نفحات العشر المباركة


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

معاشر المؤمنين الكرام: من حكمة اللهِ البالغة، ومشيئتهِ النافذة، أنه سبحانهُ يخلقُ ما يشاءُ ويختار، فقد خلقَ سمواتٍ كثيرة، لكنهُ اختارَ منها السّابعة، وخلقَ جِنانًا كثيرة، واختارَ منها الفردوسَ الأعلى، وخلقَ كائناتٍ حيةٍ كثيرة، واختارَ منهم بني آدم ففضلهم على كثيرٍ ممن خلقَ تفضيلا، وخلقَ بشرًا كثيرين، واختارَ منهم المؤمنين، واختارَ من المؤمنين الأنبياء، واختارَ من الأنبياء الرسل، واختارَ من الرسل أولي العزم، واختارَ منهم محمدًا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وخلقَ سبحانهُ ملائكةً كرامًا لا يُحصَى عددُهم، واختارَ منهم جبرائيل وميكائيل واسرافيل، وخلقَ أجرامًا وكواكبَ كثيرة، واختارَ منها الأرض، واختارَ من الأرض مكةً المكرمة، واختارَ من مكة بيتهُ العتيق، واللهُ جلّ وعلا خلقَ الزمانَ قُرونًا وشُهورًا وأيامًا وليالي وساعات، واختارَ من القرون قرنَ محمدٍ ، ومن الشهور شهرَ رمضان، ومن الأيام عشر ذي الحجة، ومن الليالي ليلةَ القدر، ومن الساعات ساعةَ الجمعة، وكلُّ هذا من حكمة اللهِ وكرمهِ وعظيمِ فضلهِ على عباده.

كما أنّ من فضل اللهِ وكرمهِ على عباده المسلمين أنّهم يعيشونَ بركةً عجيبةً في كل أمورهم وأحوالهم، فالمسلمُ مُباركٌ في أعماله وطاعاتهِ، مُباركٌ في أوقاته ولحظاتهِ، مُباركٌ في علاقاته وتعامُلاتهِ. تأملوا أيها المباركون؛ {مَن جَاء بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}، فهذا من بركة الطاعة، وفي الحديث الصحيح: "إنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، ويكتبُ الله لهُ بها رضوانه. والحرفُ الواحدُ من التلاوة بعشر حسنات؛ والصلاةُ بعشر صلوات، وما من عبدٍ مُسلمٍ يُصلِّي للهِ تعالى في كلِّ يومٍ ثِنْتي عشرةَ ركعةً تطوُّعًا غيرَ فريضةٍ إلا بنى اللهُ تعالى له بيتًا في الجنَّةِ، ورمضانُ بعشرة أشهر، ومَن صَامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللهِ، بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا".

والمؤمنُ في ظل صدقتهِ يوم القيامة، ومن حجَّ فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ومن قال سبحان اللهِ وبحمده غُرست له نخلةٌ في الجنة، هذا شيءٌ من بركة الطاعة. كما أنَّ المسلمَ يعيشُ البركةَ في تعاملاته؛ فبالتعامُل الحسنِ يُدرِك الإنسانُ درجةَ الصائمِ القائم، ويُجاورُ الرسولَ الأكرم في الجنة، ويحظى ببيتٍ في أعلى الجنة. والمسلمُ كذلك يعيشُ البركةَ في أوقاته ولحظاته، وأعظمُ ذلك هذه العشرُ المباركة؛ فهي عشرٌ مباركات، كثيرةُ الحسنات، متنوعةُ الفضائلِ والخيرات. بل هيَ بنصّ الحديثِ الصحيحِ أفضلُ أيامِ الدنيا وأحبّها إلى الله تعالى، وفي صحيح البخاري أنّ النبيِّ قال: "ما مِن أيّام العملُ الصّالح فيها أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيام"، يعني أيّامَ العشر، قالوا: يا رسولَ الله، ولا الجهادُ في سبيل الله؟! قال: "ولا الجهادُ في سبيل الله، إلاّ رجلٌ خرجَ بنفسه ومالِه ثمّ لم يرجِع من ذلك بشيء". ورُوي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: (كُل يومٍ منها بألف يوم). ومن فضائلها: أنّ فيها يومُ عرفة، يومُ الدعاءِ والمرّحمة، يوم المباهاةِ بأهل الموقف، وما رُئي الشيطانُ أصغرَ ولا أحقرَ ولا أدحرَ منهُ في يوم عرفة، لما يرى من كثرة تنزُلِ الرحمات، كما أنّ صومهُ تطوعًا لغير الحاجّ يُكفرُ ذنوبَ سنتين.

ومن فضائل هذه العشرِ المباركة: أنّ فيها يومَ النّحرِ، وهو بنصِّ الحديثِ الصحيحِ: "أفضَلُ الأيامِ عندَ اللهِ"، لاشتماله على معظم أعمالِ الحجّ من رميٍ وذبحٍ وحلقٍ وطواف.

ومن فضائل هذه الأيامِ المباركة: أنَّ العباداتِ كلِها تجتمعُ فيها ولا تجتمعُ في غيرها.

كما أنّ مما يَدلُ على عَظِيم فضلِ هذه الأيامِ المباركةِ أنّ اللهَ تعالى أقسمَ بها في كتابه الكريم فقال: {وَلَيالٍ عَشْرٍ}. إنها يا عباد الله: فرصةٌ من أعظم الفرص. فمن عزمَ على اغتنامِها بالأعمال الصّالحة، فليعلم أنهُ ما من عملٍ فيها أفضلَ ولا أحبَّ إلى الله عزّ وجلّ من الذكر، ففي الحديث الصحيح أنّ النبي قال: "ما من أيَّامٍ أعظَمُ عندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه العَمَلُ فيهِنَّ من هذه الأيَّامِ العَشْرِ، فأكْثِروا فيهِنَّ من التَّهْليلِ والتَّكْبيرِ والتَّحْميدِ".

وقولهِ "فأكثروا"، دليلٌ على أنّ المسلمَ مُطالبٌ بأن يُضاعِفَ جُهدهُ، وأن يُكثرَ من الذكرِ بأنواعه قدرَ ما يستطيع؛ خصوصًا التهليلَ والتكبيرَ والتحميد. فالذكرُ يا عباد الله: هو خَيرُ مَا استُثمِرت فيهِ الطاقَات، وصرفت فيهِ الأَوقَاتُ، وقد صحّ عنه عليه الصّلاةُ والسّلامُ أنه قال: "ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم مِنْ أَنْ تلقَوْا عدوَّكُمْ فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟" قالوا: "بلى يا رسول الله"! قال: "ذكر الله عز وجل".

ولذا فلا عجبَ أَنَّ يتَكَرَّرَ الأمرُ بِكَثْرَةِ الذِكْرِ في القرآن، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا}، وقال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. وقال تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ}. ثم إنّ مما يدلُ على فضل الذكرِ أنهُ قُرِنَ بأفضل الأعمال، فقد قُرنَ بالصلاة، قال تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ}، وقرنَ بصلاة الجمعة، قال تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِى ٱلأَرْضِ وَٱبْتَغُواْ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ}، وقرن بالصومِ، قال تعالى: {وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ}، وقرن بالحجُّ، قال تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَـٰسِكَكُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءابَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا}، وقرن بالجهاد، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

ومن فضائل الذكرِ أنهُ لا يتقيدُ بزمانٍ ولا بمكان، ولا بمقدار، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَفْرِضْ عَلَى عِبَادِهِ فَرِيضَةً إِلَّا جَعَلَ لَهَا حَدًّا مَعْلُومًا، ثُمَّ عَذَرَ أَهْلَهَا إن عجزوا، إلا الذِّكْرِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ حَدًّا يَنْتَهِي إِلَيْهِ، وَلَمْ يَعْذُرْ أَحَدًا فِي تَرْكِهِ، إِلَّا من غُلب، فَقَالَ تعالى: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ}". وفِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ المتفق عليه: "يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُ"، ووالله لو لم يكن للذكر إلا هذه الميزة، لكفَت ورجَحَت. وغنيٌّ عن القول أنّ الدعاءَ والاستغفارَ وتلاوةَ القرآنِ، ومدارسةَ العلم، ومناجاةُ الرحمنِ، والتفكُّرَ في خلق الله، والتّحُدثَ بنعم الله، ومُحاسبةَ النفس. كُلُها داخِلةٌ في الذكر.

إذا عُلِمَ هذا يا عباد الله: فإِنَّ شَرَفَ الذِّكرِ وَعُلُوَّ مَنزِلَتِهِ، وَعَظِيمَ فَضلِهِ، وَشِدَّةِ حَاجَةُ المسلمِ إِلَيهِ، مَعَ سُهُولَتِهِ وَيُسرِهِ، وَكثرةِ أَجورِهِ، كُلُّ ذلكَ مما يَحثُ المسلمَ ويحفزُه على أَنْ يَكُونَ مِنَ الذَّاكِرِينَ اللهَ تعالى كَثِيرًا، وأنّ لا يكونَ من الغَافِلِينَ المفرطين.

أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}. 

 

اتقوا الله عبادَ الله وكونوا من أهل الخشيةِ والمراقبة، فهم الذين ينتفعونَ بالذكرى والموعظة، قال تعالى: {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ}.

معاشر المؤمنين الكرام: لئن كان الذكرُ هو أفضلُ ما يُعملُ في هذه العشر، فإنّ الصلاةَ على علو مكانتها نوعٌ من الذكر، قال تعالى: {فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي}، والصلاةُ من أعظم الاسبابِ لنيل محبةِ الله تعالى، ففي الحديث القدسي الصحيح: "وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ"، فالله الله في المحافظة على النوافل. كما أنَّ من أفضلِ الأعمالِ في هذه الأيام المباركة: الإكثارُ من الصدقة، إذ الصدقةُ في هذه الأيام أفضلُ من الصدقة في رمضان. ومن أفضل الأعمالِ المشروعة في هذه العشر: الصيام، فمن صامَ يومًا في سبيل اللهِ باعدَ اللهُ به بينه وبين النار سبعينِ خريفًا. فكيف بصيام هذه الأيامِ المباركة. ومِن أعظمِ القُرُبات التي يَتقرَّبُ بها المسلم إلى ربِّه في خِتام هذه الأيامِ المباركة: الأضاحي، فشأنُ الأضحيةِ عند اللهِ عظيم، وأجرها كبير، فقد ثبتَ أنّ للمضحي بكل شعرةٍ حسنة، وحذّر المصطفى القادرَ من تركها، فقال: "من وجدَ سعةً ولم يضحي فلا يقربنَّ مُصلانا".

وينبغي للمضحّيَ أنّ لا يأخذَ مِن شعره وأظفارهِ أو جِلدهِ شيئًا، ابتداءً من دخول شهرِ ذي الحِجّة وإلى أن يذبحَ أضحيتَه، ففي صحيح مسلم: أنّ النبيّ قال: "إذا رأيتُم هلالَ ذي الحجة وأرادَ أحدكم أن يضحّيَ فلا يأخذ من شعرِه وأظفارهِ شيئًا حتى يضحّي".

أما أفضلُ ما يُفعلُ في هذه العشر المباركة: فهو حجُّ بيتِ اللهِ الحرام، ففي صحيح البخاري، قال : "العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ".

إنها يا عباد الله: أيامٌ معدوداتٍ قليلات، لكنها مُباركات. العملُ الصالحُ فيهنّ أيًَّا كان نوعهُ، فهو أفضلُ منهُ في غيرها من الأوقات، والملاحظُ أنها تقعُ في آخر العام. لكأنها تعويضٌ للمفرطين والمقصرين؛ كي يصححوا أخطائهم، ويعوضوا ما فاتهم، وليتذكر العبدُ بنهاية سنتهِ نهايةَ عُمره، فيعزمَ على استثمار ما بقيَ لهُ من الوقت، فهذه الدنيا لن تَبقى إلى الأبد، ولن يُخلَّدَ فيها أحد. فحريٌ بكل عَاقِلٍ أَنَّ يُجَاهِدَ نَفسَهُ في استثمارِ فُرصِها الثَّمِينةَ، فالأَعمَارُ تُطوى سِراعًا، والأوقاتُ تَمرُّ تِباعًا. وَمع كُلّ يَومٍ يَمضِي فإنَّ العُمرَ ينقص، والأجلَ يَقتَرِبُ، وَالجِسمَ يَضعُفُ، وَالصِحَّةَ تَتراجع، والفرصَ تقل.

فلنَتَّقِ اللهَ فيما بقيَ لنا من أعمارنا، ولنَجتَهِدَ فِيها بالنوافل والطاعات، ولنَتَقَرَّبَ إلى اللهِ بما نَقدِرُ عَلَيهِ من الصالحات، ولنكثر من الذكر والدعاءِ والتلاوةِ والمناجاة، فالمغبونُ حقًّا من فرّط في مثل هذه الفُرَصِ الغالية ولم يغتنمها. والمحرومُ صِدقًا مَن يُهدِر أشرفَ أوقاتِه في اللهو والغفلةِ ومتابعةِ التوافه، ثم يتحسرُ ويندمُ يومَ لا ينفعُ الندم: {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون}، {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالعِبَادِ}.

ولا يفوتُني أن اوصي من أراد الحجَّ بتقوى اللهِ عزّ وجلّ، وأن يتفقه في أحكام الحج وآدابه، وأوصيه كذلك بالرفق والسكينةِ وحُسن الخلق، وأن يتجنب مضايقة إخوانه الحجاج وأذيتهم، فقد كان النبيّ ينهى أصحابه عن ذلك وَيَقُولُ لهم: "أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ".

وفي صحيح البخاري ومسلم قال : "من حجَّ هذا البيتَ فلم يرفث ولم يفسُق رجع من ذنوبه كيوم ولدَته أمُّه".

كما أوصيهِ بأن يأخذَ بأسباب الوقايةِ والسلامة، كشربِ المياهِ بكثرة، وحملِ المظلةِ عند اشتدادِ حرارةِ الشمس، وارتداءِ الكمّامةِ عند الزحام، والعنايةِ بالنظافةِ عُمومًا، واتباعِ إرشادات السّلامة.

تقبل الله من الجميع صالح أعمالهم، ويسر لهم أداء نسكهم.

ويا بن آدم عش ما شئت فإنك ميت، أحبب من شئت فإنك مفارقه، اعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين  

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply