بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
حينما توقَّفتْ السيدةُ عائشةُ رضي الله عنها عن بعضِ أعمالِ الحجِّ - بسببِ العُذر - بَكَتْ، فقال لها رسولُ الله صلى الله عليه وسلَّم: "لا يَضيركِ، إنما أنتِ امرأةٌ مِن بناتِ آدم، كتب الله عليكِ ما كتب عليهنَّ".رواه البخاري.
فما كان مَكتوبًا على العبد ومقدَّرًا عليه يجب التسليمُ له، دونَ حُزن أو جزع!
وفي «صحيح البخاري» قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلَّم: "إذا مَرِض العبدُ أو سافر كَتَب الله تعالى له مِن الأجر مثلَ ما كان يَعمل صحيحًا مقيمًا".
فالمعذورُ الذي امتنع عن عبادةٍ ما لأجلِ مرضِه وعُذرِه الشرعيِّ، لا ينبغي أن يحزنَ، فأجرُ هذه العبادةِ يُكتب له كما كان يَعملها خارجَ أيامِ عُذرِه.
ومن الأعمال التي يستطيع المَعذورُ فعلَها أيامَ عُذرِه:
1- القراءةُ في كُتبِ التفسير، والتدبُّرُ في كتابِ الله تعالى.
2- سماعُ القرآنِ، والتفكُّرُ بمعانيه.
3- الاشتغالُ بالأذكارِ والأورادِ العامَّة، مِن: تسبيحٍ وتحميدٍ وتهليل.
4- قراءةُ الأذكارِ النبويةِ اليوميَّة، وهي كثيرةٌ لا يستطيعُ المسلمُ أن يقرأَها جميعَها عادةً، فالمَعذورُ عندَه فرصةٌ لذلك، ويُمكن قراءتُها مِن كتاب «الأذكار» للإمام النووي.
5- الاشتغالُ بالصلاةِ على النبي صلى الله عليه وسلم، فأينَ المكثرونَ مِن الصلاة عليه كما كان سلفُنا الصالحُ رضي الله عنهم.
6- متابعةُ البرامجِ العلميةِ والدعوية، صوتيةً كانت أو مرئيةً.
7- قراءةُ العلمِ ومراجعتُه، مثلُ: أحكامِ التجويد، والفقهِ، وغيرِهما.
8- قراءةُ كتبِ الحديثِ التي لها ارتباط بحياتنا اليوميةِ والتربوية، مثلُ: «رياضِ الصالحين»، «الأدبِ المفرد» للبخاري، «الشمائلِ النبوية» للترمذي، «مختصرِ الترغيب والترهيب» لابن حجر.
9- قراءةُ كتبِ المواعظِ وتراجمِ العلماءِ والصالحين.
10- متابعةُ بعضِ الأعمالِ المنزليةِ، التي هي جهادٌ يوميٌّ مُتكرِّر، وفيها أجرٌ وثواب.
11- كثرةُ الدعاءِ والابتهالِ والتضرُّعِ إلى الله تعالى.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد