بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
كيف تكون معلما ناجحًا؟ أسس ومهارات المعلم الناجح كتاب تربوي من تأليف المشرف التربوي الأستاذ محمد بن ناصر الخليف، الرياض 1424هـ وهو من القطع المتوسط ويقع في (104) صفحة، وقد اشتمل على مقدمة، وسبع وحدات جاءت على النحو التالي:
الوحدة الأولى:
أسس التعليم.
مبادئ التعليم وأهدافه وأخلاقه.
المهارات التدريسية.
1- طرائق التدريس:
الوحدة الثانية:
المهارات التدريسية.
أولا: طرائق التدريس.
ثانيا: الإعداد الذهني والكتابي للدروس.
ثالثا: أسئلة الدرس التقويمية وأسس صياغتها.
2- الإعداد الذهني والكتابي للدروس.
(نموذج الإعداد الكتابي)
3- الأسئلة التقويمية للدرس وأسس صياغتها.
الوحدة الثالثة: المهارات الأساسية للمعلم.
الوحدة الرابعة: مسؤوليات التعلم: مسؤوليات المعلم: حقوقه وواجباتهز
الوحدة الخامسة: كيف يتم تقويم أداء المعلم الوظيفيز
الوحدة السادسة: من أساليب التدريس الفعالة.
الوحدة السابعة: 25 خطوة للنجاح في التدريس.
المراجع.
· المقدمة:
بين المؤلف فيها أن يقدم هذا الكتاب جرعات مركزة من تلك الأسس والمهارات التي ثبتت جدواها العالية بالتجربة الواقعية، من خلال إجماع كثير من التربويين عليها، وتأكيد نتائج الأبحاث العلمية على فوائدها، ومن خلال تجربة حية لكاتب هذه السطور حينما كان معلمًا يمارس العملية التعليمية، وحينما أصبح مشرفا يشارك زملاءه المعلمين في همومهم ويطلع معهم عن قرب على تأثير تلك الأسس والمهارات في رفع مستوى أدائهم بشكل ملحوظ. وهكذا تجمعت له مادة هذا الكتاب، وقدمها لزملائه المعلمين فلمس منهم الثناء عليها، ورغبتهم في طباعتها لتعم فائدتها ويسهل الاطلاع عليها والرجوع إليها.
ويبدأ هذا الكتاب بإرساء الأسس والمبادئ التي يرتكز عليها التعليم ويسرد أهم أهداف التعليم وأخلاقه. ثم يستعرض المهارات التدريسية من طرائق للتدريس والإعداد الذهني والكتابي للدروس والأسئلة التقويمية لها. ثم يتناول مهارات المعلم الأساسية المتعلقة بحيويته وطرحه للأسئلة أثناء الدرس وشرحه وتعامله مع الطلاب وإدارته للفصل واتصاله معهم، وتعاونه ومشاركته واستخدامه للتقنيات وتطويره وإبداعه. ثم يقدم الكتاب سردًا لمسؤوليات المعلم من حقوق وواجبات، ويختم باستعراض كيفية تقويم أداء المعلم الوظيفي من قبل المسؤولين عنه والمشرفين عليه، وبسرد أساليب تدريسية فعالة، وتقديم 25 خطوة لنجاح التدريس.
وبذلك تكتمل الصورة المنشودة للمعلم الناجح المزود بالأسس والأخلاقيات والمهارات والمعرفة اللازمة. ولا يفوتني أن أشكر الزميلين الأستاذين أيمن أبو عباة، ومحمد الزغيبي على ما قدماه لهذا العمل من مراجعة ودعم.
* أسس التعليم: مبادئ التعليم وأهدافه وأخلاقه:
- أهم مبادئ التعليم هو المبدأ الإيماني ثم التعلم للحياة!
- أن غاية التعليم فهم الإسلام فهما صحيحا!
- أهداف التعليم الأساسية أربعة: الأهداف الإسلامية، والمعرفية، والوجدانية، والمهارية!
- أن أهم أخلاق المعلم أنه مؤمن صاحب رسالة، شريك في التربية، تربطه بالطلاب علاقة الأبوة...!
وحول الإعداد الذهني والكتابي:
يقول المؤلف: زرت أحد المعلمين المتحمسين زيارة توجيهية في مدرسة ابتدائية عام 1416هـ، وأعجبت بطريقة تدريسه وتوزيعه زمن الحصة على خطوات الدرس واستثماره للسبورة وكراس الإعداد ومناقشته طلابه وشده انتباههم طوال الوقت، وبعد الحصة أبديت له ذلك الانطباع. وعقب شهر تقريبا جئت المدرسة نفسها لأزور معلما آخر فيها. غير أن جدوله لم يكن مواتيًا للزيارة، فرأيت زيارة الأخ الذي زرته في المرة السابقة، ولكن فوجئت في هذه المرة برجل آخر كان مشتت الانتباه مضطرب المعلومة ضعيف الأداء، وبعد الدرس التقيت به واستفسرت عن سبب ما رأيت، فأوضح لي أنه قدم من زيارة أهله وهم يقيمون في بلدة تبعد ثلاثمائة كيل، وقد نسي عندهم كراس إعداد الدروس، وكان مرهقا غير مستعد للدرس. وقدّرت له ظرفه، واتفقت معه على أهمية كراس إعداد الدروس للتذكير بأهداف الدرس ومحتواه وخطواته و وسائله وتقويمه. واستفدت من الموقف ألا أزور معلما دون موعد مسبق معلوم منذ بداية العام الدراسي.
الوحدة الثانية:
· المهارات التدريسية:
أولًا: طرائق التدريس.
ثانيًا: الإعداد الذهني والكتابي للدروس.
ثالثًا: أسئلة الدرس التقويمية وأسس صياغتها.
· التدريس:
تعريف طرائق التدريس:
هي الأساليب العملية التي يستخدمه المعلم مع طلابه في معالجة النشاط التعليمي.
والتدريس عملية كلية ينبغي أن تشمل الإنسان من مختلف جوانب شخصيته الجسمية والعقلية والنفسية. وتقوم على تفعيل دور المتعلم ليصبح متعلما نشطا في تعامل يشبع حاجاته، ويكسبه الخبرات التي تشكل حصيلة سيستخدمها مستقبلا بعد إعادة تنظيمها لحل مشكلاته، وتحقيق احتياجاته وطموحاته.
معايير اختيار الطريقة: لا تفاضل بين طريقة وأخرى. ولكن يحدد المناسبة منها ما يلي:
- ظروف المتعلمين: سنهم، عددهم، الفروق الفردية بينهم.
- الموقف التعليمي: طبيعة المادة. الغرض من الدرس. الإمكانات المتاحة.
مميزات الطريقة الجيدة:
1- مناسبتها للمتعلمين: من حيث سنهم، ومراحل نموهم، وظروفهم.
2- ترتيبها المنطقي للعرض بمرونة: من المعلوم للمجهول، ومن السهل للصعب والمحسوس للمعقول، والمباشر لغيره.
3- مراعاتها الأسس النفسية: في العرض المشوق وفق ميول المتعلمين ورغباتهم وقدراتهم واستعداداتهم، وفروقهم الفردية.
4- إشراكها المتعلمين في الدرس: بالأسئلة الإجابة واستثارة التفكير والاهتمام للاكتشاف والتوجه السليم.
5- استنادها على قوانين التعلم: كالتعلم من خلال العمل، وبالملاحظة، والتجربة الخطأ، والدافع، والاستعداد.
هناك ثلاثة اتجاهات للتدريس تختلف في توزيع الأدوار بين عناصر العملية التعليمية. كما يذكر ذلك د إبراهيم الحارثي (تعليم التفكير 1422هـ):
1- التدريس التقليدي (نموذج انتقال المعرفة): يقوم المعلم بنقل الأفكار والمعلومات إلى الطلاب، ويقومون بالإصغاء والالتقاط، وهو الاتجاه المستخدم في المدارس الثانوية في معظم دول العالم الثالث. ويقوم على افتراض أن المعرفة الصحيحة تنتقل من المعلم إلى الطلاب عبر الكلمات والرسائل المسموعة والمرئية.
2- التدريس الاستكشافي: ويقوم على أن الأفكار الصحيحة موجودة ومتاحة للجميع، وأن الطلاب يستطيعون أن يجدوها باستخدام طرائق البحث الصحيحة، كما يستطيعون فهمها واستيعابها. ودور المعلم فيها يكمن في تهيئة البيئة التعليمية المناسبة للتجريب، وتخطيط الخبرات التعليمية من محتوى وأدوات وطرائق. فيقوم الطلاب بإنتاج المعرفة لأنفسهم.
3- تدريس التفكير: وميزة هذا الاتجاه أنه يقدر أفكار الطلاب ومشاعرهم ويحترمها، ويركز على مهارات التفكير العليا، ويسمى (النموذج التحويلي) لأنه يسعى إلى تحويل أفكار الطلاب إلى حالة جديدة، فيسرع عملية التعلم من خلال الربط بين المعرفة والعمل والتفكير.
والطرائق التي سنستعرضها تتنوع في التركيز على المعلم والمتعلم إلى:
1- ما يركز على دور المعلم، ويجعل المتعلم متلقيا، ومن هذا النوع الطريقة الإلقائية والقياسية.
2- ما يوزع الأدوار بين المعلم والمتعلم ومن هذا النوع الطريقة الحوارية والمنطقية.
3- ما يركز على دور المتعلم ويجعله متعلما نشطا، ويجعل المعلمة ميسرا للعملية التعليمية، ومن هذا النوع الطريقة الاستنتاجية وحل المشكلات والمناقشة، وتعليم التفكير. ذكر المؤلف أنه يعرف التفكير بأنه: استخدام معرفتنا السابقة في حل المشكلات، وتشمل عملية التفكير نشاطين مهمين: التفكير الناقد، والتفكير الإبداعي. ويعرف التفكير الناقد بأنه: القدرة على توليد الاختيارات والمسوغات وقبول المنطق والبرهان. كما يعرف التفكير الإبداعي بأنه: إعادة ترتيب ما يعرف بطريقة تؤدي إلى معرفة ما لا يعرف.
وتبدو أهمية تعليم مهارات التفكير في تخريج متعلمين فعالين قادرين على التعلم الذاتي، وعلى تنظيم شؤون حياتهم، منتجين في مجتمعهم ومتعاونين ومُبادئين، قادرين على اتخاذ القرار المناسب والابتكار والابداع والتفكير في الاختيارات المتعددة.
التفكير والذكاء: اختلف التربويون في مفهوم التفكير والذكاء فهناك من يرى أن الذكاء صفة كلية للدماغ وأنها موروثة ومنها تشتق كافة القدرات التفكيرية، وهناك من يرى أنها تعود بنسبة 80% إلى الوراثة و20% إلى البيئة، وأنها تنمو من خلال الخبرات والتعامل مع الكبار وأنه يمكن تحسين قدرات الذكاء وتنميتها بالتدريب. وآخرون يرون التفكير مكون من مجموع لأنواع عدة من الذكاء منفصل بعضها عن بعض، وأن تعليم التفكير ينبغي أن يوجه لتنمية كل نوع من أنواع الذكاء المتعددة.
· تنمية مهارات التفكير من خلال المقررات الدراسية:
تحدث المؤلف عن تنمية مهارات التفكير من خلال المقررات الدراسية، وذلك بتصميم نشاطات في المواد الدراسية تؤدي إلى تنمية مهارة من مهارات التفكير، وقد توزع على المواد الدراسية بطريقة تكاملية، ومن نماذجه:
1- نموذج التفكير الاستقبالي: ويتم في هذا النموذج تعليم المفاهيم من خلال الخطوات الآتية: عرض المعلومات أمام المتعلم وتوضيح معنى المفهوم بأمثلة تؤيده وأخرى تناقضه ثم يصوغ مع طلابه تعريفا له. ثم اختبار تحقق المفهوم بأمثلة إضافية والتأكيد على المفهوم بأمثلة جديدة، ثم تحليل استراتيجية التفكير بالمناقشة التي يقوم بها الطلاب للفرضيات.
2- نموذج التفكير الانتقائي: وفيه تطرح أمثلة متعددة للمفهوم، ويترك الطلاب لينتقدوا الأمثلة، ويصنفوها، ثم يختبر اكتسابهم للمفهوم بأمثلة إضافية، ويعاد صياغة التعريف، ثم تحلل استراتيجية التفكير من خلال مناقشة الأفكار والفرضيات.
3- نموذج التفكير الاكتشافي: يوضع الطلاب في مواقف تعليمية تجعلهم يجربون اكتشاف بنية الموضوع الدراسي، مما يثير حب الاستطلاع لديهم، ويثير دافعيتهم للتعلم. ويتم التعلم الاكتشافي بأسلوبين: أحدهما يتم فيه توجيه الطلاب بأسئلة حول مشكلات تثير اهتمامهم وتفكيرهم للبحث عن الحل. والثاني حر يشترك فيه الطلاب من خلال الحدس والتفكير التحليلي.
4- نموذج التفكير الاستقرائي: ويتكون من ثلاث استراتيجيات هي:
1- تكوين المفهوم بوضع العناصر في قوائم ومجموعات وفئات.
2- تفسير البيانات بتحديد العلاقات وشرحها والوصول إلى الاستدلال.
4- تطبيق المبادئ بوضع التوقعات وشرحها ودعمها والتحقق منها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد