الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
للشاعر القدير الدكتور عبد الرحمن العشماوي أشعار تسير بها الركبان في مختلف المناسبات العظيمة في رمضان وليلة القدر والحج ومناسكه والأعياد، وها هو هنا -بارك الله فيه وحفظه- يمتعنا بقريضه المتميز بألفاظه العذبة وكلماته الشجية عن دعاء الحجاج ربهم، وفيما يلي نعرض من ذلك ما يلي حيث يقول مصحوبا بمعايدة ودعاء:
يا ربِّ، ارفعْ بها كفّيك مُبتهلًا
ليقبلَ اللهُ حجًا منك مبرورا
ثم ازدلِفْ نحوَ جَمْعٍ حيث مَشْعَرُها
يكاد ينطق بالأحداثِ تَذكيرا
اغرسْ هنا شَتْلةَ الإحساسِ ناضرةً
واجبُرْ هنا كلّ قلبٍ جاء مكسورا
يا ربِّ، ارفعْ بها كفّيك مُبتهلًا
ليقبلَ اللهُ حجًا منك مبرورا
"عرفات" كم شاهدتِ من فوجٍ
لبّى وكم شاهدتِ من ركب ِ
جاؤوكِ يا عرفات فابتسمي
للرّكبِ من عُجمٍ ومن عرَب
إيمانهم بالله وحَدهم
فليهزأ الإيمان بالخطب
وإذا رنا قلبٌ لخالقهِ
وسما عن الأحقاد والكسب
فهو الجدير بعفو خالقهِ
أنعم بذاك القلب من قلب
لبيك يا رحمن:
لبيك يا رحمن يا ربي
لبيك أنفثها من القلب
لبيك يا رحمن مغفرةً
إنِّي فررتُ إليكَ من ذنبي
ووقفت في عرفات ممتثلًا
أرنو إلى إحسانك الرَّحبِ
"لبيك" يا دُنيا أعيديها
في مسمعي نجوى من الحبِّ
مكة مَهبطِ القرآن أمن وأمان للحجاج:
هنا في مَهبطِ القرآن تُمحى
فوارقُ كلّ حــــاميٍّ وسامي
حشودٌ صاغ منها الحجُّ رمزًا
بديعًا للتــآلفِ والوِئامِ
فلستَ ترى سوى الإحرامِ ثوبًا
ولا سكنًا لهم غيرَ الخيــامِ
هنا في هذه العرَصات تسمو
مشاعرُنا ويروى كلُّ ظامي
هنا أمنٌ يبـدّد كلّ خوف
ويُتقن رسمَ دائرةِ السّلامِ
الدعاء والتسبيح والتكبير في منى:
هنا أواصِرُ دين الله تجمعنا
هنا شريعتنا تمحو الأساطيرا
لبّيك يا ربِّ ردِّدْها لتسمعَها
رَجْعًا بديعًا وتلقاها أزاهيرا
خُذْ من "مِنى" صورةً للحجِّ ناطقةً
وارفعْ بها الصوتَ تَسبيحًا وتكبيرا
هذي "مِنى" تَملأُ الأمجادُ مقلتَها
نورًا وتمنحُها حبًا وتقديرا
غرّدْ بها في سماء المجدِ محتفلًا
وحَبِّر الشعرَ للحسناءِ تَحبيرا
هذي "مِنى" ما رأى الشيطانُ ذِلّتَه
إلا على أرضِها رَجْمًا وتَثْبيرا
دعاء الله:
دعِ الناسَ واسألْ خالقَ الناسِ إنه
جوادٌ محيطٌ بالأمور كريمُ
تعلّقْ به واهربْ إليه فإنّه
رؤوفٌ لطيفٌ بالعبادِ رحيمُ
دعاء الله الأمن والرضا:
رفعتُ إليك إلهي دعائي
دُعاءَ مُحِبٍّ عظيمِ الرجاءِ
بأن تمنحَ الأمنَ قلبي وروحي
وتغمُرَني بالرضا والصفاءِ
دعوتُك ربي دعاءَ مُنيبٍ
إليك يتوقُ لخير العطاءِ
الحث على الدعاء:
امدُدْ حبالك للأحبة بالدعاءْ
لتكونَ من أهل المودّة والوفاءْ
ارفعْ يديك فسوف تُبصرُ واحةً
في راحتيكَ وسوف تُبصرُ نَبْعَ ماءْ
ستُحِسُّ أنّ الكونَ أصبح شمعةً
بدعائك المَيمونِ طافحةَ الضياءْ
ولسوف تشعرُ بانشراحِ الصّدر من
أثرِ الدعاءِ، وسوف يغمرك الصفاءْ
كم دعوةٍ في جُنحِ ليلٍ حالِكٍ
صعدتْ صُعودَ السّهمِ تجتازُ الفضاءْ
فأجابَها المولى الكريمُ ولم تَعُدْ
إلا وقد حَظِيَتْ بتحقيقِ الرّجاءْ
إنّ الدعاءَ عبادةٌ تزكو بها
أرواحُنا، يرضى بها ربُّ السماءْ
بالغْ وبالغْ في الدعاءِ فإنما
تدعو كريمًا عنده سِرُّ العَطاءْ
كم غائبٍ غابت الدنيا بغَيبتِه
وكل شيءٍ جميلٍ بعدَه غابا
وغائبٍ تُسعِد الإنسانَ غَيْبتُه
إنْ غاب أرضىٰ ولا يُرضي إذا آبا
دعوة القلب بالتوجه إلى الله:
إلى الله يا قلبي، فربّك عالمٌ
بأسرار ما تشكو، وربّك قادرُ
إلى الله ربّ العالمين فإنه
مُعينٌ لمن يأوي إليه وناصرُ
إلى الله يا قلبي، فما خاب راجعٌ
إلى ربه يومًا ولا خابَ صابرُ
وختامًا:
أتاكمُ العيدُ بالأفراحِ فاحتفلوا
وأكثروا من تهاني العيدِ واتصلوا
وبلغوا الأهلَ والأصحابَ تهنئة
بالعيد يزهرُ فيها الحبُّ والأملُ
*أنامل الرحمة* للشاعر حسن محمد الزهراني:
معايدتي: لِأبطال البلادِ
ومَن سهروا على أمن العبادِ
بكلّ وسيلةٍ، وبكل وَعيٍ
وعزمٍ: قدّموا بيض الأيادي
ومَن لِسلامة الحجاج صاغوا
ملاحمهم على نهج الرشاد
أنامل رحمةٍ، وقلوبُ عطفٍ
وأنهارٌ سقت شهد الودادي
وكم صانوا الحدود بكل حزمٍ
وكانوا سهم سّمٍ لِلأعادي
لَهم عيديتي من صدقِ ودّي
وعرفاني، يفوح بها فؤادي
وأخيرا نختم بدعاء الكاتبة:
هناك قلوب جميلة
لا يكافئ وفائها إلا الدعاء
جعل الله أيامكم
جميلة كأنفاس الطيبين
نقية كأرواح الصالحين
منيره كوجوه المتقين
ومتعكم برضاه
وزكاكم بتقواه
ورفع ذكركم في أهل أرضه وسماه
سبحان من أشرقت الشمس بقدرته وسبحت المخلوقات لعظمته، نسألك أن تنير بصائرنا وتيسر أمورنا وتفرج همومنا وأن تغفر لنا ولوالدينا.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد