فوائد من شرح الأربعين النووية للعثيمين


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

فهذه فوائد مختصرة من شرح الأربعين النووية، للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

النية:

 • النيات جمع نية وهي القصد... وشرعًا: العزم على فعل العبادة تقربًا إلى الله تعالى.

 • المقصود من النية تمييز العادات من العبادات، وتمييز العبادات بعضها من بعض.

 • قال بعض أهل العلم: عبادات أهل الغفلة عادات، وعادات أهل اليقظة عبادات

 • عبادات أهل الغفلة عادات مثاله: من يقوم ويتوضأ ويصلي ويذهب على العادة وعادات أهل اليقظة عبادات مثاله: من يأكل امتثالًا لأمر الله، يريد إبقاء نفسه، ويريد التكفف عن الناس، فيكون عبادة.

 • النية محلها القلب، ولا ينطق بها إطلاقًا، لأنك تتعبد لمن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور,... لم يرد عن رسول الله صل الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضوان الله عليهم أنهم كانوا يتلفظون بالنية، ولهذا فالنطق بها بدعة، ينهي عنه سرًا أو جهرًا.

 • إذا قال قائل: قول المُلبي: لبيك اللهم عمرة، ولبيك حجًا، ولبيك اللهم عمرة وحجًا، أليس هذا نطقًا بالنية؟ فالجواب: لا، هذا من إظهار شعيرة النسك.

أمور تحتّم على طلب العلم:

 • هناك ثلاثة أمور تحتم على طلب العلم: الأول: بدع بدأت تظهر شرورها. الثاني: الإفتاء بغير علم. الثالث: جدل كثير في مسائل بغير علم.

الأعمال، والأعمال القلبية:

 • الأعمال جمع عمل، ويشمل أعمال القلوب، وأعمال النطق، وأعمال الجوارح.

 • الأعمال القلبية: ما في القلب من الأعمال: كالتوكل على الله، والإنابة إليه، والخشية منه وما أشبه ذلك.

الغيبة:

 • الغيبة فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها: ذكرك أخاك بما يكره في غيبته، فإن كان في حضوره فهو سب، وليس بغيبة، لأنه حاضر يستطيع أن يدافع عن نفسه.

غيبة العلماء، والأمراء:

 • لا تتهاونوا باغتياب العلماء السابقين واللاحقين، لأن غيبة العلماء ليست قدحًا في شخصه فقط، بل في شخصه وما يحمله من الشريعة، لأنه إذا ساء ظن الناس فيه فإنهم لن يقبلوا ما يقول من شريعة الله، وتكون المصيبة على الشريعة أكبر.

 • إذا وجد فيكم من لسانه منطلق في العلماء فانصحوه وحذروه وقولوا له: اتق الله أنت لم تتعبد بهذا وما الفائدة من أن تقول فلان فيه بل قل: هذا القول فيه كذا.

 • غيبة الأمراء أعظم من غيبة عامة الناس، لأن غيبتهم تؤدي إلى كراهتهم، وإلى التمرد عليهم، وإلى عدم تنفيذ أوامرهم التي يجب تنفيذها، وربما تؤدي إلى الخروج المسلح عليهم، فيحصل بذلك من الشر ما الله به عليم.

معنى شهادة أن لا إله إلا الله:

أي: أن يعترف الإنسان بقلبه ولسانه بأنه لا معبود حق إلا الله عز وجل، وأشهد: بمعنى أقر بقلبي ناطقًا بلساني والشهادة باللسان لا تكفي بدليل أن المنافقين يشهدون لله عز وجل بالوحدانية ولكنهم... يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم فلا ينفعهم.

 

الاستغاثة بالرسول عليه الصلاة والسلام:

• من الضلال البّين أن يستغيث أحد برسول الله صلى الله عليه وسلم بل هذا من الشرك فلو جاء إنسان مهموم مغموم إلى قبر النبي وقال: يا رسول الله أغثني فإنني مهموم مغموم، فيكون هذا مشركًا شركًا أكبر.

قول البعض إذا مات إنسان: انتقل إلى مثواه الأخير:

ننبه إلى ما نسمعه من قول بعض الناس... إذا مات إنسان قالوا: *انتقل إلى مثواه الأخير* وهذا غلط عظيم، ولولا أننا نعلم مراد قائله لقلنا إنه ينكر البعث، لأنه إذا كان القبر مثواه الأخير فهذا يتضمن إنكار البعث، فالمسألة خطيرة.

تنبيه على كلمة دارجة:

 • أود أن انبه على كلمة دارجة عند العوام، حيث يقولون: *يا من أمره بين الكاف والنون*، وهذا غلط عظيم، والصواب يا من أمره بعد الكاف والنون، لأن ما بين الكاف والنون ليس أمرًا فالأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون.

قول منكر فاحش:

 • الخيانة لا يوصف الله بها، لأنه نقص بكل حال، فلا يوصف الله تعالى بالخيانة... وبذا نعرف أن القول *خان الله من يخون* ، قول منكر فاحش، يجب النهي عنه، ووصف ذم لا يوصف الله به.

من قال: إن الملائكة عبارة عن قوى الخير وأن الشياطين كناية عن قوى الشر:

 • الملائكة: أجسام بلا شك... وأما من قال إنهم أرواح لا أجسام لهم، فقوله منكر وضلال، وأشدّ منه نكارة من قال: إن الملائكة كناية عن قوى الخير التي في الإنسان، والشياطين كناية عن قوى الشر، فهو من أبطل الباطل.

 

الدعاء قد يرد القضاء:

 • اعلم أن الدعاء قد يرد القضاء كما جاء في الحديث ((لا يرد القدر إلا الدعاء)) وكم من إنسان افتقر غاية الافتقار حتى كاد أن يهلك فإذا دعا أجاب الله دعاءه، وكم من إنسان مرض حتى أيس من الحياة فيدعو فيستجيب الله دعاءه.

فوائد الرضا بالقضاء والقدر:

 • إذا علمت أن فعل الله عز وجل الذي هو فعله كله خير اطمأننت إل مقدور الله عز وجل واستسلمت تمامًا وكنت كما قال الله﴿وَمَن يُؤمِن بِٱللَّهِ يَهدِ قَلبَهُ[التغابن:11]قال علقمة هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم.

 • الإنسان إذا رضي بالقدر حقًا استراح من الحزن والهم.

أهل الكتاب من اليهود والنصارى:

 • يخطئ خطأ كبيرًا من يقول: إن أهل الكتاب مؤمنون بالله، وكيف يكون كذلك وهم لم يقبلوا شرع الله ولم يذعنوا له.

 • اليهود والنصارى حين بعث رسول الله كفروا به وليسوا بمسلمين ودينهم باطل ومن اعتقد أن دينهم صحيح مساوٍ لدين الإسلام فهو كافر خارج عن الإسلام فالإيمان قبول وإذعان.

المؤمن القوي خير وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف:

 • المؤمن القوي، المراد المؤمن القوي في إيمانه لا في جسمه، فكم من إنسان قوي الجسم لكن لا خير فيه. وبالعكس.

 • لو كتبت هذه الجملة "المؤمن القوي خير وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف" على لوحة كبيرة فوق ملعب رياضي، على أن المراد قوي العضلات فإن هذا لا يجوز.

 

الجنين:

 • إذا سقط بعد نفخ الروح فيه فإنه يغسل، ويكفن، ويصلى عليه، ويدفن في مقابر المسلمين، ويسمى، ويعق عنه، لأنه صار آدميًا إنسانًا فيثبت له حكم الكبير.

 • بعد نفخ الروح فيه يحرم إسقاطه بكل حال، فإذا نفخت فيه الروح فلا يمكن إسقاطه، لأن إسقاطه حينئذ يكون سببًا لهلاكه، ولا يجوز قتله وهو إنسان.

الحذر من الابتداع:

 • تحريم إحداث شيء في دين الله ولو عن حسن قصد، ولو كان القلب يرق لذلك ويقبل عليه... هذا من عمل الشيطان.

العمل الذي يوافق الشريعة لا بد من أمور ستة:

 • وليعلم أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كان العمل موافقًا للشريعة في أمور ستة: سببه، وجنسه، وقدره، وكيفيته، وزمانه، ومكانه.

الاهتمام والعناية بالقلب:

 • المدار في الصلاح والفساد على القلب، إذا صلح صلح الجسد كله، وإذا فسد فسد الجسد كله.

 • طهر قلبك من الشرك والبدع والحقد على المسلمين والبغضاء، وغير ذلك من الأخلاق أو العقائد المنافية للشريعة، فإن القلب هو الأصل.

الداعية إلى الله عز وجل:

 • لا تحزن أيها الداعي إلى الله إذا لم تقبل دعوتك، فإذا أديت ما يجب عليك فقد برئت الذمة والحساب على الله تعالى... لكن اعلم أنك إذا قلت حقًا تريد به وجه الله فلا بد أن يؤثر... فلا بد لكلمة أن تؤثر، لكن قد تؤثر فورًا وقد تتأخر.

الكلام والسكوت:

 • يقال إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب كم من كلمة ألقت في قلب صاحبها البلاء، والكلمة بيدك ما لم تخرج من لسانك، فإن خرجت من لسانك لم تملكها... وإذا دار الأمر بين أن أسكت أو أتكلم فالمختار السكوت، لأن ذلك أسلم

 • الحث على حفظ اللسان لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت))... احرص على أن لا تتكلم إلا حيث كان الكلام خيرًا، فإن ذلك أقوى لإيمانك، وأحفظ للسانك، وأهيب عند إخوانك.

حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام:

 • حسن تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يذكر الشيء مجملًا ثم يفصله، لقوله: ((الدين النصيحة))

 • وقوع الشيء مجملًا ثم مفصلًا من أسباب رسوخ العلم، لأنه إذا أتى مجملًا تطلعت النفس إلى بيان هذا المجمل، فيأتي البيان والنفس متطلعة إلى ذلك متشوقة، فيرسخ في الذهن أكثر مما لو جاء البيان من أول مرة.

 • حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بضرب الأمثال المحسوسة لتتبين بها المعاني المعقولة، وهذا هو طريقة القرآن الكريم، قال الله تعالى: ﴿وَتِلكَ ٱلأَمثَٰلُ نَضرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعقِلُهَآ إِلَّا ٱلعَٰلِمُونَ﴾[العنكبوت:43].  

 • من حسن التعليم أن المعلم يقرب الأشياء المعقولة بالأشياء المحسوسة، لقوله: ((كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه)).

 • حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم حيث يرد كلامه أحيانًا بالتقسيم، لأن التقسيم يحصر المسائل ويجمعها، وهو أسرع حفظًا وأبطأ نسيانًا.

الصدقة بالمال الحرام، وبالمال المسروق:

 • الصدقة بالمال الخبيث لا يقبلها الله عز وجل، لأنه لا يقبل إلا طيبًا... والطيب من الأموال: ما اكتسبت عن طريق حلال. وأما ما اكتسب عن طريق محرم فإنه خبيث... وكذا التصدق بالمال المسروق لا يقبله الله لأنه ليس بطيب.

من مات ولم يزكّ:

من مات وهو لم يزكّ تهاونًا فهل تخرج الزكاة من ماله أم لا؟ الجواب: الأحوط والله أعلم أن الزكاة تخرج لأنه يتعلق بها حق أهل الزكاة فلا تسقط، لكن لا تبرأ ذمته، لأن الرجل مات على عدم الزكاة.

العمل الصالح:

 • صالح العمل هو ما جمع بين: الإخلاص والمتابعة... ولهذا روي عن بعض السلف أنه قال: العمل الصالح ما كان خالصًا صوابًا، أي خالصًا لله صوابًا على شريعة الله.

قوة الإيمان وكثرة الامتثال لأمر الله تعالى:

 • كلما كان الإنسان أقوى إيمانًا كان أكثر امتثالًا لأمر الله عز وجل، وإذا رأيت في نفسك هبوطًا في امتثال الأوامر فاتهمها بنقص الإيمان وصحح الوضع قبل أن يستشري هذا المرض فتعجز عن الاستقامة فيما بعد.

الشك والقلق:

 • الدين الإسلامي لا يريد من أبنائه أن يكونوا في شك ولا قلق، لقوله: ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)).

 • إذا أردت الطمأنينة والاستراحة فاترك المشكوك فيه واطرحه جانبًا، لا سيما بعد الفراغ من العبادة حتى لا يلحقك القلق.

احفظ الله يحفظك:

 •احفظ حدوده وشريعته بفعل أوامره واجتناب نواهيه، وكذلك أن تتعلم من دينه ما تقوم به عبادتك ومعاملاتك وتدعو به إلى الله... يحفظك الله في دينك وأهلك ومالك ونفسك... وأهم هذه الأشياء هو أن يحفظك في دينك ويسلمك من الزيغ والضلال.

 • من أضاع دين الله فإن الله يضيعه ولا يحفظه.

احفظ الله تجده تجاهك:

 • يعني تجد الله عز وجل أمامك يدلك على كل خير، ويقربك إليه، ويهديك إليه، ويذود عنك كل شر.

إذا سألت فاسأل الله عز وجل:

 • إذا سألت حاجة فلا تسأل إلا الله عز وجل ولا تسأل المخلوق شيئًا، وإذا قدر أنك سألت المخلوق ما يقدر عليه فاعلم أنه سبب من الأسباب وأن المسبب هو الله عز وجل لو شاء منعه من إعطائك سؤالك فاعتمد على الله تعالى.

إذا استعنت فاستعن بالله:

 • إذا أردت العون وطلبت العون من أحد فلا تطلب العون إلا من الله عز وجل لأنه هو الذي بيده ملكوت السموات والأرض، وهو يعنيك إذا شاء، وإذا أخلصت الاستعانة بالله وتوكلت عليه أعانك.

الصحابة رضي الله عنهم إذا سألوا عملوا:

 • الصحابة رضي الله عنهم إذا علموا الحق لا يقتصرون على مجرد العلم بل يعملون وكثير من الناس اليوم يسألون عن الحكم فيعلمونه ولكن لا يعملون به، أما الصحابة رضي الله عنهم فإنهم إذا سألوا عن الدواء استعملوا الدواء، فعملوا.

الحياء:

 • الحياء هو عبارة انفعال يحدث للإنسان عند فعل ما لا يجمله ولا يزينه فينكسر ويحصل الحياء.

 • الحياء نوعان:

الأول: الحياء فيما يتعلق بحق الله عز وجل فيجب أن تستحي من الله عز وجل أن يراك حيث نهاك، أو أن يفقدك حيث أمرك.

الثاني: الحياء من المخلوق بأن تكفّ عن كلّ ما يخالف المروءة والأخلاق.

 • الحياء منه غريزي طبيعي... فبعض الناس يهبه الله عز وجل حياءً، فتجده حييًا من حين الصغر، لا يتكلم إلا عند الضرورة، ولا يفعل شيئًا إلا عند الضرورة لأنه حيي.

 • الحياء منه مكتسب يتمرن عليه الإنسان، بمعنى أن يكون الإنسان غير حيي... فيصحب أناسًا أهل حياء وخير فيكتسب منهم. والأول أفضل وهو الحياء الغريزي.

 • الحياء خلق محمود إلا إذا منع ما يجب، أو أوقع في محرم، فإذا منعه ما يجب فإنه مذموم كما لو منعه الحياء من أن ينكر المنكر مع وجوبه، فهذا حياء مذموم، أنكر المنكر ولا تبال، ولكن بشرط أن يكون ذلك واجبًا وعلى حسب المراتب والشروط.

الشكر طاعة المنعم:

 • ليس كل من قال: الشكر لله، والحمد لله يكون شاكرًا حتى يعمل صالحًا، ولهذا قال بعض الفقهاء: الشكر طاعة المنعم، أي القيام بطاعته.

الخُلق الحسن:

 • قال بعضهم الخلق الحسن: كف الأذى، وبذل الندى، والصبر على الأذى.

 • العجيب أن الخلق الحسن يُكسب الإنسان الراحة والطمأنينة، وعدم القلق لأنه مطمئن من نفسه في معاملة غيره.

من أسباب إجابة الدعاء، ومن أسباب ورده:

 • من أسباب إجابة الدعاء التوسل إلى الله تعالى بالربوبية لقوله: (يا رب، يا رب) ولما سمع بعض السلف داعيًا يقول: يا سيدي، فقال: لا تقل يا سيدي، قل ما قالت الرسل: "يا رب". وذلك لأن العدول عن الألفاظ الشرعية غلط.

 • التحذير البالغ من أكل الحرام، لأن أكل الحرام من أسباب رد الدعاء، وإن توفرت أسباب الإجابة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((فأني يستجاب لذلك)).

الصلاة نور:

 • أي صلاة الفريضة والنافلة نور، نور في القلب، نور في الوجه، ونور في القبر، ونور في الحشر... وجرب تجد. إذا صليت الصلاة الحقيقية التي يحضر بها قلبك وتخشع جوارحك تحس بأن قلبك استنار وتلذذ بذلك غاية الالتذاذ.

الصدقة برهان:

 • أي دليل على صدق إيمان المتصدق. وجه ذلك: أن المال محبوب للنفوس، ولا يبذل المحبوب إلا في طلب ما هو أحبُ، وهذا يدل على إيمان المتصدق، ولهذا سمى النبي صلى الله عليه وسلم الصدقة برهانًا.

الحرية:

 • الحرية حقيقة هي القيام بطاعة الله عز وجل وليس إطلاق الإنسان نفسه ليعمل كل شيء أراد.

 • قال ابن القيم رحمه الله في النونية:

هربوا من الرق الذي خلقوا له     ***    وبلوا برق النفس والشـــــــيطان

فكل إنسان يفرُّ من عبادة الله فإنه سيبقى في رق الشيطان.

 • التعبير بكلمة الاستقامة على الإنسان المتمسك بالدين:

 • التعبير بكلمة الاستقامة، دون التعبير المشهور عند الناس الآن بكلمة الالتزام، فإن الناس اليوم إذا أرادوا أن يثنوا على شخص بالتمسك بالدين قالوا: فلان ملتزم، والصواب أن يقال: فلان مستقيم كما جاء في القرآن والسنة.

رسالة فضائل القرآن للحافظ ابن كثير رحمه الله:

 • القرآن الكريم له فضائل عظيمة، وممن كتب في فضائله ابن كثير رحمه الله، رسالة سماها فضائل القرآن، وهي مفيدة.

النبي علية الصلاة والسلام أُعطي جوامع الكلم:

 • النبي صلى الله عليه وسلم أُعطي جوامع الكلم، حيث جمع كل الدين في كلمتين: ((آمنتُ بالله، ثم استقم)).

 • النبي صلى الله عليه وسلم أعطى جوامع الكلم، يتكلم بالكلام اليسير، وهو يحمل معاني كثيرة، لقوله: ((البرُّ حسن الخلق)) كلمة جامعة مانعة.

من طال عمره:

 • الصحابة رضي الله عنهم الذين عاشوا طويلًا وجدوا من الاختلاف والفتن والشرور ما لم يكن لهم في الحسبان.

 • الواقع أن من طال عمره رأى اختلافًا كثيرًا.

البدع:

 • جميع البدع ضلالة ليس فيها هدى بل هي شر مخض وإن استحسنها من ابتدعها فإنها ليست حسنى، بل ولا حسنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ بدعة ضلالة)) ولم يستثنِ النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا.

الصوم جُنّة:

الصوم جنة، أي مانع يمنع صاحبه في الدنيا، ويمنع صاحبه في الآخرة، أما في الدنيا فإنه يمنع صاحبه من تناول الشهوات الممنوعة في الصوم... وأما في الآخرة فهو جُنّة من النار، يقيك من النار يوم القيامة.

الإمام النووي رحمه الله:

 • لا نشك أن الرجل ناصح، وأنه له قدم صدق في الإسلام... وهو رحمه الله مجتهد، والمجتهد قد يخطئ ويصيب، وقد أخطأ رحمه الله في مسائل الأسماء والصفات، فكان يؤول فيها، لكنه لا ينكرها.

 • مثل هذه المسائل التي وقع منه رحمه الله خطأ في تأويل بعض النصوص الصفات إنه لمغمور بما له من فضائل ومنافع جمة... وأرجو أن يكون من الخطأ المغفور، وأن يكون ما قدمه من الخير والنفع من السعي المشكور.

 • رحمه الله أخطأ في تأويل آيات الصفات حيث سلك فيها مسلك المؤولة، فهل نقول: إن الرجل مبتدع؟ نقول: قوله بدعة لكن هو غير مبتدع، لأنه في الحقيقة متأول والمتأول إذا أحطأ مع اجتهاده فله أجر، فكيف نصفه بأنه مبتدع، وننفر الناس منه.

مؤلفات الإمام النووي رحمه الله:

 • الحافظ النووي رحمه الله... الظاهر والله أعلم أنه من أخلص الناس في التأليف، لأن تأليفاته رحمه الله انتشرت في العالم الإسلامي... وكتبه مشهورة مبثوثة في العالم مما يدل على صحة نيته، فإن قبول الناس للمؤلفات من الأدلة على إخلاص النية

 • ألف مؤلفات كثيرة من أحسنها: الأربعون النووية... هذه الأربعون ينبغي لطالب العلم أن يحفظها، لأنها منتحبة من أحاديث عديدة... فهي في أبواب متفرقة متنوعة.

صحيح الإمام البخاري، وصحيح الإمام مسلم، رحمهما الله:

 • صحيح البخاري أصحّ من صحيح مسلم، لأن البخاري رحمه الله يشترط في الرواية أن يكون الراوي قد لقي من روى عنه، وأما مسلم رحمه الله فيكتفى بمطلق المعاصرة مع إمكان اللقى وإن لم يثبت لقيه.

 • الصواب ما ذكره الإمام البخاري رحمه الله أنه لا بد من ثبوت اللقى.

 • ذكر العلماء أن سياق مسلم رحمه الله أحسن من سياق البخاري، لأنه رحمه الله يذكر الحديث ثم يذكر شواهده وتوابعه في مكان واحد، والبخاري رحمه الله يُفرّق، ففي الصناعة صحيح مسلم أفضل، وأما في الرواية فصحيح البخاري أفضل.

مما يطفئ الخطايا:

 • الصدقة تطفئ الخطيئة، ففيه الحث على الصدقة، فإذا كثرت خطاياك فأكثر من الصدقة فإنها تطفئ الخطيئة.

 • الحث على صلاة الليل، و... أنها تطفئ الخطايا كما يطفئ الماء النار.

خطورة اللسان:

 • اللسان من أخطر ما يكون، فإن الإنسان قد يتكلم بالكلمة من غضب الله لا يلقى لها بالًا يهوي بها في النار كذا وكذا، سنوات، وهو لم يلقِ لها بالًا، يتكلم بكلمة الكفر لا يلقي لها بالًا فيكفر ويرتد، والعياذ بالله.

تارك الصلاة:

 • من ترك الصلاة فهو كافر... وهذا القول هو القول الراجح الذي دل عليه كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة رضي الله عنهم حتى حكي هذا القول إجماعًا من الصحابة.

الأعمال الصالحة تقرب من الله:

الإنسان يشعر هذا بنفسه إذا قام بعبادة الله على الوجه الأكمل من الإخلاص والمتابعة وحضور القلب أحسّ بأنه قَربَ من الله وهذا لا يدركه إلا الموفقون وإلا فما أكثر الذين يصلون ويتصدقون ويصومون ولكن كثير منهم لا يشعر بقربه من الله.

إنكار المنكر:

 • لو كان يرى منكرًا يحصل من بعض الأمراء، ويعلم أنه لو غير بيده استطاع، لكنه يحصل بذلك فتنة: إما عليه هو، وإما على أهله، وإما على قرنائه ممن يشاركونه الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهنا نقول: إذا خفت الفتنة فلا تغير.

 • الإنسان إذا لم يستطع أن يغير باليد ولا باللسان فليغير بالقلب، وذلك بكراهة المنكر، وعزيمته على أنه متى قدر على إنكاره بلسانه أو يده فعل.

 • فإن قال قائل: هل يكفي في إنكار القلب أن يجلس الإنسان إلى أهل المنكر ويقول: أنا كاره بقلبي؟ فالجواب: لا، لأنه لو صدق أنه كاره بقلبه ما بقي معهم ولفارقهم، إلا إذا أكرهوه، فحينئذ يكون معذورًا.

الهجرة من البلاد الكافرة، والتي تعلن الفسق وتظهره:

 • إذا كان الإنسان يستطيع أن يظهر دينه وأن يعلنه ولا يجد من يمنعه في ذلك، فالهجرة هنا مستحبة، وإن كان لا يستطيع فالهجرة واجبة، وهذا هو الضابط للمستحب والواجب، وهذا يكون في البلاد الكافرة.

 • البلاد الفاسقة التي تعلن الفسق وتظهره، فإننا نقول: إن خاف الإنسان على نفسه من أن ينزلق فيما أنزلق فيه أهل البلد فهنا الهجرة واجبة، وإن لا فتكون غير واجبة بل نقول إن كان في بقائه إصلاح فبقاؤه واجب لحاجة البلد إليه في الإصلاح.

القومية العربية:

 • نجد الذين قاتلوا حمية ممن ينتسبون للإسلام لم ينجحوا، ولن ينجحوا، فماذا حصل من قتال العرب لليهود؟ حصل الفشل، وحصلت الهزيمة لأنهم لا يقاتلون لتكون كلمة الله هي العلياء، بل يقاتلون للقومية العربية.

 • هذه القومية حصل بسببها من المفاسد بأن دخل فيهم النصارى واليهود العرب ما دام مناط الحكم هو العروبة، كما دخل فيها الشيوعيون وغيرهم إذا كانوا عربًا، ولا يعقل أن يهوديًا أو نصرانيًا يقاتل لحمية الإسلام.

الخلاق بين أهل الصلاح والاستقامة، وأثر ذلك على الأمة:

 • بعض أهل الإصلاح... يبدع ويفسق بعضهم بعضًا ولو أنهم... إذا اختلفوا اتسعت صدورهم في الخلاق الذي يسوغ فيه الخلاف وكانوا يدًا واحدة لصلحت الأمة.

 • إذا رأت الأمة أن اهل الصلاح والاستقامة بينهم هذا الحقد والخلاف في مسائل الدين، فستضرب صفحًا عنهم، وعما عندهم من خير وهدى، بل يمكن أن يحدث ركوس ونكوس، وهذا ما حدث والعياذ بالله.

المحرمات التي يفعلها الإنسان ناسيًا أو جاهلًا أو مكرهًا:

 • جميع المحرمات في العبادات وغير العبادات إذا فعلها الإنسان جاهلًا أو ناسيًا أو مكرهًا فلا شيء عليه فيما يتعلق بحق الله، أما حق الآدمي فلا يعفى عنه من حيث الضمان، وإن كان يعفى عنه من حيث الإثم.

من أسباب محبة الله عز وجل للعبد:

 • ومن أسباب محبة الله للعبد وهو أعظم الأسباب: اتباع النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: ﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ ٱللَّهُ﴾[ال عمران:31].

 • الزهد من أسباب محبة الله عز وجل، لقوله: ((ازهد في الدنيا يحبك الله)).

 •كثرة النوافل سبب لمحبة الله عز وجل فإذا أكثرت من النوافل فأبشر بمحبة الله لك.

 • الله تعالى إذا أحب عبدًا سدده في سمعه وبصره ويده ورجله، أي في كل حواسه، بحيث لا يسمع إلا ما يرضى الله عز وجل، وإذا سمع انتفع، وكذلك أيضًا لا يطلق بصره إلا فيما يرضى الله، وإذا أبصر انتفع، كذلك في يده... كذلك يقال في الرجل.

 • الله تعالى إذا أحب عبدًا أجاب مسألته وأعطاه ما يسأل وأعاذه مما يكره، فيحصل له المطلوب، ويزول عنه المرهوب.

متفرقات:

 • الواحد منا _ ونحن مفرطون _ إذا قيل له: اتق الله. انتفخ غضبًا، ولو قيل له: الله يهديك، لقال: وما الذي أنا واقع فيه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخاطبه ربه بقوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ﴾ [الأحزاب:1].  

 • الكافر يجازى على عمله الحسن لكن في الدنيا لا في الآخرة، والمؤمن قد يؤخر له الثواب في الآخرة، وقد يجازي به الدنيا وفي الآخرة.

 • كتبنا... رسالة موجزة، والحمد لله... تضمنت ذكر الأدلة على كفر تارك الصلاة، والجواب عن قول من يقول: إنه لا يكفر.

 • شرب الخمر للعطش لا يجوز، قال أهل العلم: لأن الخمر لا يزيد العطشان إلا عطشًا فلا تندفع به الضرورة.

 • الفرق بين الضرر والضرار، أن الضرر يحصل بدون قصد، والمضارة بقصد.

 • الصواب أن الفرض والواجب بمعنى واحد، ولكن إذا تأكد صار فريضة، وإذا كان دون ذلك فهو واجب، وهذا هو القول الراجح في هذه المسألة.

 • السبط: هو ابن البنت، وابن الابن يسمى: حفيدًا.

 • الوصية: هي العهد إلى الشخص بأمر هام.

 • اللغو: ما ليس فيه خير ولا شر، فلا يحرم أن يقول الإنسان اللغو، ولكن الأفضل أن يسكت عنه.

 • عليك الحلم ما أمكنك ذلك، حتى يستريح قلبك، وتبتعد عن الأمراض الطارئة من الغضب، كالسكر والضغط وما أشبهه. والله المستعان.

 • إذا نالك ضرر من أحد فاعلم أن الله قد كتبه عليك، فارض بقضاء الله وبقدره، ولا حرج أن تحاول دفع الضرر عنك.

 • الفرج انكشاف الشدة والكرب، فكلما اكتربت الأمور فإن الفرج قريب.

 • الكربة كل ما يكرب الإنسان ويغتم منه ويتضايق منه.

 • السكينة: طمأنينة القلب، وانشراح الصدر.

 • الكلمة الطيبة صدقة، أي كلمة طيبة سواء طيبة في حق الله كالتسبيح والتكبير والتهليل، أو في حق الناس كحسن الخلق صدقة.

 • القول الراجح أنه تسن المداومة على ركعتي الضحى.

 • الشمس هي التي تدور على الأرض.

 • الهدية تُذهب السخيمة وتوجب المحبة.

 • الاجتماع على العبادات ولا سيما على الصلوات الخمس والجمع والأعياد فإن هذا يوجب المودة والأخوة.

 • إزالة الأذى عن الطريق صدقة، وبقياس العكس نقول: وضع الأذى في الطريق جريمة وأذية.

 • لا يغتر الإنسان بإفتاء الناس لا سيما إذا وجد في نفسه ترددًا، فإن كثيرًا من الناس يستفتي عالمًا أو طالب علم ثم يتردد ويشك فهل لهذا الذي تردد وشك أن يسأل عالمًا آخر؟ الجواب: نعم، بل يجب عليه أن يسأل... إذا تردد في جواب الأول.

 • الوعظ: التذكير بما يلين القلوب سواء كانت الموعظة ترغيبًا أو ترهيبًا.

 • تأثير المواعظ له أسباب منها: الموضوع، وحال الواعظ، وانفعاله.

 • الرجل المؤمن يكره أن يطلع الناس على آثامه، أما الرجل الفاجر المتمرد فلا يكره أن يطلع الناس على آثامه، بل من الناس من يفتخر ويفاخر بالمعصية.

 • القلب إذا خاف بكت العين، وإذا كان قاسيًا نسأل الله أن يبعدنا وإياكم من قسوة القلب لم تدمع العين.

 • وجوب السمع والطاعة لولي الأمر وإن كان يعصي الله عز وجل إذا لم يأمرك بمعصية الله عز وجل.

 • عظمة احتقار المسلم، لقوله: ((بحسب امرئ من الشرّ أن يحقر أخاه المسلم)).

 • الرد على أولئك المجادلين بالباطل الذين فعلوا معصية بالجوارح ونُهوا عنها قالوا: التقوى هاهنا فما جوابنا...؟ جوابنا أن نقول: لو اتقى ما هاهنا لاتقت الجوارح

 • ينبغي للإنسان أن يسأل الله تعالى التيسير، أن ييسر أموره في دينه ودنياه، لأن من لم ييسر الله عليه فإنه يصعب عليه كل شيء.

 • الشارب لا يؤمر بإزالته نهائيًا كالحق مثلًا، حتى إن الإمام مالك رحمه الله قال: ينبغي أن يؤدب من حلق شاربه، لأن الحديث ((أحفوا الشوارب)).

 • الله تعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ففيه الحث على إخوانه المسلمين في كل ما يحتاجون إلى العون فيه.

 • ليتنا نتأدب بهذا الحديث ونحرص على تفريج الكربات وعلى التيسير على المعسر وعلى ستر من يستحق الستر وعلى معونه من يحتاج إلى المعونة.

 • الأمور بيد الله عز جل، فبيده التسهيل، وبيد ضده، وإذا آمنت بهذا فلا تطلب التسهيل إلا من الله عز وجل.

 • تجد طبائع العرب غير طبائع غيرهم، فهم خير في الفهم، وخير في الجلادة، وخير في الشجاعة، وخير في العلم، لكن إذا أبطأ بهم العمل صاروا شرًا من غيرهم.

 • مضاعفة ثواب الحسنات تكون بأمور منها: الأول: الزمان. الثاني: باعتبار المكان الثالث: باعتبار العمل. الرابع: باعتبار العامل. أيضًا يتفاضل العمل بالإخلاص.

 • معاداة أولياء الله من كبائر الذنوب.

 • البرُّ كلمة تدلّ على كثرة الخير.

 • الغالب أن ما يذكره من الأحاديث الضعيفة في هذا الكتاب أنه له شواهد يرتقى بها إلى درجة الحسن.

 • إلى هنا ينتهى الكلام على الأربعين النووية المباركة، التي نحث كل طالب علم على حفظها وفهم معناها والعمل بمقتضاها، نسأل الله أن يجعلنا من سمع وانتفع إنه سميع قريب.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply