الرسول" مجلد، "بيان الدليل على بطلان التحليل" مجلد "اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم" مجلد "التحرير في مسألة حفير" مجلد في مسألة من القسمة، كتبها اعتراضا على الخوي في حادثة حكم فيها "الرد الكبير على من اعترض عليه في مسألة الحلف بالطلاق" ثلاث مجلدات، كتاب "تحقيق الفرقان بين التطليق والأيمان" مجلد كبير "الرد على الأخنائي في مسألة الزيارة" مجلد. وأما القواعد المتوسطة والصغار وأجوبة الفتاوى: فلا يمكن الإحاطة بها، لكثرتها وانتشارها وتفرقها. ومن أشهرها "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" مجلد لطيف "الفرقان بين الحق والبطلان" مجلد لطيف "الفرقان بين الطلاق والأيمان" مجلد لطيف "السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية" مجلد لطيف "رفع الملام عن الأئمة الأعلام" مجلد لطيف.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply